بعد أسبوع، وبالتحديد يوم الاثنين المقبل، يطل علينا ٣/ ٧ بذكرياته المصرية عميقة الدلالة، ٣/ ٧ اليوم الذى تم فيه الإعلان رسميًا عن القضاء على دولة الإخوان التى تسللت إلى حكم مصر فى غفلة من الزمن، من السهل أن نعتبر صعود تلك الجماعة إلى الحكم جريمة ارتكبها المثقف والثائر والتدخلات الدولية، فضلًا عن تنظيم الجماعة الصارم الذى نجح فيما بعد بقبضته الحديدية أن يدفع مئات العائلات المصرية المسيحية للهجرة خارج الوطن.
كان من الممكن أن تتواصل الهزيمة وتنتهى بلادنا إلى الأبد، وأنا بكل وضوح لست مع القائلين بأن مصر عصية على الانقسام أو التفتت، كانت على شفا حفرة من المصيبة، لذلك أرى أن ٣/ ٧ معجزة بكل المقاييس، معجرة صنعها الشعب المصرى وساندها الجيش المصرى، وتحدت بكل اقتدار المخطط والجريمة وعادت مصر إلى ضفاف نهر النيل تزرع وتبنى وتُغنى وتحلم بالمستقبل. يوم الاثنين المقبل، نحن على موعد مع ٣/ ٧ جديدة، ولكنها تخرج هذه المرة من الإطار المصرى إلى المحيط العربى، يوم الاثنين المقبل، تنتهى المُهلة التى حددتها الدول الأربع -مصر والسعودية والإمارات والبحرين- لدولة قطر، لكى تنفذ الأخيرة ثلاثة عشر مطلبًا طالما شكلوا إزعاجا متكررا فى المنطقة، الأمل ما زال فى الأفق أن تستجيب قطر للحوار وأن تتفاهم وأن تحسم موقفها، وما يخصنى بالتحديد ليس فى علاقات قطر الدولية سواء بتركيا أو إيران، ولكن فى حمايتها لعدد من المصريين القتلة المنتمين لجماعة الإخوان، هذه النقطة بالتحديد سوف تقف عائقًا حقيقيًا نحو بناء علاقة صحية وصحيحة بين قطر وجيرانها العرب.
لست منزعجًا من سخائم قناة «الجزيرة» وما تبثه ليل نهار، وذلك لأن الشعب المصرى قد أهمل تلك القناة منذ سنوات بعد أن تأكد من سموم توجهها، لتقل قطر عبر قناتها ما تريد ولتربط علاقتها الدولية كما تريد بما لا يؤثر فى دول الجوار، ولكن أن تكون ملجأً ومستقرًا لكوادر إرهابية يدها ملوثة بدماء الأبرياء فى مصر فهذه النقطة لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها.
وجه القرضاوى ووجدى غنيم والزمر وغيرهم ارتكبوا جرائم حقيقية على أرض المحروسة، وبدلًا من وجودهم خلف القضبان والمحاكم نلقاهم فى الفنادق المريحة بالدوحة وفى قصورها يعيشون وكأنهم لم يرتكبوا ما يستحق عقابهم عليه، لذلك أجد أن هذا المطلب القانونى الذى من المفترض أن ينفذه الإنتربول الدولى وتعيق قطر تنفيذه سيظل قائمًا ومشرعًا فى وجه قطر حتى تستجيب له، هذا المطلب بالتحديد ليس مطلبًا رسميًا من الحكومة المصرية ولكنه مطلب شعبى.
الاثنين المقبل، الموافق ٣/ ٧، قد تتغير الخارطة العربية وفق تداعيات الموقف، المؤكد هو أن عقلاء الوساطة ينسحبون تدريجيًا من الأزمة وأن من يتدخل –تركيا مثلًا– تتدخل لتزيد الطين بله، تستغل الموقف بكل الخُبث العثمانى، تلعب فى الأزمة اقتصاديًا وعسكريًا لمصلحتها، بينما تدفع قطر الفاتورة كاملة، الصبر السعودى والإماراتى والبحرينى والمصرى له حدود لذلك بعد تسريب قائمة المطالب وبعد تحديد المهلة نجد غيومًا فى سماء المنطقة ولا يمكن تخيل الخطوة التى تليها.
الاثنين المقبل الموافق ٣/ ٧، ستصدح فى الميادين المصرية وعبر مكبرات الصوت الأغنية الشهيرة «تسلم الأيادى.. تسلم يا جيش بلادى» احتفالًا بانتصار كبير فى ٢٠١٣، احتفالًا بغلق صفحة سوداء فى التاريخ وبدء صفحة جديدة مفعمة بالأمل والطموح والكرامة، من حق كل مشارك فى ثورة ٣٠/ ٦ أن يفتخر بدوره فى القضاء على دولة الإرهاب المتأسلم، ومن حق من استمعوا إلى بيان ٣/ ٧ الذى جاء كوثيقة وشهادة وفاة للتنظيم أن يستعيدوا ذكرياتهم القريبة ويتفاءلوا بالقادم.. فالقادم أجمل.