هي أسئلة ينبغي الرد عليها قبل أي حديث عن تجديد أي خطاب ديني أو تنقية الموروثات والمنقولات جيلًا بعد جيل.
الأسئلة يطرحها الباحث فى التاريخ الإسلامي مسلم المنصور، ويبدأها بالسؤال الرئيسي أين هي أكثر من ١٨٣ سنة مفقودة من الإسلام .. أين هي؟
والموضــــــوع كما يقول يستند السواد الأعظم من المسلمين في أحاديث رسولنا عليه الصلاة والسلام، إلى مراجع وكتب صحيح مسلم والبخاري والترمذي وغيرهم استنادا رئيسيا كاملا لا يقبل الشك وفق ما يعتقدونه. فلننظر للحقائق التاريخية هذه.
١- صحيح البخاري … ولد بعد وفاة رسولنا بـ ١٨٣ سنة؟
٢- صحيح مسلم ... ولد بعد وفاة رسولنا بـ ١٩٥ سنة؟
٣- سنن النسائي ... ولد بعد وفاة رسولنا بـ ٢٠٤ سنوات؟
٤- الترمذي ... ولد بعد وفاة رسولنا بـ ١٩٨ سنة؟
٥ - ابن ماجة ... ولد بعد وفاة رسولنا بـ ١٩٨ سنة؟
ملاحظة مهمة: لا يجب الوثوق برجاحة العقل إلا ما بعد الأربعين عامًا، أي ضع ٤٠ عامًا زيادة على مولدهم.
هؤلاء من أهم مراجع أسس الحديث لدينا وهم من يعتقد الأصدق نقلا وهم من اجتمع عليهم كل علماء الأمة على حقيقة وصدق نقلهم وتوثيقهم لكل أحاديث رسولنا الحبيب، وجميعهم ليسوا عربا ولم يولدوا في أرض الجزيرة العربية أصل ومنبع الإسلام، حسنًا لننظر الآن للأهم.
هل تستوعبون وتعون ماذا تعني أرقام (١٨٣ و١٩٥ و٢٠٤ و١٩٨) من السنوات البشرية؟
حدد علماء الأحياء الفترة الزمنية للجيل من الأب إلى الابن بـ٣٣ سنة. إذن موضوعنا وأصل الخلاف هو وجود أكثر من ٦ أجيال وسنوات ما بين ٢٢٣ إلى ٢٤٤ سنة حقبة زمنية مفقودة لا أحد يعلم عنها شيئا وغير ثابتة بالأدلة والبراهين العلمية التى لا تقبل الشك أو اللبس.
البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجة جميعهم لم يروا ولم يعرفوا ولم يعايشوا رسولنا الحبيب والخلفاء الراشدين وخلفاء المسلمين وولاة أمورهم، بل لم يولدوا بعد ولم يولدوا حتى في الجزيرة العربية، إذن من أين جاءوا بأحاديث رسولنا وما هي مصادرهم ومراجعهم ومن هم شهودهم على كل حديث، وأين هي وثائقهم التي خطوها بأياديهم بأصلها؟
أيعقل أن أمة العرب من بعد وفاة الرسول بأكثر من ٦ أجيال وبأكثر من ١٨٣ سنة وبعد أكثر من ٢٤ خليفة للمسلمين لا يوجد تجميع للأحاديث؟ حتى جاء مسلمون من خراسان وبلاد فارس يعلموننا ما نقل عن رسولنا وكأنه كان لا يوجد آل البيت ولا الصحابة ولا الثقاة ولا الكتبة بل وكأن أمة العرب في الجزيرة العربية كانوا أمواتا؟
نريد أن نعرف الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة عن حقبة ٦ أجيال و١٨٣ سنة ماذا حدث فيها وأين ما كتب يدويًا عن رسولنا؟ نريد ذلك بالأدلة المادية التى لا تقبل الشك على الإطلاق وليس بحديث ووجهة نظر وفلسفة ونقلًا عن الكتاب الفلاني أو العلامة العلاني.. مع التنبيه والتذكير أن مخطوطات الحضارة السومرية والبابلية والفرعونية التي تعد أهم حضارات عرفتها البشرية مخطوطاتها وآثارها لا تزال باقية إلى يومنا هذا، ومن المفترض أن عهد رسولنا يفترض أن يكون عهدا متطورا أكثر من تلك الحضارات.
أفيدونا وأفتونا هل هناك مؤامرات وسرقات وخيانات تمت على الدين نفسه من أهل الإسلام أنفسهم؟ لأننا ما قرأنا أن الروم أو التتار أو المغول أو الفرس أو كائنًا من يكون غزا مكة والمدينة واحتلها احتلالا ولا حتى ليوم واحد، فإن كانت هناك خيانات ومؤامرات وسرقات وإتلاف وحرق متعمد لأحاديث رسولنا بالإضافة إلى أنه لا توجد المخطوطات الأصلية لكل أحاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم، فهذا يعني أن كل كتب البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وابن ماجة جميعهم كتب لا يعتد بها وكتب غير موثوق فيها وربما كانت مزورة أو تم تحريفها وباب كل الاحتمالات مفتوح على مصراعيه، وإن كنتم تخافون من أن الأمة قد تفتن أو يفلت زمام أمورها من بين أيديكم فهذا عذر أقبح من ذنب. فلا يجوز بأي حال من الأحوال ومهما كانت الأسباب والمبررات بأن نتقول على رسولنا، ونأتى بأحاديث غير مؤكدة المصدر ودون سند تاريخي أثري مادي حقيقي.
وبعد، فإن الأمر قد لا يخلو من التزوير والتحريف مثلما تم تزوير حقائق تاريخية إسلامية وسرد قصص كاذبة وخيالية لا نعرف مصدرها الحقيقي، وتبقى الأسئلة الحرام في انتظار إجابة؟