• بالتأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ليس رسولًا أو نبيًا، ولكنه بشر يخطئ ويصيب ويأكل ويشرب وينام ويستيقظ ويغضب ويفرح، ويتقبل النقد والرأى الآخر ويستمع إلى المؤيدين وأيضا المعارضين ويعلم جيدا نبض الشعب المصرى، وما يدور فيه من إشادة به أو انتقاد له وهو من أكثر رؤساء مصر قبولًا للمعارضة والنقد، وليس كما يصوره البعض على غير حقيقته.
• وبالتأكيد من يؤيد الرئيس وأيضًا من يعارضة وخاصة المعارضة التى ترتكز على ثوابت وطنية ومعارضة من أجل الوطن، وليس على حساب الوطن، يعلم جيدا أن شرف الرئيس خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه أو المساس به أو الطعن فيه، وأن الرئيس السيسى الذى أدى يمين الولاء للوطن أكثر من مرة حتى جلس على مقعد الحكم، يثق تمامًا فى أن المعارضة الوطنية لا يمكن أن تمس شرف الرئيس.
• وما أعلنه الرئيس السيسى مؤخرا خلال إفطار الأسرة المصرية وبنبرة غضب وحزن بقوله «نحن ناس لدينا شرف لا يباع» كانت بمثابة رسالة واضحة للجميع بأن شرف الرئيس هو أعز ما يملكه ويدافع عنه.
• فالمعارضة التى انطلقت مؤخرًا بسبب توقيع اتفاقية تيران وصنافير سواء تحت قبة مجلس النواب أو خارجها، لم تمس شرف الرئيس من قريب أو من بعيد، بل إن بعض من أعلنوا رفضهم للاتفاقية ومعارضتهم لها أكدوا ثقتهم فى الرئيس وطالبوا بعدم الزج باسمه فى هذه القضية.
• والمعارضة الوطنية أيضًا تعلم وتدرك أن الرئيس السيسى كلفه وفوضه الشعب المصرى للقيام بمهمة إنقاذ الوطن والحفاظ عليه من المخاطر التى تحيط به، وفى مقدمتها خطر الإرهاب، وأن مثل هذه المهمة لا يقوم بها إلا من يحافظون على شرفهم ويدافعون عنه ويموتون من أجله.
• فالرئيس السيسى عليه أن يثق فى المعارضين له كما يثق فى المؤيدين له وأن المعارضين هم أول من ينتفضون ثورة وغضبًا ضد من يمس شرف الرئيس، ولا يقبلون بأى حال من الأحوال أن يقبعوا فى خندق أعداء الوطن وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية، لأن المعارضة للرئيس تهدف إلى دعمه وحمايته فى المقام الأول.
• والرئيس السيسى عليه أيضًا أن يبادر ببدء حوار ديمقراطى ومستمر مع قوى المعارضة الوطنية البرلمانية والسياسية، وأن يقرب المسافات البعيدة حاليًا بينه وبين المعارضة ويستمع إليهم كما يستمع إلى شباب مصر.
• فبدء حوار بين الرئيس السيسى وقوى المعارضة الوطنية، سوف يغلق الأبواب ويسقط محاولات إثارة الفتنة على أرض الوطن، وتقسيم المصريين إلى حلفاء للرئيس وخصوم له ويفتح صفحة جديدة من أجل بناء مصر وحمايتها من مخاطر الإرهاب الذى يهدد الجميع الرئيس والمؤيدين والمعارضين، ولا سبيل إلا بهذا الحوار وبمبادرة من الرئيس.
• والمعارضة الوطنية عليها أيضًا أن تدرك حجم المخاطر التى تواجه الوطن وحجم التحديات التى تواجه الرئيس فى مهمة إنقاذ الوطن وأن تراجع مواقفها وتنضم إلى مسيرة البناء التى تحتاج إلى الجميع المؤيدين والمعارضين بدلًا من الانقسام والتفتت الذى يلحق الضرر بالوطن.
• واستمرار الفجوة الراهنة وانقطاع الحوار بين الرئيس السيسى وقوى المعارضة الوطنية، ليس فى مصلحة الجميع، لأن المستفيد الوحيد منه هو جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤها بالداخل والخارج، بشرط أن تخلص النوايا من جانب قوى المعارضة، حتى نضمن نجاح هذا الحوار الذى يجب أن يبدأ اليوم قبل الغد.