لا يوجد ثمة رئيس مصرى اهتم بالمصريين عامةً والفئات غير القادرة خاصةً والتى نسميها نحن المصريين أو بالأحرى من يُطلقون على أنفسهم «الغلابة» سوى الرئيس عبد الفتاح السيسى، وذلك على الأقل فى الفترة التى عايشتُ فيها رؤساء عاصرتهم سواء السادات أو مبارك أو غيرهما، فلا يوجد رئيسٌ ممن عاصرتهم اهتم بالبُعد الاجتماعى، بل ووضعه على رأس أولوياته وفى البند الأول من أجندته سوى الرئيس السيسى.
ومنذ أولِ يوم لتوليه السلطة، لم يتأخر الرئيس عن المصريين فى شىء، فهو دائمًا معهم وفى وسطهم، يشعر بآلامهم ويستشرف طموحاتهم، تشعر كأنه واحد منهم، يسعى للتخفيف عنهم ويَشُدُ على أيديهم، يشجعهم بكلمة أو يواسيهم بعبارة أو يثورُ غضبًا من أجلهم. إن ما يفعله الرئيس يصلُ فى رسائلٍ نابضة بالحياة لكل المصريين. أذكر جيدًا حين انفعل الرئيس فى أحد لقاءاته العامة عندما قال محتدًا: «الناس مش لاقيه تاكل»، وهو ما يؤكد أن الرئيس يتألم لآلام البسطاء والغلابة من هذا الشعب الطيب، وأنهم فى عقله وقلبه وعلى طرف لسانه فى كل وقتٍ وحين، ويؤكد كذلك أن الرئيس ليس معزولًا عن مشاكل شعبه، بل ويهتم بالغلابة قبل الأثرياء والميسورين من أبناء هذا الشعب.
وما يؤكد حرص الرئيس على البُعد الاجتماعى هو تدشين برنامج تكافل وكرامة الذى تزيد قاعدة المشاركين فيه يومًا بعد يوم، لكفالة الحياة الكريمة للمواطنين البسطاء، وفى خطة الرئيس ووزارة التضامن الاجتماعى زيادة مظلة التكافل والكرامة لتشملَ كل الفئات غير القادرة لمواجهة تكاليف الحياة فى ظلِ غلاء الأسعار ومتطلبات برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تتبناه الحكومة المصرية وتمضى فيه بخطواتٍ واسعة لإصلاح هياكل الاقتصاد المصرى التى تداعت عبر سنوات من السياسات والقرارات التلفيقية التى كادت أن تودى بالدولة المصرية إلى الإفلاس والانهيار الاقتصادى التام.
لقد آلَ الرئيسُ على نفسه ألا يُحمل الفئات غير القادرة كل فاتورة الإصلاح الاقتصادى، ومن هنا كان برنامج تكافل وكرامة الذى يخفف من آثار برنامج الإصلاح على البسطاء من أهالى شعبنا. ليس هذا فقط بل يجب أن نُوَلى وجوهنا شَطْرَ المساكنِ الجديدة والشقق التى بُنيت خصيصًا للبسطاء كجزءٍ من خطةٍ كبرى لتطوير العشوائيات، وهنا يجب أن نقول إن الرئيس استطاع أن يَحُثَ عديدًا من منظمات المجتمع المدنى ومؤسسات الدولة على المشاركة فى هذه المشروعات التى تجسد مدى إحساس الدولة بمواطنيها البسطاء الذين كانوا يعيشون بين جدران متهاوية تكاد أن تنقض عليهم دونَ ماءٍ أو كهرباء أو خدمات أو صرف صحى، ليجد هؤلاء المواطنون أنفسهم فى شققٍ عصرية فى بيئةٍ حضرية تتمتع بكل الخدمات، لقد رأيت هؤلاء الناس وهم يدخلون شققهم الجديدة وألسنتهم تلهجُ بالدعاء للرئيس الذى وثقوا فيه وأعطوه أصواتهم، وكان عند حسن ظن الناس به، فقدم لهم أكثر مما كانوا يتمنوه.
ولا شك أن منظومة السلع التموينية ومنظومة الخبز من أفضل ما تقدمه الدولة والرئيس للمواطنين من البسطاء ومحدودى الدخل، فهذه السلع هى التى تحد من ارتفاع أسعار السلع المناظرة فى السوق المصرية وتحاول أن تضبط أسعار السوق، كما أن منظومة الخبز تمكن الناس من الحصول على الخبز أو بعضه والاستفادة من نقاط الخبز فى الحصول على سلعٍ إضافية، كما أن مفاجأة الرئيس للشعب فى شهر رمضان تمثلت فى إقرارِ سلعٍ تموينية إضافية لكل المواطنين بمناسبة الشهر الفضيل. وأعرف أُناسًا لا يشترون كيس سكر أو زجاجة زيت أو كيس مكرونة أو كيس أرز أو باكو شاى من خارج منظومة السلع التموينية. لقد كفى الرئيس الناس شر الحاجة ولذا فإن الله سيكفيه كل أعدائه المتربصين به وبنا من كل حدب وصوب، ويكفيه فى ذلك دعوات الناس الغلابة الذين يقف إلى جانبهم منحازًا لهم.
ولا نستطيع أن ننسى أو نتناسى درعَ البسطاء والغلابة من هذا الشعب، الدرعَ التى تصد أعداءهم بيد، وتزودُ عنهم غوائلَ الزمانِ باليدِ الأخرى، لا نستطيع أن ننسى دور القوات المسلحة المصرية التى نشرت مظلةَ حماية تُظل كل المصريين من الإسكندرية ومرسى مطوح والسلوم والعريش شمالًا وحتى قنا وأسوان والوادى الجديد وتوشكى وحلايب وشلاتين جنوبًا، لا نستطيع أن ننسى أساطيلَ سياراتِ النقل التى توفر كراتين السلع والمواد الغذائية واللحوم والدواجن فى كل ميادين مصر بجودة مرتفعة وبأسعار مخفضة فى متناول الجميع.
كما أصدر الرئيس السيسى ٧ قرارات سارة للحماية الاجتماعية بمناسبة عيد الفطر المبارك وهي: زيادة الدعم النقدى الشهرى للفرد على بطاقات التموين من ٢١ جنيها إلى ٥٠ جنيها، وزيادة المعاشات التأمينية بنسبة ١٥٪ لعدد ١٠ ملايين مواطن من أرباب المعاشات، وزيادة قيمة الدعم النقدى لمستحقى برنامجى «تكافل وكرامة» بقيمة ١٠٠ جنيه شهريًا لعدد مليون و٧٥٠ ألف مستفيد، وإقرار علاوة دورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية بقيمة ٧٪، وإقرار علاوة غلاء استثنائية قدرها ٧٪، وإقرار علاوة دورية لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية قدرها ١٠٪، وكذلك علاوة غلاء استثنائية قدرها ١٠٪، وزيادة حد الإعفاء وإقرار نسبة خصم ضريبى للفئات من محدودى الدخل، ووقف العمل بضريبة الأطيان على الأراضى الزراعية لمدة ثلاث سنوات، لتخفيف الأعباء الضريبية عن القطاع الزراعى.
لا أستطيع أن أنسى ما حييت مشهد الرئيس وهو يلتقى «فتاةَ العربة» فى قصر الاتحادية كما يستقبل أميرةً أو ملكةً متوجة، يتحدث معها ويستوضح معاناتها وقدرتها على الصمود أمام مشاق الحياة و«لقمة العيش»، ويقوم فى النهاية بوعدها بتنفيذ طلباتها كأوامر من سيادةِ المواطنة المصرية المكافحة، ويقومُ بتوصيلِها بنفسه إلى بابِ السيارة، وينفذ وعوده لها بتسليمها سيارة تعينها على قضاء أعمالها من صندوق «تحيا مصر».
لا أستطيع أن أنسى ما حييت مشهديْن للرئيس فى شهر رمضان المبارك أولهما حينما تناول طعام الإفطار مع عددٍ من مجندى الشرطة فى أحد الكمائن لرفع روحهم المعنوية فى مواجهة الإرهاب الأسود، وليعرفوا جيدًا أن الشرطة ليست وحدَها فى مواجهة الإرهاب بل معها الرئيس والشعب فى خندقٍ واحد حتى يتحققَ لنا جميعًا النصرُ المبين، نصرًا مؤزرًا كغزوة بدرٍ الكبرى التى حلت ذكراها فى العشرين من رمضان، أو غزوة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر ١٩٧٣، لقد فوجئ مجندو الشرطة بالرئيس بينهم ويُفطرُ معهم ويأكلُ من طعامهم، ليجسد هذا المشهد أسمى معانى القيادة وهو أن يكون القائدُ وسطَ جنوده فى الميدان. ولا أستطيع أن أنسى مشهدَ الرئيس وهو يتناولُ طعامَ الإفطار مع بسطاء الناس فى الاستراحة الرئاسية، وكان يستقبلهم بنفسه ويرحب بهم بروح ابن البلد الكريم المضياف الذى يُشعر الجميع بأنهم أهله وأحبته.
لقد أثبتَ الرئيسُ عبد الفتاح السيسى طِوال سنوات حكمه أنه رئيسُ الغلابة والبسطاء من هذا الشعب، ولم يَنْحَز إلى الأثرياء والميسورين ورجال الأعمال كما كان يحدث فى ظل عهودٍ ماضية.. إن المصريين يستحقون رئيسًا فى إنسانية الرئيس عبد الفتاح السيسى.