توجه المهندس خيرت الشاطر والدكتور سعد الكتاتنى إلى بيت الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان عقب انتهاء لقائهما مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى ظهر يوم الرابع والعشرين من يونيو ٢٠١٣، وأخبراه بما دار فى اللقاء، وتم الاتصال بالرئيس أثناء جلوسهما مع المرشد ودارت المكالمة حول ضرورة التخلص فى أقرب فرصة من السيسى وصدقى صبحى ووزير الداخلية محمد إبراهيم، وكان رأى المرشد ضرورة الاستمرار فى سياسة الشدة وعدم اللين، وعدم تنفيذ أى مطالب للمعارضة، لأن الاستجابة لمطالب الشعب تعنى ضعفه كرئيس وهزيمته أمام قادة الجيش الذين أيدوا هذه المطالب، ولا بد للرئيس من وجهة نظرهم أن يكون قويًا أمام الجميع وألا يتراجع عن أى قرار اتخذه حتى وإن كان خطأ، وفى الاجتماع قال الشاطر إننا نواجه حربًا مع الدولة العميقة، ولا بد أن نخوضها للنهاية وكلى ثقة فى تحقيق النصر والقضاء على كل هؤلاء الذين يريدون إعادتنا إلى السجون، وبعد دقائق انضم محمود عزت إلى الاجتماع وكذلك المهندس سعد الحسينى، وأجريت عدة اتصالات مع قادة حماس حيث تم إبلاغهم بأن الرئيس سيلقى خطابًا شاملًا مساء الأربعاء ٢٦ يونيو سيكون بمثابة ثورة جديدة، وستعقبه عدة اعتقالات لمجموعة من المحرضين على الرئيس من بينهم بعض الإعلاميين والسياسيين، وذلك لوأد ما قد يحدث فى ٣٠ يونيو من فوضى، وقد أقر هؤلاء جميعا ما حدث فى هذا الاجتماع أثناء التحقيقات التى أجريت معهم عقب فض رابعة، عدا محمود عزت الهارب حتى الآن، وجاءت اعترافاتهم بعد مواجهتهم بالمكالمات الهاتفية التى تمت بينهم وبين قادة حماس من جانب، وبينهم وبين الرئيس من جانب آخر، أما مرسى فقد عقد اجتماعًا عاجلًا بمجموعة من المقربين له كأسعد شيخة وعصام الحداد وأحمد عبدالعاطى، وبمبدأ السمع والطاعة اعتبروا جميعا أن رأى المرشد هو عين الصواب، فلا تراجع ولا استسلام، ولتكن القاضية عقب خطابه الذى سيلقيه بعد الغد، واتفقوا فيما بينهم على تشكيل لجنة اتصال مع مكتب الإرشاد، لترتيب الأحداث التى ستعقب الخطاب من أوامر لوزير الداخلية بأسماء المعتقلين وقرارات غلق القنوات وإعلان تحذير لجميع المواطنين بعدم النزول يوم ٣٠ يونيو لوجود مخطط فوضوى سيؤدى إلى القتل والذبح فى الشوارع، وبالطبع كان الهدف هو إرهاب الناس، وقام عصام الحداد بإبلاغ السفيرة الأمريكية بتخوف الرئاسة من انضمام الجيش إلى صفوف المتظاهرين، وطلب منها تحذير القوات المسلحة من مغبة فعل ذلك، وما إن انتهت المكالمة حتى قامت آن باترسون بلقاء اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع آنذاك وأبلغته برفض الولايات المتحدة تدخل القوات المسلحة فى العملية السياسية، فكان رد الرجل حاسمًا ودقيقًا حيث أبلغها رفض القوات المسلحة المصرية تدخل الولايات المتحدة فى الشأن الداخلى المصرى، وقال أيضا: إن هذا الجيش من الشعب ولن يقف ضد إرادته، وفى نفس ذلك اليوم ٢٤ يونيو حاصر قرابة ثلاثة آلاف شخص منزلًا بمنطقة أبوالنمرس بالجيزة، حيث كان الشيخ حسن شحاتة المعروف بتشيعه يتناول الغداء مع مجموعة من أصدقائه عند صاحب هذا المنزل المعروف أيضا بتشيعه، وسرت شائعة قيل مصدرها أحد أتباع حازم أبوإسماعيل وقيل إنه أحد شباب الإخوان، وكانت فحوى الشائعة أن هؤلاء يجتمعون الآن فى هذا البيت لإنشاء مسجد خاص بالشيعة الذين يسبون السيدة عائشة والصحابة الكرام، وكالنار فى الهشيم امتدت الشائعة إلى أهالى القرية والقرى المجاورة، وكعادة المصريين كانت الشائعة تزيد كلما وصلت لشخص، فقيل إن الشيخ حسن شحاتة يجالس الناس لإقناعهم بالتشيع، وعلينا أن نوقف هذا الهراء، وقيل إنهم يقومون الآن بطقوس شيعية ويلطمون خدودهم كما يحدث فى العراق وإيران، وتجمع الناس حول البيت وفوقه واقتحموه من كل الجهات واعتدوا على شحاتة وثلاثة معه وسحلوهم على الأرض لأكثر من ساعتين وسط تهليل وتكبير وكأن هؤلاء القتلة قد أعادوا القدس، وقام كل من يحمل هاتفا بتصوير الجثامين وهى غارقة فى الدماء ومسحولة على الأرض بينما بعض الصبية يدوسون بأقدامهم على القتلى بمباركة الموجودين، كان المنظر موحشًا وغريبًا على المصريين، ولكنه الحال الذى وصلنا إليه خلال عام واحد من حكم هذه الجماعة.. وللحديث بقية.
آراء حرة
قبيل سقوط الإخوان «٦»
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق