قال أحمد سالم ولد بناهي مدير المعلومات في المركز الموريتاني لمكافحة الجراد "لدينا الآن القدرة على رؤية خطر تفشي الجراد قبل حدوثه بشهر أو شهرين، وهو ما يساعدنا على اتخاذ إجراءات وقاية أفضل".
وتستفيد موريتانيا في إطار التعاون بين علماء من وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) وخبراء مكافحة الجراد الصحراوي في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من معلومات ترسلها الأقمار الصناعية بطريقة جديدة للتنبؤ بالأحوال المؤاتية لتشكل أسراب الجراد الصحراوي.
وستساعد التكنولوجيا الجديدة في زيادة وقت الإنذار المبكر بانتشار الجراد بما يصل إلى شهرين.
وبموجب هذا المشروع، يتم استخدام البيانات المرسلة من الأقمار الصناعية مثل المهمة المتخصصة في قياس رطوبة التربة وملوحة المحيطات لمراقبة الأحوال التي يمكن أن تؤدي إلى تشكل أسراب الجراد، مثل رطوبة التربة والكساء النباتي، وتتشكل أسراب الجراد عندما تتساقط أمطار جيدة وينمو النبات بسرعة بعد فترة من الجفاف.
وتحذر الفاو من خطورة الجراد الصحراوي على الأمن الغذائي خصوصًا في الساحل الأفريقي، وتقول المنظمة الدولية إن أسراب الجراد قادرة على الانتقال لمسافات طويلة والتسبب بأضرار واسعة للمحاصيل، فالسرب الواحد من هذه الحشرات على امتداد كيلومتر مربع واحد يضم حوالي أربعين مليون حشرة تأكل في اليوم الواحد نفس كمية الطعام التي يأكلها خمسة وثلاثين ألف انسان.
وقد تضرر أكثر من ثمانية ملايين شخص في غرب أفريقيا بسبب تفشي الجراد في الفترة ما بين 2003 و2005، حيث قضى الجراد على محاصيل الحبوب ودمّر حوالي تسعين بالمائة من البقوليات والمراعي، وكلّفت عملية السيطرة على التفشيات حوالي ستمائة مليون دولار أمريكي.