الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قبيل سقوط الإخوان -5

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توقفنا فى المقال السابق عند ظهر يوم الرابع والعشرين من يونيه ٢٠١٣ والذى التقى فيه الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع بكل من خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان وسعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة، وقد استمر الاجتماع لأكثر من ساعتين، حيث بدأ بحديث مطول من الشاطر يعترض فيه على خطاب السيسى الذى ألقاه بالأمس أى فى الثالث والعشرين من يونيه فى ختام الدورة التثقيفية الخامسة لرجال القوات المسلحة بنادى الجلاء والذى أمهل فيه جميع القوى السياسية مدة أسبوع للتفاوض والخروج من المأزق الذى انحدرت إليه البلاد، وندد الشاطر بموقف وزير الداخلية الذى لا يحمى مقرات الإخوان من الأعمال التخريبية التى يقوم بها أعضاء جبهة الإنقاذ وفلول الحزب الوطنى، وقال الشاطر حسبما روى الرئيس السيسى فى لقاء تليفزيونى سابق «نحن نلتزم الهدوء حتى الآن وطلبنا من عناصرنا التحلى بالصبر، ولكن الناس لن تسمع كلامى ومصر بها آلاف من المسلحين الإسلاميين، ولا أحد يستطيع السيطرة عليهم وهؤلاء لن يسمحوا أبدا بسقوط الشرعية»، ومما قاله أيضا وذكره الكاتب الصحفى مصطفى بكرى فى كتاب «سقوط الإخوان»: «نحن لا نريد أن نفتح الأبواب أمام تدخل دولى فى شئون مصر، ولكن من يظن أن أمريكا والغرب سيظلان صامتين أمام أى محاولة للانقلاب على الشرعية فهو واهم»، وكانت أجهزة الأمن قد رصدت اجتماعًا قبل هذا بيوم واحد بين الشاطر والسفيرة الأمريكية آن باترسون، فى مكتبه بشارع مكرم عبيد بمدينة نصر، وفى مساء ذلك اليوم صرحت باترسون بأن الجيش المصرى لا يمكنه أن يخسر أمريكا حال قفزه على الحكم، ونعود إلى اجتماع الشاطر بالسيسى، حيث ظل الأخير يستمع إلى تهديدات ووعيد الأول بتحويل مصر إلى خرابة إذا قام الجيش بأى إجراء فى ٣٠ يونيو، وهنا وبمنتهى الثقة والهدوء تحدث السيسى مستعرضًا الأمر من بدايته «عندما وصلتم إلى السلطة لم يعترض أحد وسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة البلاد للرئيس المنتخب، وقررنا التعاون معه لإنجاح التجربة، ولكننا اكتشفنا أنه يتحرك وفق أجندة مختلفة عن الأجندة الوطنية التى تحركنا، فهو يسير وفق خطط الجماعة وطموحاتها، بل ويتلقى تعليماته اليومية من مكتب الإرشاد»، ومما قاله السيسى أيضا: «دعنى أسألك، بأى صفة رسمية جئت اليوم لتحدثنى، هل أنت مسئول فى الدولة كى تحدث وزير الدفاع فى أمر يخص البلاد؟ من وهبك سلطة التحدث باسم الرئيس وتهديدنا بالجماعات المسلحة، وهل تظن أن الجيش سيصمت إذا تعرضت هذه الجماعات للشعب المصرى فى ٣٠ يونيو؟»، وأخذ السيسى يعدد للشاطر المواقف التى اتخذها مرسى فأودت بالبلاد إلى هذا المنعطف الخطير، ومنها الإعلان الدستورى وما حدث فى أعقابه، وكذلك التقارب مع إيران على حساب علاقتنا الاستراتيجية مع دول الخليج لا سيما السعودية والإمارات، مما تسبب فى أزمة الوقود، وكل الخطوات التى قام بها مرسى دون دراسة كافية ودون الاستماع لنصح أجهزة الدولة السيادية، وعندما دعت القوات المسلحة إلى مائدة حوار بين الجميع بعد الإعلان الدستورى، رفضت الجماعة هذا الأمر بعدما أبدى مرسى موافقته وكان متحمسًا لهذه الفكرة، ولكنه عاد ورفضها عقب مكالمة بينه وبين المرشد، وعندما رفض مجلس الدفاع الوطنى قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، فاجأنا هو باتخاذ القرار أمام أنصاره، واستطرد السيسى «لقد أسأتم للدين وكفرتم المصريين وأريد أن أقول لكم نحن لا نهدد»، وحاول الكتاتنى أن يخفف من حدة الحوار، وذلك بالتحدث عن احترام الجماعة للقوات المسلحة لدورها الكبير فى الحفاظ على البلاد أثناء الثورة، ولكن السيسى عاد للحديث وقالها قاطعة «الجيش مع الشعب وخياراته»، ثم وضح ما عرضه على الرئيس من طلبات ستخرج مصر من أزمتها، وهى تغيير الوزارة الحالية وقبول استقالة النائب العام طلعت إبراهيم وإجراء استفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة وإعادة النظر فى بعض مواد الدستور الجديد، ووعد الكتاتنى والشاطر بدراسة هذه المقترحات مع الرئيس لإنهاء الأزمة فى أسرع وقت قبل٣٠ يونيو..
وللحديث بقية.