الإثنين 10 فبراير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

إدوارد الثامن.. الملك العاشق

 ادوارد الثامن ملك
ادوارد الثامن ملك الإمبراطورية البريطانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
" ومن العشقِ ما قتَل " 
لم يكن إدوارد الثامن ملك الإمبراطورية البريطانية يعرف ، أن عشقه لامرأة سيكلفه الكثير لدرجة تنازله عن المُلك . 
إدوارد يلقب بعدة ألقاب منها أمير إدوارد من يورك، والأمير إدوارد من يورك وكورنول، ودوق كورنول، ودوق روثيساي، وأمير ويلز ، ولكن اللقب الأكثر استحقاقا له كان هو " إدوارد العاشق " ، فالملك الشاب والذي ولد في 23 يونيو 1894 ، لم يكن حبه لواليس سمبسون هو الأول ، وعرف بتعدد علاقاته الغرامية ، فيكشف كتاب للمحامي والقاضي البريطاني السابق أندرو روز عن علاقة لا يعرف عنها الكثير ربطت الملك الراحل بفرنسية لعوب قبل 20 عاما من تنازله عن العرش. 
ويروي كتاب "الأمير والأميرة وجريمة القتل الكاملة" كيف كانت الفرنسية ماجي ميلر هي الحب الأول للملك إدوارد الذي كان يحمل وقتها لقب أمير ويلز وكيف ابتزته لتفلت من عقوبة الإعدام بعدما قتلت زوجها وكان أميرا مصريا.
وتمت تبرئة ميلر في محاكمة شهيرة في لندن عام 1923 رغم تعدد الأدلة ضدها.
وقال روز: إن التبرئة كانت صادمة لكن كتابه كشف قصة غريبة شملت محاكمة ميلر ومخبأ سريا لخطابات كانت قد اختفت وعملية تستر لإنقاذ سمعة ملك بريطانيا القادم.
وأضاف روز في كتابه أنه قبل ست سنوات من المحاكمة أقامت ميلر علاقة مع الأمير واستغلت أدلة من تلك العلاقة لإجبار العائلة المالكة على الضغط على المؤسسة البريطانية في محاولة لتخلصيها من القضية والتستر على الفضيحة.
وقال الكاتب لرويترز : "مسحت هذه العلاقة بإتقان من التاريخ فلم تعرف قط الصلة بين جريمة القتل وأمير ويلز .
وعن حكاية أخرى ، فإن إدوارد الشاب كان له صديق يمتلك عربة هو الكابتن جورج دراموند، وهذا الصديق كانت له زوجة حسناء تدعى كاتلين.
و يقول المعمرون من أهل تلك القرية ، إن الأمير الشاب وقع في غرام "كاتلين" ، التي سرعان ما حملت وأنجبت طفلة، شديدة الشبه بالأمير، أطلق عليها اسم أدوينا (مؤنث إدوارد)، وهذه الطفلة كانت حين ترعرعت، مدللة من جانب القصر الملكي، وربما كانت تعرف، هي انتماءها إليه عن طريق تلك العلاقة غير الشرعية.
لكن "بيسي واليس وارفيلد" الاسم الحقيقي ل "واليس سمبسون" والتي كانت تكبر إدوارد بحوالي "سنتين" هي التي على ما يبدو استطاعت أن تمسك بتلابيب قلبه لدرجة تنازله عن العرش مقابل زواجه منها ، قبل أن يتزوجها الأمير إدوارد الثامن، تزوجها إيرل وينفيلد سبنسر عام 1916، ثم طلقته عام 1927 بعد ذلك تزوجت إيرل سمبسون من عام 1928 حتى طلاقهما في 1936، في ذلك الوقت كانت تعيش في بريطانيا حيث تعرفت بأمير ويلز عن طريق الأصدقاء، اعتبرتها العائلة الحاكمة البريطانية غير مناسبة لزواجها بالأمير لكونها مطلقة وهذا ما جعل زواجها بالأمير أمرا صعبا، حيث كان زواج المطلقات حسب الكنيسة الإنجليزية أمرا " غير ممكن"، ولكنهما صمما على أن يتم الزواج بشكل شرعي ، مما أدى إلى وقوع مشكلة في القصر الملكي ، وتزوجا بالفعل في 3 يونيو 1937 في فرنسا بعد تنازل الأمير إدوارد الثامن عن الحكم.
تنازل إدوارد عن العرش في مشهد دراماتيكي ورومانسي للغاية أسر قلوب الملايين في بريطانيا وخارجها ، فقد ألقى خطبة في 11 ديسمبر من العام 1936 موجهة لشعبه قائلاً :
" إنكم جميعا تعرفون السبب الذي جعلني أتخلى عن العرش، لكنني أريدكم أن تعرفوا أنني إذ اتخذت قراري لم أنسَ أبدا البلد والإمبراطورية اللذين حاولت أن أخدمهما طوال 25 سنة، أولا بوصفي أمير ويلز ثم بوصفي ملكا ، ولكن عليكم أن تصدقوني حين أقول لكم إنني وجدت من المستحيل أن اقوم بواجبي الثقيل وأن أتخلى عن مسئولياتي كملك لولا العون والدعم الذي قدمته إلى المرأة التي أحب" .
لكن الملك الذي عرف بتعدد علاقاته لم يجعل الكثيرون يصدقون حكاية وقوعه في الغرام فجأة ، وقد جاءت بعض التحليلات تقول بأن إدوارد كان عصريا واصطدم مع التقاليد الملكية والكنيسة كثيرا وقتها ، لدرجة إعجابه بالنموذج النازي الذي بدأ ينمو في المانيا، وهو ما يعزز بعض الأقاويل التي تقول بأن المطلقة واليس سيمبسون على علاقة بالألمان، وتحديدا بوزير الخارجية فون ريبنتروب، وبعدد من أعوان هتلر من قادة الحزب النازي، وهي قبل وصولها إلى لندن أمضت أكثر من عام في برلين فور استلام النازيين للحكم فيها.
لكن زواج إدوارد وواليس الذي استمر حتى موته قد منح حكايتهما أسطورية قد يتضح فيما بعد أنها كانت مجرد وهم أراد البشر تصديقه في بحثهم عن رومانسية مفقودة في واقع مؤلم .