الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قبيل سقوط الإخوان "4"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى صباح يوم السبت الثانى والعشرين من يونيو ٢٠١٣ توجه الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة وبصحبته الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان، واللواء محمود حجازى رئيس المخابرات الحربية إلى قصر الاتحادية للقاء الرئيس مرسى، وذلك دون موعد مسبق، فقد قرر السيسى أن يضع الحقيقة كاملة أمام الرئيس وأن يعرض عليه جميع التقارير التى وصلت إلى القوات المسلحة والتى بناء عليها تم وضع ما يسمى بتقدير موقف والرؤى الإستراتيجية للخروج من الأزمة التى تعيشها البلاد، والتى أدت إلى ما يشبه الحرب الأهلية، وقد فوجئ مرسى بقادة الجيش فى مكتبه، فاستقبلهم بترحاب وحفاوة بالغة، وتحدث السيسى عن سبب هذا الاجتماع المفاجئ، وعن غضب القوات المسلحة من اتخاذ الرئيس قرارًا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، وهو القرار الذى رفضه القائد العام فى اجتماع سابق ورفضته الخارجية والمخابرات ووعد مرسى حينها بتدبر الأمر، ولكنه فاجأ الجميع فى احتفالية نصرة سوريا واتخذ القرار ضاربًا عرض الحائط برفض أجهزة الدولة المختلفة لهذه الخطوة التصعيدية التى لا تتماشى مع صالح الأمن القومى المصرى آنذاك، وأخذ القائد العام يعدد للرئيس المواقف التى أسدى له فيها النصح ولكنه لم يمتثل، ابتداء من الإعلان الدستورى وإقالة النائب العام، وانتهاء بما آلت إليه أحوال مصر بعد سنة كاملة من حكمه، وقال له بالحرف الواحد إن الدولة المصرية الآن فى خطر وأنت تتحمل المسئولية التاريخية فعليك أن تتخذ القرارات التى تحمى كيان الدولة الوطنية ووحدتها، وذلك فى ضوء التقرير الذى سنعرضه عليك، وعلى مدار أكثر من ساعتين قام اللواء محمود حجازى بعرض التقارير الأمنية المختلفة، والتى تؤكد أن أعدادًا غفيرة من شعب مصر ستنزل فى الشوارع والميادين يوم الثلاثين من يونيو، وستطالب برحيله وعليه أن يستبق هذه الأحداث بخطوة، ولتكن إقالة وزارة هشام قنديل والدعوة الى استفتاء على الرئيس أو انتخابات رئاسية مبكرة، فما كان من الرئيس إلا أن وعدهم بدراسة هذا الأمر، وأبدى موافقة ولينًا غريبًا، ولم يعترض على كلمة واحدة، وبمجرد انتهاء الاجتماع اتصل مرسى بمرشد الإخوان يخبره بما حدث، وبدوره أخبر محمد بديع نائبه الأقوى خيرت الشاطر، بما تم بين قادة الجيش ومرسى، وأكبر دليل على إتمام هذه الاتصالات أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى عاد إلى وزارة الدفاع عقب الاجتماع ليفاجأ باللواء عباس كامل مدير مكتبه يخبره بأن الدكتور سعد الكتاتنى ومعه المهندس خيرت الشاطر يريدان لقاءه لأمر مهم، وتم تحديد الموعد ليكون فى الرابع والعشرين من يونيو، وذلك لانشغال السيسى بلقاءات واجتماعات أخرى فى الثالث والعشرين من يونيو، ومن بينها الدورة التثقيفية الخامسة بنادى الجلاء، وهو الاحتفال الذى ظهر فيه الفريق أول عبدالفتاح السيسى مرة أخرى كنجم يسطع فى سماء الوطن، لإنقاذ البلاد مما هى فيه، فقد قال فى هذا اليوم «يخطئ من يعتقد أننا فى معزل عن المخاطر التى تهدد الدولة المصرية ولذلك لن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد فى صراع تصعب السيطرة عليه»، وأنهى خطابه بقوله «إن القوات المسلحة تدعو الجميع دون أى مزايدات لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها ولدينا من الوقت أسبوع ـ يقصد قبل ٣٠ يونيو ـ يمكن أن يتحقق خلاله الكثير»، كانت كلمات الرجل موجهة لمرسى كى يتراجع عما وعد به فى لقاء أمس، وكانت موجهة أيضًا لجماعة الإخوان التى تحرك مرسى كقطعة شطرنج، بينما هو لا يستطيع الرفض أو إبداء الرأى، ولكن يا ترى ماذا حدث فى اجتماع الشاطر والكتاتنى بالقائد العام؟، هذا ما سوف نعرفه فى المقال القادم إن شاء الله.