الإثنين 07 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

إيمان الفراعين.. "مرنبتاح" فرعون مصر العجوز صاحب لوحة الانتصار

مرنبتاح رابع ملوك
مرنبتاح رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وابن الملك رمسيس الثانى من زوجته الثانية إيزيس نوفرت، وترتيبه الثالث عشر بين أبناء رمسيس، إذ إن جميع إخوته الأكبر منه قد ماتوا فى حياة والدهم، وقد استمرت مدة حكمه نحو عشر سنوات.. إنه الفرعون المصرى الملك «مرنبتاح».
قام «مرنبتاح» بعدة حملات عسكرية، ففى العام الخامس من حكمه قام بحملة على الليبيين لمساعدتهم شعوب البحر على غزو مصر من الغرب وانتصر عليهم، رغم أنه كان متقدمًا فى السن عندما تولى الحكم، وكان فى نحو الستين من عمره، إلا أنه قام بنقل عاصمة مصر فى عهد أبيه من «منف» وشيد قصرًا ملكيًا بجوار معبد «بتاح»، وتم اكتشاف ذلك القصر فى عام ١٩١٥م بواسطة بعثة متحف جامعة بنسلفانيا الأمريكية.
استخدم «مرنبتاح» ظهر نصب حجرى أقامه «أمنحتب الثالث» كـلوحة فى تسجيل نبأ إحدى الأزمات الكبرى التى حدثت له فى مدة حكمه، فقد كانت شعوب جزر شرق وشمال شرق البحر المتوسط التى طردت من ديارها فى زمن حرب طروادة تركب البحر باحثة عن السطو أو مكان تستقر فيه، وصد «مرنبتاح» محاولتهم لغزو شمال شرق الدلتا في السنة الخامسة من حكمه.
عُرفت هذه اللوحة بلوحة «انتصار مرنبتاح»، وهي لوح سميك من حجر الجرانيت اكتشفها المؤرخ «فلندرز بيتري» في طيبة «الأقصر حاليًا» عام ١٨٩٦ بعد الميلاد، وتوجد اللوحة الآن فى المتحف المصرى بالقاهرة تحت رقم «CG ٣٤٠٢٥»، والتاريخ المكتوب عليها بالهيروغليفية هو: «شيمو |||»، أي في اليوم الثالث من الشهر الثالث من فصل الصيف «شيمو»، وهذا التاريخ يعادل حسابيا ٨ أبريل، وطبقًا لمخطوطات معبد الكرنك فقد حدث فى هذا التاريخ الحرب ضد الليبيين عام ١٢٠٨ قبل الميلاد، وكانت المعركة فى السنة الخامسة لحكم هذا الفرعون، ويبلغ ارتفاع اللوحة ٣١٠ سنتيمترات وعرضها ١٦٠ سنتيمترًا وسُمكها ٣٢ سنتيمترًا، وكانت أساسًا لمعبد الموتى لأمينوفيس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة، وكتب على خلفيتها تقرير عن المنشآت التى قام بها الملك فى غرب طيبة وفى سوليب والأقصر والكرنك، وفى عهد العمارنة أزيل جزء من الصيغة المنحوتة عليها، واستخدمها الفرعون «سيتوس الأول» من الأسرة التاسعة عشرة بعد ترميمها كلوحة تذكارية للإله «آمون»، توجد على مقدمتها، وعلى خلفيتها رسم مزدوج يظهر فيه الإله «آمون رع» واقفًا فى الوسط، وفى نصف الصورة إلى اليمين يقدم الملك «أمينوفيس الثالث» ماءً باردًا «قبحو» ونبيذًا «يرب» إلى أمون رع ويتبعه الإله خنس، فى نصف الصورة الآخر إلى اليسار يُرى «مرنبتاح» يستقبل السيف المقوس «شيبش» من أمون رع، وتتبعه الآلهة موت، فى الكتابة على هذا المشهد يقول آمون رع: «دُفن مرنبتاح فى مقبرته بوادى الملوك، وهى المقبرة رقم ٨، وقد نُقش على الممر المنحدر بمسافة ٨٠ مترًا داخل المقبرة حتى حجرة الدفن نصوص من كتاب البوابات».
واكتشفت مومياؤه فى خبيئة بمقبرة «أمنحوتب الثاني» مع ثماني عشرة مومياء أخرى عام ١٨٩٨م بواسطة «فيكتور لوريت»، مما يدل على أنها نقلت إليها، ومن فحص موميائه تبين أنه كان يعانى من التهاب المفاصل وتصلب الشرايين فى أواخر أيامه، طول المومياء ١.٧١ متر، ويتبين من موميائه أنه كان أصلع الرأس، إلا من بضع شعيرات قليلة، وملامحه قريبة من ملامح أبيه «رمسيس»، ولكن قياسات جمجمته مشابهة لجمجمة جده «سيتي» الأول.