مسجد الدمرداش، يقع هذا الأثر بالعباسية بجوار مستشفى الدمرداش الجامعي التابع لجامعة عين شمس بحي الوايلي محافظة القاهرة ويرجع تاريخ إنشاءه إلى سنة 929 هـ - 1523م.
اختلف المؤرخون وكتاب السير في اسم الشيخ الدمرداش فقد جاء في تحفة الأحباب للسخاوى أن اسمه محمد بن الأمير دمرداش المحمدي في كتاب طبقات الحنفية جاء عنه أن اسمه هو العارف بالله أبو عبد الله محمد شمس الدين المعروف بالمحمدي والملقب بالدمرداش و"كلمة دمير طاش كلمة فارسية معناها أنت كالصخر أو الحديد".
ولد الشيخ أبو عبد الله محمد الدمرداش في مدينة تبريز بإيران سنة 857هـ - 1453م أمضى طفولته وبعض شبابه في مدارس تبريز الدينية وقد تفقه في علوم الدين والحديث وكان له قدر عند السلطان قايتباى حيث التحق بخدمته ورافقه حتى وصل إلى مقربة منه ودعاه للحج وزيارة المدينة المنورة سنة 884هـ معه. وقد توفي الشيخ الدمرداش سنة 929هـ/1524 م إي بعد زوال دولة المماليك ومجيء العثمانيين ودفن بزاويته.
تتكون مقصورة الدمرداش من قبة قائمة على سبع بوايك وبه منبر من الحجر ودكة من الخشب وصحنه مكشوف سماوي ومفروش بالحجر ووسطه ميضأة وبجوانبه "50" خلوه للصوم سفلية وعلوية وله مئذنة، ويقع مقام الدمرداش عن شمال المنبر وعليه مقصورة من الخشب الخرط ويقصده الزوار كثيرًا وله مولد في شهر شعبان، وفي الجهة الغربية للمسجد قبر النساء كتب عليها "بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله محمد رسول الله هذه مدافن الست المصونة والجوهرة المكنونة الست "كليوى" زوجة حسن أفندي روز ناجي باشا مصر والست المصونة والجوهرة المكنونة الست "هنا" والدة قدوة المحققين وعمدة السالكين أستاذنا الشيخ دمرداش المملوكي المحمدي توفيت سنة 1112هـ.
والجهة الشرقية للمسجد قبر يقال أنه المرحوم سنان باشا عليه كتابة مؤرخة سنة 983هـ وهى توافق تاريخ وفاة سنان باشا، وقد ورد في الجبرتى إن الفرنسيين سنة 1214هـ وقت حربهم بمصر نهبوا زاوية الدمرداش وما حولها كقبة الغوري والمنيل وغيرها.
يتكون من مساحة مربعة تبلغ 11×10 متر تتوسط في أركانها الأربعة ثلاثة مقرنصات كبيرة تقوم فوقها مباشرة قبة كبيرة بيضاوية مدببة بها ست عشرة فتحة صغيرة ثمان منها مفتوحة كنوافذ والثمان الأخرى مسدودة كحلية، وفي كل ضلع من أضلاع الجهات الثلاث عدا حائط القبلة توجد ثلاثة عقود ويحتوى جدار القبلة على محراب كبير بجواره من الجهة اليسرى مقصورة من الخشب الخرط بها ضريح "الشيخ الدمرداش" يعلو المحراب نافذة قنديلية مملؤة بالخشب الخرط، والوصف الحالي للقبة ينطبق تماما على الوصف الذي ذكره على مبارك في خططه مما يدل على إن القبة قديمة وترجع إلى القرن 12هـ على أقل تقدير وأن كانت قد جدد طلاؤها.