السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

داعش يتمدد في جنوب شرق آسيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بات تنظيم داعش يبحث عن أماكن أخرى لكي يعلن ولايته عليها، الأمر الذي دفع التنظيم للتوجه إلى دول جنوب شرق آسيا لينشر أفكاره المتطرفة هناك بحثا عن حواضن خصبه له في الفلبين وماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة، وذلك بعد ما حققته القوات العراقية والجيش السوري من انتصارات كبيرة على تنظيم "داعش" الإرهابي في الداخل.
وبحسب دراسة اقرها المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، فإن التنظيم يعتمد على عدة آليات مختلفة للتمدد في دول جنوب شرق آسيا، وذلك من خلال الاعتماد على استغلال القيادات المؤثرة في منطقة جنوب شرق آسيا للاعتماد عليها في تجنيد عناصر جديدة، مثل محمد علي تامباكو وعثمان باسط عثمان في الفلبين، إضافة إلى بحرون نعيم الذي ساهم في تمدد التنظيم بشكل ملحوظ في إندونيسيا، إضافة إلى الاعتماد على المقاتلين العائدين من سوريا والعراق، انتهاء إلى استغلال التنظيم لمشكلات الأقليات المسلمة وتجنيد عناصر جديدة لمساعدة التنظيم في التوسع بشكل سهل.
قالت الدكتور نورهان الشيخ، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اتخاذ تنظيم "داعش" الإرهابي جنوب شرق آسيا ملاذ آمن له، بعد ما تعرض له من خسائر وتراجع في العراق وليبيا وسوريا، يعود إلى وجود بيئة مناسبة لاستقرار التنظيم وحاضنة فكرية له في دول جنوب شرق آسيا، وبالتالي الأمر يجعل له ارضية خصبة في تجديد دمائه وإعادة ترتيب أوراقه مرة أخرى.
وأوضحت الشيخ، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن من الأسباب التي دفعت التنظيم إلى الانتقال إلى دول جنوب شرق آسيا، هو وجود مصالح اقتصادية غريبة كبيرة في هذه الدول، وبالتالي ضرب التنظيم لهذه الدول بشكل أو بآخر يتم ايضًا استهداف الاستثمارات الغربية بشكل عام، مضيفة أن استهداف التنظيم لدول جنوب شرق آسيا لا يؤثر في هذه المنطقة فقط، بل ستمتد الخسائر لتصل إلى الصين وروسيا.
وتابعت: "أن استهداف "داعش" لدول جنوب شرق آسيا هو في الواقع ضرب لعدد كبير من القوة الكبرى، التي تحارب التنظيم في سوريا والعراق ولكن بشكل غير مباشر، مبينة أن حالة الارتخاء الأمني التي تعاني منها دول شرق آسيا ساعدت التنظيم في الانتقال ومن ثم خلق بيئة آمنة له.
ولفتت إلى أن "داعش" يسعى إلى توسيع مسرح العمليات في الدول الغربية لتشتيت الجهد الأمني لمكافحة الإرهاب، وذلك خلال انتشار التنظيم في أماكن ومناطق متفرقة".
جدير بالذكر أن التنظيم المتطرف ركز مجهوداته في الآونة الأخيرة على تجنيد عناصر جديدة في إندونيسيا الدولة الإسلامية الأكبر في العالم، لتوسيع قاعدة أنصاره واستخدامهم في المعارك التي يخوضها التنظيم في جنوب الفلبين، وتنفيذ عمليات التفجير في أنحاء جنوب شرق آسيا.
وقد أوضح أبونصار بخاري، مسئول الإعلام والثقافة بالسفارة الإندونيسية بالقاهرة، أن تنظيم داعش الإرهابي يستغل مواقع الانترنت لنشر فكره المتطرف وتجنيد اعضاء جدد، حيث أن فضاء الانترنت مفتوح على مصراعيه ويستطيع أي شخص الوصول إليه في اي وقت ومن أي مكان، وهذا ما يستغله التنظيم فيبث مواده الإعلامية عبر الشبكة حيث يتأثر البعض بتلك الخطابات وإن يظل عددهم قليلا حتى الآن، لافتا إلى أن وزارة الإعلام الاندونيسية المسئولة عن شئون الانترنت، أغلقت عددا من المواقع الالكترونية التي تنشر العنف والتطرف، لكن المشكلة تكمن في مواقع التواصل الاجتماعي التي يصعب فرض الرقابة على كل ما يكتب فيها.
وأضاف بخاري في تصريحات لـ"البوابة" أن تجنيد الشباب في إندونيسيا بشكل مباشر تواجهه صعوبات كثيرة حيث يواجه الإرهابيين مشكلة في التنقل بحرية بين الدول بسبب التشديدات الأمنية التي تتخذها الدولة لمواجهة الإرهاب.
وحول الإجراءات التي تتخذها الدولة الإندونيسية لمقاومة الارهاب، أكد بخاري أن الدولة تتخذ ن المواجهة الفكرية سلاحا رئيسيا ضد التنظيمات المتطرفة قبل اللجوء للقوة، وتعمل على تصحيح الفكر لدى الشباب وتعزيز قيم المواطنة بالتعاون مع علماء الدين المعتدلين لنشر الأفكار الدينية المعتدلة وتصحيح صورة الإسلام لدى غير المسلمين وتوصيل رسالة أن الإسلام "رحمة للعالمين"، بالتعاون مع وزارة الإعلام ووزارة الشئون الدينية للتركيز على التنشئة السليمة للطلبة بعيدا عن التطرف والتشدد، لافتا إلى أن جمعية نهضة العلماء والجمعية المحمدية وعدد من الجمعيات الأخرى لهم دور هام في تصحيح الفهم الديني ومحاربة الفكر المتطرف وفيهما العلماء الربانيين.