الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عم سعيد قهوجي "الشاي المتين".. وبيسمع "العجوز وبرين"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«ليل يا ليل يا ليل.. يا ليل يا ليل على المبالى طويل يا ليل.. سافر حبيبى وجه خلى ودعنى.. بكى وبلل محارم قولت إيه يعنى.. أنا قلت ده فراق ولا جلع يعنى.. قالى إنت دارى فى الفرقة وما فيها.. والله فراق الحبايب مر يوجعني».
وكأن «أحمد برين والشيخ العجوز» يسكنان معه، فلا تدخل إلا وتجد صوتهما يجلجل بحكم الحياة، تشدك الجمل.. فتسأله فيحكى لك كمتخصص عن «فرش وغطا»، يحكى بشغف وكأنه أحد أفراد عائلتهما، يطلب منك أن تنصت ويخبرك بملابسات النزال، «اسمع برين هيقول.. شوف العجوز هيرد إزاى، ينسجم يدندن.. ينقل لك المشهد كما لو كنت فيه.. وأمام عمامته لا تملك إلا أن تصدق أنه حكيم أتى من الصعيد يحمل حكم الحياة ومواعظها، زبائنه تكاد تكون معروفة ومشاريبهم بالنسبة له محفوظة، لا صخب لم ينشغل بـتوصيل «الواى فاي» ولا بشراء كارت لمباريات أوروبا ليزيد من دخل المقهى، على الرغم من الزحام على المقاهى بجواره فى تلك المباريات، مهنته التى يعرفها لذا يؤديها بمزاج، وكأنه يعزف سيمفونية.. من دأب على النظافة لزبطة خمسينة الشاى، لفنجان القهوة الذى ترتشفه لآخر قطرة ثم تقول «الله».
يقول عم سعيد: «دى شغلتى وباب رزقى، علشان كده بحافظ عليها علشان ربنا يديمها، يعنى لازم القهوة تبقى بتبرق، والزبون يحس أنه قاعد فى مكان نضيف، وأن الطلب اللى بيطلبه بينزله مزبوط لا تحت ولا فوق، وأن المشروب مخدوم فى المون، مش متقلم بضهر المعلقة، الحاجة غليت مغليتش وزن المشاريب ما يختلفش، علشان كده ممعيش صبيان كل حاجة بعملها بإيدى، وولادى لو موجودين بيعملوا نفس الشغل، علشان كده زباين القهوة معروفين بيجوا من بلاد نحونا علشان يشربوا كوباية الشاى وفنجان القهوة، ومش بس كده مفيش كلام مع الزبون إلا إذا هو فتح، الناس بتبقى خارجة تشم هوا فيها اللى مكفيها، فمش عايز تسمع شكاوى، ولا تشوف وش كشر، وبعدين كل واحد فيه اللى مكفيه فالكلام مش هيجيب نتيجة، إلا بقى لو زبون فى بينى وبينه دلال وفتح الكلام، بناقشه ولو مش فاهم أسأله، وكل موال وله صييت».
ويتابع عم سعيد: «العيشة فى الحال بتروق البال لا قالوا ولا قولنا ولا شافوا ولا شوفنا.. القهوة جنب البيت ومترين من الباب للباب وده طريقى من سنين.. لا رجلى خدتنى شمال ولا يمين.. والحمد لله ربنا يكملها بالستر علينا وعلى العيال.. ويجعل أيامهم أحسن من أيامنا». وعن ظروف عمله فى شهر رمضان يقول عم سعيد: «بفتح القهوة قبل المغرب، وأبدأ تنضيفها وتجهيزها، علشان فى زباين بتيجى بعد الفطار وفيه ناس شغالة بتفطر فى الشارع أو بتبقى مسافرة، وبيبقى أهم حاجة كوباية شاى تزبط الدماغ قبل صلاة التراويح.. وبقفل قبل السحور، ويؤكد عم سعيد أنه طول سنين شغله كان بيضايق من القهاوى اللى بتفتح بالنهار فى رمضان، وتعمل ستارة علشان الزباين تبقى مش باينة، ويقول: محدش طبعا وصى على حد، ومحدش عارف ظروف الناس إيه، بس أنا شايفها مش مستاهلة، ما هو الاستهتار ده ومبدأ عمل أى حاجة طالما بتجيب فلوس، هو سبب اللى احنا فيه، رزقك مكتوبلك عند ربنا بالأدب والأصول فما تتحيلش عليه.. ربنا يكرم الجميع وينجى البلد من كل شر.. ويسترها معانا.. لو نضفت من الفساد هتبقى حلوة أوى.. هتبقى بصح وصحيح أد الدنيا.. بس ده عايزنا نبطل ناكل فى بعض وكل واحد يعامل ضميره فى كل شغلة بيشتغلها ربنا ساعتها هيبارك.. وكل سنة وإنتم طيبين».
يتابع عم سعيد: «العيشة فى الحال بتروق البال لا قالوا ولا قولنا ولا شافوا ولا شوفنا.. القهوة جنب البيت ومترين من الباب للباب وده طريقى من سنين لا رجلى خدتنى شمال ولا يمين.