الخميس 03 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

عائلة "العروسي" التي حكمت الأزهر 3 أجيال مُتصلة

عائلة العروسي
عائلة العروسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى سابقة لم تحدث داخل الأزهر الشريف، تولى ثلاثة من عائلة واحدة، الجد والأب والحفيد، منصب شيخ الأزهر، خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وعرفت داخل المشيخة باسم «العروسي»، وكان لقبها الذى اعتزت به، وظل كل واحد منهم يلقب به ويحمله خلال توليه فترة تنصيبه شيخًا للأزهر. عائلة العروسى التى حكمت الأزهر، كانت لها شهرة واسعة، ونفوذًا قويًا ومكانة رفيعة، فأول من تولى شياخة الأزهر كان الجد الشيخ «أحمد العروسي» والمعروف بـ«شهاب الدين أبو الصلاح أحمد بن موسى بن داود العروسى الشافعى»، المولود بقرية منية العروس محافظة المنوفية عام 1720م، وتوفى عام 1804م.
«أحمد العروسي» هو الإمام الحادى عشر للأزهر، تولى منصب شيخ الأزهر فى الفترة من ١٧٧٨م إلى ١٧٩٣م قرابة ١٥ عامًا، وكان منحازًا لبنى جلدته من المصريين، يدافع عنهم ويقف فى وجه الحكام حتى يؤدوا إليهم حقوقهم ويرفعوا عصا الظلم والبغى عنهم.
موافقه مع المصريين والمغاربة
يحكى عن العروسى الجد، أنه عندما كثر تعدى الوالى أحمد أغا على أهل الحسينية لم يهدأ حتى أمنهم ورد عليهم ما أخذ منهم وذهب إلى إسماعيل بك، وانتهى الأمر بعزل أحمد أغا وتعيين غيره، وعندما طلب إسماعيل بك من المشايخ أن يكتبوا إلى الدولة لإرسال جند لحفظ الأمن فاعترض الشيخ وأبى إلا أن يكون هؤلاء من جند مصر، وأوضح للوالى إسماعيل بك خطر ذلك فعمل بنصيحته، وقام بزيادة أرزاق الجنود المصريين فقاموا بواجبهم. وعندما اشتد الغلاء واشتكى الناس الجوع والفقر، ذهب إلى الوالى حسن باشا، وشكى له الأمر وتشاور معه ومع بعض الحكام على وضع تسعيرة للخبز واللحم والسمن وغيرها.
«العروسي» لم تتوقف مواقفه مع المصريين فقط، بل كان له موقف مشهود مع الحجاج المغاربة، فقام بالشفاعة لدى إسماعيل بك، وذلك على أثر الاشتباكات التى دارت بينهم وبين بعض الجنود أثناء رحلتهم للحج، فكان دائما ما يتدخل لتصفية ما ينشب بين الحكام من نزاع، فتوسط مع بعض الأمراء فى الصلح بين الأميرين إبراهيم بك ومراد بك، وكان الأمراء يستشيرونه ويستفتونه فى الكثير من الأمور.
العروسى الابن
هو محمد بن أحمد بن موسى بن داود العروسى، الإمام الرابع عشر للأزهر، تولى منصب شيخ الأزهر فى الفترة من ١٨١٨م، إلى ١٨٢٩م، قرابة ١٢ عامًا، ولد بالقاهرة، وكان محبًا للعلم شغوفًا بالتدريس، وخلف والده فى حلقته بعد وفاته وحل محله فى التدريس، واستطاع بحكمته ولباقته القضاء على فتنة كادت تشتعل بسبب فتوى تحريم أكل ذبائح أهل الكتاب.
جُمع على محبته قلوب الجميع؛ فكان موضع تكريم الأمراء والعلماء والشعب، فأجمعوا على توليته مشيخة الأزهر، الذى ظل بها اثنى عشر عامًا، ولم تشغله أمور ومهمات منصبه من مواصلة التدريس، وكانت له مكانة كبيرة ومزايا عدة انفَرد بها وحدَه، وحاول العروسى الابن إدخال دراسة الطب فى الأزهر الشريف، وفاتح كلوت بك فى هذا الموضوع، ولكن توفى قبل أن يتمكن من تحقيق هدفه.
العروسى الحفيد
هو مصطفى بن محمد بن أحمد بن موسى بن داود العروسى، الإمام العشرون للأزهر، تولى منصب شيخ الأزهر فى الفترة من ١٨٦٤م، إلى ١٨٧٠م، قرابة ٦ سنوات، ولد فى القاهرة ديسمبر ١٧٩٨ م، وتوفى فى يونيه ١٨٧٦م، وعُرف عنه محاربة البدع والخرافات التى كانت تشوه الإسلام وتسىء إلى الأزهر، كما اهتم بتطوير الأزهر فحاول إدخال نظام لامتحان المدرسين به للحفاظ على مكانته، إلا أنه عُزل قبل تنفيذ إصلاحاته من المشيخة بقرار من الخديو إسماعيل، وكانت المرة الأولى التى يعزل فيها شيخ الأزهر من منصبه. «العروسى الحفيد» يعد من أوائل المصلحين فى الأزهر عندما حاول أن يجعل من علماء الأزهر إدارة فعالة للنهوض بالدواوين الحكومية والقضاء، فخطا فى طريق الإصلاح للأزهر خطوة عندما كان يختار لدواوين الحكومة خيرة والقضاء والمدارس خيرة تلاميذه. كان قوى الشخصية حريصًا على النظام والدقة؛ وأبطل كثيرًا من البدع التى كانت شائعة فى عهده بدقة متناهية دون تخاذل أو تراخٍ فأبطل البدع الشائعة فى عصره، ومنع التسول بالقرآن الكريم.
إصلاحاته داخل الأزهر
بدأ العروسى الحفيد إصلاحاته داخل الأزهر بأن اقترح على الخديو إسماعيل إعفاء الطلاب الأزهريين من القرعة العسكرية، فاستجاب الخديو لذلك، بعدها قدم إلى الخديو لائحة لإصلاح الأزهر.
وضع «العروسى الحفيد» أسسًا لإدارة الجامع الأزهر بمشاركة شيوخ الأروقة، والعناية الصحية بالمجاورين، ومراعاة النظافة وقواعد الصحة داخل الجامع الأزهر، كما دعا فى لائحته إلى منع التّسول بالقرآن الكريم، تلك العادة التى اتخذها كثير من القراء والمجاورين حرفة يتكسّبون بها فى الشوارع والطرقات، وطالب بمعاقبة من يقوم بذلك العمل، وطالب بإلزام أصحاب المطابع الخاصة بتعيين مُصححين معتمدين لمراجعة الكتب قبل طباعتها، معتبرًا الأخطاء الواردة فى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من «القبائح المؤكدة».