الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لن ينكسر البلد الأمين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دائما ما نستقبل رمضان شهر الرحمة والمغفرة بقلوب فرحة، ونتبادل التهانى بهذا الشهر المبارك الذى ننتظر نفحاته علينا من كرم الله، ولكن قدر علينا أن نستقبله هذا العام بقلوب تنزف وجعا ودموعا تملأ العيون، ونحن نرى أرواح الأبرياء تزهق وهم فى طريقهم إلى رحلة تعبدية، بعد أن أطلق الإرهابيون النار على «أتوبيس» يقل بعض إخواننا المسيحيين، صباح وقفة رمضان، فى أثناء رحلتهم إلى دير الأنبا صموئيل بالمنيا، والتى أدت إلى استشهاد ٢٨ وإصابة ٢٤ على الأقل، ليطفئ القتلة المأجورون فرحة قلوبنا مرة أخرى ويحزنوا أرواحنا التى أنهكتها المصائب المتوالية، ويستقبل إخواننا المسيحيون الضربات التى تستهدفهم بصبر وإيمان وثبات، إدراكا منهم أن ما يحدث ليس إلا حربا تستهدف تمزيق الوطن، حتى يتم تنفيذ المخططات التى لم ولن ييأسوا من تنفيذها.. فالإرهاب ما هو إلا أحد الأساليب التى استخدمتها بعض الدول الكبرى لتحقيق أهدافها بشكل غير مباشر، أو ما يطلق عليه الحرب بالوكالة.. لذلك فالحرب شرسة وتستخدم كل الآليات والوسائل بدعم دول كبرى، وليس كما يختزلها البعض فى قطر وتركيا اللتين يتم استخدامهما لتنفيذ المخططات الموضوعة، والتى تأخذ كل يوما شكلا جديدا أو أساليب متغيرة دون أن يتغير الهدف، وهو تقسيمنا كما أرادوا.. فالمشروعات والمسميات مختلفة ولكن الهدف واحد!!.. مرة يطلق عليه بيرنارد لويس مشروع تقسيم الدول العربية عام ١٩٨٣.. ثم يطلق عليه شيمون بيريز الشرق الأوسط الجديد عام ١٩٩٤.. ثم يطلق عليه جورج بوش الابن الشرق الأوسط الكبير عام ٢٠٠٤.. أو ما أطلقته كونداليزا رايس الفوضى الخلاقة!!.. والهدف هو تفتيتنا إلى دويلات صغيرة، ورسم الخريطة من جديد حتى تكون إسرائيل هى الدولة الأكبر فى المنطقة.. ورغم أن المخططات نجحت فى العديد من الدول العربية، إلا أن مصر أفشلت تلك المخططات ونجت من فخ الربيع العربى، ولكنهم اعتبروا أن المخطط (أ) قد فشل وبدأوا فى باقى المخططات والتى تعتمد على الحرب الاقتصادية، والإرهاب الذى يستهدف الإخوة المسيحيين لزرع الفتنة وشق المجتمع، ليكون المسيحيون كالجيش والشرطة فى مواجهة خط النار يفدون بأرواحهم الطاهرة هذا البلد، ويعطون العالم كله دروسا فى الإيمان والمحبة والصبر وحسن الخلق، ولا أنسى كلمات السيدة العظيمة الدكتورة/نرمين سمير مدرسة الكيمياء بكلية الصيدلة وأم الطفلة الجميلة شهيدة البطرسية «ماجى مؤمن» والتى وصلت برقيها وإيمانها إلى أنها تمنت الرحمة لقاتلى ابنتها، وقالت إنها مشفقة على الجانى لأنه كان شابا صغيرا مقبلا على الحياة وخسر دنيته وآخرته.. فلم نسمع منها المطالبة بالقصاص والانفعالات التى تظهر البغض والكراهية وإنما ظهرت بملامحها البشوشة والراضية لتمنحنا جميعا دروسا فى الإيمان والرضا والصبر لتعكس ما قاله المسيح عليه السلام: «أحبوا أعداءكم» و«صلوا للذين يسيئون إليكم».. ويا ليتنا جميعا نتعلم منها، بدلا من الانسياق وراء بعض مشعلى الفتن على مواقع التواصل الاجتماعى، والذين قد يكونون من الكتائب الإلكترونية للجماعات الإرهابية ويدعون انتماءهم للمسيحية، فيهاجمون الإسلام بعنف ويحملونه مسئولية ما يحدث من إرهاب وهو منه براء، وذلك حتى يشعلون الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، .. علينا أن نحتمل بصبر واحتساب الآلام التى نتعرض لها كل يوم بفعل الإرهاب، حتى يستيقظ الضمير العالمى ويقف بحق فى مواجهة الإرهاب.. فكما قال الرئيس السيسى فى كلمته الشجاعة فى القمة العربية الأمريكية فى الرياض إن مواجهة الإرهاب تعنى بالضرورة مواجهة جميع أبعاد ظاهرة الإرهاب فيما يتصل بالتمويل.. والتسليح.. والدعم السياسى والأيديولوجي.. فالإرهابى ليس فقط من يحمل السلاح.. وإنما أيضا من يدربه.. ويموله.. ويسلحه..ويوفر له الغطاء السياسى والأيديولوجي، إن كل مَن يقوم بذلك هو شريكٌ أصيلٌ فى الإرهاب.. وما أثلج صدورنا حقا هو الضربات التى وجهتها القوات الجوية بأبطالها البواسل إلى معاقل الإرهابيين فى ليبيا، والرد القاطع والحاسم من الرئيس بأن مصر لن تتردد فى توجيه الضربات ضد معسكرات الإرهاب التى يتم تدريب عناصر للقيام بعمليات ضد مصر، وفى أى مكان سواء داخل مصر أو خارجها.