٢ مليار جنيه، هو حجم الإنفاق المالى على جميع مسلسلات رمضان هذا العام، والتى تشمل نحو ٤٠ مسلسلًا تليفزيونيًا منها ٣٣ مسلسلًا دراميًا و٧ مسلسلات كوميدية بخلاف ٢٥ مسلسلًا إذاعيًا سوف يتابعها ملايين المشاهدين المصريين والعرب خلال شهر رمضان، ولن تجدى أية محاولات أو حملات لإثناء المشاهدين عن متابعة هذه المسلسلات الرمضانية الدرامية.
وبالتأكيد سوف يتنافس أبطال وبطلات هذه المسلسلات على جذب المشاهدين، من أجل الفوز فى السباق الدرامى الرمضانى، والحصول على جوائز النقاد فى نهاية شهر رمضان، كما سبق لهم الحصول على ملايين الجنيهات فى جيوبهم أجرًا عن هذه المسلسلات الرمضانية. ونحن لا نحسد أهل الفن سواء من المشاهير أو الكومبارس على ما يحصلون عليه من أموال، فهم يبذلون الجهد والعرق من أجل إسعاد الملايين من المشاهدين، ويستمرون فى تصوير المسلسلات ليل ونهار رمضان حتى يتم الانتهاء من المسلسلات، ولكننا نأمل أن يبادر الجميع بالتبرع بنسبة من أجورهم لصالح الفقراء فى هذا الشهر، ولصالح صندوق تحيا مصر حتى يبارك الله لهم فى أجورهم. ومسلسلات رمضان التليفزيونية سوف تتسبب فى إبعاد الأنظار والمتابعة عن مسلسلات رمضان السياسية، حيث إن المسلسل الرمضانى «لأعلى سعر» بطولة نيللى كريم وأحمد فهمى وزينة، يقابله مسلسل رمضانى سياسي أيضًا بنفس الاسم يقوم ببطولته ببراعة واقتدار الآن الناشط السياسى الهارب أيمن نور الذى يعرض نفسه لمن يدفع أعلى مقابل تقديم الخدمات السياسية والإعلامية العدائية ضد مصر وشعبها، رغم تلقيه الضربات والاتهامات والشتائم ممن يدفعون له ولكنه مستمر فى بطولة المسلسل. أما المسلسل الرمضانى «الحساب يجمع» بطولة الفنانة القديرة يسرا وكريم فهمى، فيقابله مسلسل سياسى بنفس الاسم يقوم ببطولته داخل مصر المحامى خالد على ومرشح الرئاسة الفاشل السابق والمتهم فى قضية الإشارة البذيئة والذى يمارس دورًا مشبوهًا من أجل الإضرار بمصر وشعبها بينما مسلسل «عشم إبليس» بطولة عمرو يوسف ودينا الشربينى، فيقابله نفس المسلسل السياسى الإرهابى، بطولة الإرهابى الهارب طارق الزمر القيادى بالجماعة الإسلامية، والذى تخيل انتخابه لحزب الانتماء والتنمية يعنى الحصول على شرعية سياسية جديدة له.
بينما مسلسل «الحرباية» بطولة هيفاء وهبى، فهناك مسلسل سياسى تقوم ببطولته باقتدار الناشطة آيات العرابى، وتجسد دور الحرباية التى تتلون من أجل مصالحها وتحقيق مكاسب على حساب مصر وشعبها ليصبح اسمها الحرباية العرابى وليس آيات العرابى، بينما مسلسل «الزيبق» بطولة كريم عبدالعزيز فيقابله المسلسل السياسى بطولة الهارب محمد البرادعى.
أما المسلسل الرمضانى «الجماعة ـ ٢» بطولة صابرين وأحمد عزمى فهناك المسلسل السياسى الحقيقى لجماعة الإخوان الإرهابية والبطولة الجماعية لقيادات تلك الجماعة المحبوسين فى السجون، والهاربين داخل وخارج مصر، خاصة أن المسلسل السياسى يتفوق على المسلسل الدرامى الذى سيعرض فى رمضان، والشعب المصرى يتابع المسلسل السياسى ولم يعد فى حاجة إلى المسلسل الدرامى الرمضانى، لأن أبطاله لن ينجحوا فى كشف الصورة الحقيقية لتلك الجماعة اللعينة.
بينما المسلسل الرمضانى «كفر دلهاب» بطولة يوسف الشريف وروجينا فيقابله المسلسل السياسى بطولة المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، ومعه مجموعة من قيادات التيار الشعبى الذين يعقدون اللقاءات والاجتماعات استعدادًا لانتخابات الرئاسة القادمة، دون أن يستفيدوا من درس الانتخابات القادمة، وحصول حمدين على المركز الثالث بعد حصول الأصوات الباطلة على المركز الثانى. أما المسلسل الرمضانى «فى ال لالالاند» بطولة دنيا سمير غانم ووالدها سمير غانم. فهناك مسلسل سياسى يومى بطولة عدد من أعضاء مجلس النواب خاصة الذين لا يدرسون الموضوعات جيدًا وآخرهم النائب الذى وجه له الرئيس السيسى لومًا شديدًا خلال زيارة دمياط قائلًا له «أنت مين يا عم» وأيضا النائب الذى يطلب فرض عقوبات على من يطلق أسماء أجنبية على أبنائه والنائبة التى تطلب إخصاء المتحرشين.
أما مسلسل «٣٠ يوم» بطولة آسر ياسين، فيقابله المسلسل بنفس الاسم بطولة المسئولين المكلفين بتنفيذ خطة استرداد أراضى الدولة المنهوبة حيث تنتهى المهلة بعد أيام قليلة وتقديم كشف الحساب للرئيس عبدالفتاح السيسى، بينما مسلسل «لمعى القط» بطولة محمد عادل إمام فيقابله مسلسل سياسى بطولة الحكومة وأغلب وزرائها الذين يقدمون وعودًا لا تنفذ والاسم الحقيقى لكل وزير يفعل ذلك هو لمعى القط.
بينما مسلسل «عفاريت عدلى علام» بطولة عادل إمام وغادة عادل وهالة صدقى، فيقابله المسلسل السياسى بنفس الاسم بطولة قيادات ائتلاف دعم مصر الذين يظهرون تحت القبة، ثم يختفون بعد ذلك، وينحازون دومًا للحكومة ومطالبها بدلًا من الانحياز للشعب، بينما مسلسل «كلبش» بطولة أمير كرارة وهالة فاخر، فيقابله نفس المسلسل بطولة عدد من الإعلاميين ومقدمى برامج التوك شو الذين سوف يختفون خلال شهر رمضان ويتوقفون عن الكلام غير المباح.
وهكذا فإن المسلسلات الرمضانية الدرامية تمثيل فى تمثيل، وأيضًا المسلسلات السياسية هى الأخرى تمثيل فى تمثيل، لأن الكثير ممن يدعون تمثيل الشعب هم فى الحقيقة يمثلون على الشعب، ويجيدون أداء أدوارهم والشعب يعلم ذلك جيدًا، ويتحمل التمثيل الرديء لهم على شاشة الحياة اليومية، كما سيتحمل مسلسلات رمضان الدرامية الجيد منها والسيئ أيضًا.