السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مخططات الدم "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«دخل عش الدبابير وبيصطاد الحيتان فى التوقيت ده بالذات وياخد منهم اللى سرقوه ونهبوه وعبّوه فى كروشهم وكروش ولادهم، سيبكم من رجال الأعمال والسياسة والاقتصاد اللى ناهبين البلد بملايين الأمتار وركزوا فى أصحاب الكيانات الإعلامية قراصنة الإعلام «قنوات، صحف» اللى متصدرين الساحات والمشهد وبيحركوا الرأى العام وبيصدَّروا الإحباطات المعيشية وإن الحياة سواد السواد وإن الشعب غضبان وقاعدين يولولوا على غلاء المعيشة، وهما عايشين عيشة الملوك وبيعملوا حفلات بالملايين وهدايا بالملايين ويقولك الزيت والسكر والمواطن يا حرام، وبيتخرسوا أول ما يكون فى قرار يمسهم أو يمس اللى مشغلينهم، خدوا بالكم فى ناس بطنها ماشية وبنطلوناتها مبلولة وقاعدين مستنيين دورهم، تخيلوا إنه قبل الإنتخابات مباشرة فى التوقيت اللى الطبيعى المرشح يسايس ويهاود ويطبطب ويكسبهم فى صفه قوم إيه يقلب الترابيزة، ويقول مصر مش طابونة واللى أخد شبر هيرجعه وطبعا مفيش غير الجيش والشرطة اللى هيقدروا ينفذوا وقالهم آخد التمام قبل نهاية الشهر يعنى إيه؟ يعنى تمام عسكرى وما أدراكم التمام العسكرى يعنى تمام يا أفندم يعنى مصر عنده أهم من الكرسى، يعنى معندوش فواتير لحد، يعنى مصر مش طابونة يعنى سمعنى سلام على طول السلام لريسنا الجدع المخلص الشجاع معندوش غير مصر وبس واللى عنده حوت يربطه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». نواصل فتح ملفات المؤامرات على الشرق الأوسط ومصر.. كتاب حلف المصالح المشتركة (التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة) للكاتب (تريتا بارسي) أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة (جون هوبكينز)ولد فى إيران وتربى فى السويد، حصل على ماجستير فى العلاقات الدولية وماجستير فى الاقتصاد من جامعة ستوكهولم، ودكتوراه فى العلاقات الدولية من جامعة هوبكينز فى رسالة عن العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، وتناولت الكتاب والكاتب للخطورة والأهمية، فالكاتب لا يعتبر أستاذًا أكاديميًا فقط، ولكنه يتمتع بخبرة عالية ومصداقية فى السياسة الخارجية الأمريكية ويرأس المجلس القومى الإيرانى الأمريكي، وله كتابات كثيرة عن الشرق الأوسط وهو الكاتب الوحيد الذى استطاع الوصول لصناع القرار فى الثلاثة بلدان، أمريكا، إسرائيل، إيران، ويعتبر كتابه قنبلة الموسم بالمقارنة لأى كتاب صدر فى ذلك الإطار لما تضمنه من معلومات وأرقام ووقائع وأسرار فى منتهى الدقة والخطورة، والعلاقة السرية فى الغرف المغلقة والكواليس وطرق الاتصال بين إسرائيل وإيران وأمريكا والمصالح المشتركة السرية المتبادلة بينهم التى تتناقض والتصريحات والخطابات والمواقف المعلنة، وصدور ذلك الكتاب فى أخطر التوقيتات الذى يشهد أحداثًا متسارعة فى الشرق الأوسط، بالإضافة للأزمة النووية الإيرانية الأمريكية ويتناول فى كتابه العلاقات الإسرائيلية الإيرانية خلال ٥٠ عامًا ماضية، ويعتبر الكتاب الأول منذ أكثر من ٢٥ عامًا الذى يدخل عش الدبابير ويتجرأ على الموضوعات التى تعتبر من الخطوط الحمراء فى التعاملات الثنائية بين إيران وإسرائيل وفضح أكثر من ١٣٥ مقابلة بين كبار المسئولين الرسميين وأصحاب القرار فى بلدهم« أمريكيين، إسرائيليين، إيرانيين»، وكشف الوثائق والمعلومات وشرح آليات التواصل بين الثلاث حكومات قائلا: إن إدراك طبيعة العلاقة بين المحاور الثلاثة يستلزم فهمًا صحيحًا لما يحمله النزاع الكلامى الشفوى الإعلامىوقام (بارسي) بتوضيح اللعبة السياسية التى تنتهجها تلك الأطراف، وقام بعرض تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتى نظر متداخلتين فى فحصه للموقف بينها، أولًا: يشير لاختلافات فى التصورات والتوجهات استنادا للمعطيات (الجيو ستراتيجية) التى تعود لزمن معين ووقت معين، ثانيًا: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكى العام للشعوب (الأيديولوجيا)وبين المحادثات والاتفاقات السرية التى تجريها الأطراف الثلاثة غالبا مع بعضها البعض (الجيو ستراتيجية)، ليكون الناتج الجمع بين كل من وجهتى النظر المتعارضة (الأيديولوجيا والجيو ستراتيجية)، وأن المحرك الرئيسى والأساسى للأحداث يتعلق بالعامل الأول (الجيو ستراتيجى)، وليس الثانى الذى يعتبره الكاتب مجرد وسيلة وإن العلاقة بين المثلث (الإسرائيلى، الإيرانى، الأمريكى) أساسها المصالح والتنافس الإقليمى وليس الخطابات والشعارات المحروقة المستهلكة، فتعتمد إسرائيل فى نظرتها إلى إيران على (عقيدة الطرف) أى يكون بعيدا عن المركز أو المحور، أما إيران فتعتمد على المحافظة على قوة العصر السابق أو التاريخ، حين كانت السيطرة والهيمنة الطبيعية لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين والمحيطين وبين الاثنين يأتى دور اللاعب الأمريكى الذى يبحث عن مصالحه دائما، ويتلاعب بذلك المشهد خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه الخاصة المتغيرة دائما وتحقيقها. يقول (بارسي): بعكس الصورة التى تصل للغالبية إن هناك صراعًا بين إسرائيل وإيران فهما ليستا فى صراع أيديولوجى بقدر ما هو نزاع استراتيجى قابل للحل والتفاوض. فالكثير من التعاملات السرية بينهما تدور خلف الكواليس، ولم يتم كشفها من قبل وكلاهما لم يستخدم الخطابات النارية ولمن يدقق فإن الخطابات فى وادٍ والاتفاقات والخطط فى وادٍ آخر، وإن إيران الثيوقراطية ليست خصمًا لاعقلانيًا للولايات المتحدة وإسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدام حسين وأفغانستان بقيادة حركة طالبان، فطهران تتعمد أن تقوم بدور اللاعقلانيين من خلال خطاباتها الاستهلاكية وشعاراتها لتحفيز الشعب، وإثبات وجود دبلوماسى فقط فهى تستخدم تلك الشعارات الاستفزازية، ولكنها لا تتصرف بناء عليها بأسلوب متهور وأهوج من شأنه أن يزعزع نظامها، لذا فمن السهل توقع تحركات إيران وهى بتلك الصورة لا تشكل خطرًا لا يمكن احتواؤه أبدًا عن طريق الدبلوماسية التقليدية، وإذا ما تخطينا تلك المهاترات والقشور السطحية التى تظهر عن طريق التلاسن والتراشق الإعلامى بين إسرائيل وإيران فسنتفاجأ بتوافق وتشابه كبير بين الدولتين فى العديد من المحاور أى أننا سنجد ما يجمعهما أكثر بكثير مما يفرقهما حتى النظرة الدونية لجيرانهما وتسويق وترويج نفسيهما أنهما متفوقتان على العرب من جيرانهما، فالإيرانيون ينظرون للعرب المحيط لهم أنه أقل منهم من الناحية الثقافية والتاريخية والوجود الفارسى أثر كثيرا على تحضَّرهم وتمدنهم وفرض وجودهم، أما الإسرائيليون فيرون أنهم تفوقوا على العرب، وانتصروا فى حروب كثيرة ويذكر الكاتب مقولة أحد الإسرائيليون له: إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله وهو ليس بالشيء الكبير وفسرها (بارسي) أنها إشارة لاستهزائه بالعرب وعجزهم عن فعل شيء حيال الأمور التى يستوجب فيها اتخاذ قرار ما وتنفيذه، ويضيف (بارسي): إنه إذا دققنا النظر نجد أن الوضع الجيوسياسى الذى تعيشه إسرائيل وإيران ضمن المحيط العربى، سنلاحظ أنهما مشتركتان فى وجهة نظر حالية (لا سلم لا حرب)، فالإسرائيليون لا يستطيعون إجبار أنفسهم على عقد سلام دائم مع من ينظرون لهم بالدونية، وأنهم أقل منهم ولا يريدون فى نفس الوقت خوض حروب طالما أن الوضع لصالحهم، لذلك فتلك النظرية هى المناسبة لهم، أما إيران فقد توصلت لتلك النظرية من قبل قائلة: «إن العرب يريدون النيل منّا».