السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ضبط الأداء بين الممارسات الإعلامية والأخلاقيات المهنية «2»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى إطار المؤتمر العلمى الثانى للمعهد الكندى للإعلام والذى أُقيم تحت عنوان: «أثر الإعلام الجديد على المجتمعات العربية: دراسات فى الواقع ورؤى المستقبل» برئاسة د. ماجى الحلوانى عميد المعهد، عُقدت ظهر الخميس الرابع من مايو حلقة نقاشية مهمة بعنوان: «ضبط الأداء بين الممارسات الإعلامية والأخلاقيات المهنية» أدارها د. شريف درويش اللبان أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال ووكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة.
وشارك فى الحلقة نُخبة من الخبراء هم: على التركى مدير تحرير «البوابة نيوز»، الكاتب الصحفى وليد بدران صاحب التجربة المميزة فى تحرير «بى بى سى عربية»، ومحمد الشيخ «دوت مصر» و«رصيف» ، علاء الغطريفى مدير التحرير العام لمجموعة «أونا» للصحافة والإعلام، نصر عبده مدير تحرير «البوابة نيوز». 
كما حضر الحلقة نخبة من أساتذة الإعلام بالمعهد الكندى للإعلام وكليات وأقسام الإعلام بالجامعات المصرية الخاصة والحكومية.
فى بداية الحلقة النقاشية، قام د. شريف درويش اللبان بتوصيف الحالة الراهنة للإعلام المصرى، وهو ما عرضناه تفصيلًا فى الأسبوع الماضى، وفى هذا المقال نعرض لأهم آراء خبراء ومسئولى المواقع الإخبارية المصرية، حيث ذكر علاء الغطريفى أنه توجد بعض السلبيات فى المواقع الإخبارية وفقًا لصيغتها الراهنة تتمثل فى تخلف غرف الأخبار Newsrooms، ووجود أقسام فى هذه المواقع أسماها «كيم كاردشيان» باسم عارضة الأزياء الألمانية الشهيرة، لا هم لها سوى نشر الصور المثيرة لجذب الزوار، علاوة على الأخبار المكررة التى لا تضيف جديدًا للقارئ لأنه شاهدها على الهواء مباشرة.
وقال الغطريفى إن الاعتماد على موقع «أليكسا» Alexa خادع، لأن ترتيب هذا الموقع للمواقع الإخبارية غير منضبط وغير حقيقى فى بعض الأحيان، بدليل أن هناك مواقع تستحوذ على جزء لا بأس به من كعكعة الإعلانات، رغم أنها تأتى فى ترتيب متأخر على «أليكسا»، وهذا يؤشر إلى أن المعلنين لا يعيرون انتباهًا لترتيب الموقع الإخبارى على أليكسا بقدر ما يعتمدون على تحليلات جوجل المتعمقة لهذه المواقع Google Analytics.
وأضاف الغطريفى أن المواقع الإخبارية تعانى الأمريْن؛ حيث تعانى من بيئة ترفض تداول المعلومات بنزاهة وشفافية، ومؤسسات عامة وخاصة ترفض التعامل مع الصحفيين من الأساس. وطرح الغطريفى حلولًا مهمة منها: ضرورة تطوير القدرات المهنية لصفحيى المواقع الإخبارية، وتبنى ثقافة التدريب المستمر، وضرورة وضع مدونة لسلوك الصحفيين داخل كل موقع إخبارى فى ظل التوسع المهول والزيادة المضطردة فى عدد هذه المواقع.
وعرض على جمال التركى رؤية شاملة تعكس تجربة عميقة وتحليلًا واعيًا للبيئة الداخلية والخارجية المحيطة بعمل المواقع الإخبارية المصرية، وتتمثل الإشكاليات المتعلقة بالبيئة الداخلية فى المشكلات الإدارية، وعدم وجود أهداف محددة ورؤية واضحة للموقع وسياسة تحريرية متعلقة بنشر المحتوى، كما توجد مشكلة المنافسة الحادة التى دعت بعض المواقع إلى «الترافيك المزيف» أو «الترافيك الحرام» كما يسميه البعض، كما لا توجد أنظمة عمل اقتصادية لهذه المواقع Business Model ولا توجد استراتيجية لتسويقها، كما يُلاحظ من خلال تحليل أرقام مستخدمى الإنترنت فى مصر أن حوالى ٣٥ مليون مستخدم لا يدخلون إلى المواقع الإخبارية.
ويطرح التركى بعض الحلول المهمة منها ضرورة تقديم المحتوى المتعمق كبديل عن المحتوى السطحى Popcorn Content، والاهتمام بشكلٍ أكبر بتقديم الصور والفيديو والإنفوجراف، وتحسين البيئة الداخلية للمواقع بزيادة المرتبات وزيادة فرص التدريب وتحقيق الرضا الوظيفى للعاملين.
وبالنسبة للبيئة الخارجية للمواقع الإخبارية يطرح التركى رؤية جديرة بالاهتمام تتمثل فى ضرورة الاهتمام بالتعليم الإعلامى وبالتدريب العملى والميدانى فى أقسام الصحافة وكليات الإعلام، كما يجب أن يسبق البحث العلمى الذى يقوم على تطوير المواقع الإخبارية خاصة والإعلام عامةً الواقع المعيش، وضرورة التعاون بين المركز البحثية ومراكز التدريب الإعلامى، وتوفير مساحة أكبر من حرية العمل للمواقع الإخبارية دون تضييق.
كما أكد وليد بدران على ضرورة إعلاء قيم المهنية والشفافية والموضوعية فى الأخبار المنشورة، وضرورة الانتباه إلى التطورات الراهنة فى وسائل الإعلام الرقمية Digital Media بالنسبة للمؤسسات الصحفية والإعلامية الراهنة التى يفكر بعضها فى شراء مطابع جديدة..!، ولا بد من إدراك أن معظم «الترافيك» يأتى من «الموبايل» ولذلك يجب طرح تطبيقات حقيقية Native Apps للمواقع الإخبارية على التليفونات المحمولة؛ لأن المستقبل سوف يكون لصحافة الهواتف المحمولة Mobile Journalism، ولا بد من التفكير فى استراتيجية للمستقبل، والبحث عن سبل تقديم المحتوى بشكلٍ يناسب المعاقين بصريًا.
ويرى محمد الشيخ أن غيابًا تامًا للبيئة المحترفة هو سيد الموقف فى المواقع الإخبارية المصرية، وأن المواقع لا تعمل وفقًا لنظام عمل يحقق الجدوى الاقتصادية، بل إن هذه المواقع فى معظمها يتم تمويلها من أُناسٍ لأهداف محددة، ولا يعنيهم المكسب المادى أو تقديم نموذج مهنى محترم، ولهذا نجد ظاهرة «إعلام السبوبة» مجموعة من الصحفيين الذين ينضوون تحت «شِلة» واحدة ينتقلون من موقع أو صحيفة أو قناة فضائية إلى أخرى، يذهبون حيث توجد «السبوبة»، وهو ما لن يؤدى إلى تطور الإعلام المصرى. والدليل على ذلك أن ثمة مؤسسات محترمة حاولت تقديم صحافة جيدة، إلا أنها لم تفلح لنقص التمويل أو شحه عن هذا النوع من التجارب الصحفية الجيدة التى لا تخضع لتوجهات الشخص أو الجهة الممولة. وللأسف الشديد النتيجة محبطة فى المواقع الإخبارية التى يعمل بها صحفيون غير مدربين ينتجون محتوى رخيصًا لقارئ لا يهتم..!.
واختتم نصر عبده هذه الرؤى المهمة لخبراء المواقع الإخبارية فى مصر بتأكيده على ضرورة البحث عن ضوابط للإعلام الجديد فى بيئة لا تعترف فيها نقابة الصحفيين بالإعلام الإلكترونى، لا بد من أن يرَ قانون تداول المعلومات النور ليُخرجنا من ظُلمة الشائعات التى تلوكها الألسنة ومواقع التواصل الاجتماعى ليل نهار لشُحِ المعلومات ونُدرة مصادرها والتكتم عليها وعدم إفشائها وكأنها أسرار حربية، والتعامل مع الصحفيين على أنهم «جواسيس» لا همَ لهم سوى الحصول على المعلومات لتسريبها، وضرورة أن تسعى الهيئات الإعلامية الثلاث بعد تشكيلها إلى تطوير الإعلام بدلًا من الانشغال فى مسائل فرعية لا طائل من ورائها.
إذا رأيت مكرم محمد أحمد وحسين زين يتنازعان الفوز بالدور التاسع فى ماسبيرو واحتلال مكتب وزير الإعلام التاريخى صفوت الشريف فاحذر: الإعلام المصرى يعود إلى الخلف..!!.