مع اتساع الرقعة الزراعية بمحافظة الوادي الجديد، وتدشين العديد من المشروعات القومية الزراعية على أرض المحافظة، مثل مشروع شرق العوينات، ودرب الأربعين، وتوشكى، ومشروع فوسفات أبوطرطور، ومع زيادة الإنتاج بهذه المشروعات، وضرورة نقل هذه المنتجات إلى وادي النيل والدلتا، أو لتصديرها للخارج، تزايدت أعداد الشاحنات التي تذهب إلى الوادي الجديد لتحميل المنتجات، ولكن أصحاب الشاحنات، ونظرًا لتباعد المسافات بين هذه المشروعات وبين وادي النيل، والتي تصل إلى ٨٠٠ كم، يقوم السائقون بتحميل الشاحنات بأكثر من حمولاتها المقررة ليكون العائد أفضل لبعد المسافات.
يقول محمد على كمال، سائق شاحنة، لـ«البوابة»، «أنا أذهب إلى شرق العوينات لتحميل البطاطس في الموسم، وأحمل على الشاحنة بالمقطورة قرابة الـ٩٠ طنًا فى حين أن حمولتها المسموح لنا بها فى الرخصة ٥٠ طنًا فقط، ولكن عند وقوفى على الميزان، أدفع الغرامة المقررة وهى ٦٠٠ جنيه، وعند حساب الفارق بين «النولون» والغرامة أكون قد حققت ربحًا كبيرًا، ولو التزمت بالحمولة المقررة لن يأتي أحد من أصحاب الشاحنات لتحميل المحصول، وإلا سيكون نقل الطن الواحد مرتفعًا للغاية بما لا يحقق ميزة، مؤكدًا أن السبب الحقيقى لتدهور الطرق هو أنها غير مرصوفة بطريقة سليمة وليس بسبب الشاحنات وحمولتها».
ويضيف المهندس سيد أحمد محمود، مهندس زراعى بإحدى الشركات بمشروع شرق العوينات، أن الشاحنات فى موسم القمح تحمل حمولات فائقة تصل إلى ١٤٠ طنًا للشاحنة الواحدة، وهذا له أثره السلبى على شبكة الطرق التى تهالكت فى سنوات بسيطة وصنعت أخاديد أدت إلى انقلاب العديد من الشاحنات، وإغلاق الطريق أمام حركة المرور مرارًا وتكرارًا.
ويشير محمد عبدالعزيز، صاحب شاحنة بالوادي الجديد، إلى أن الحمولات الفائقة لهذه الشاحنات، جعلت عمر الطريق الافتراضي ينزل إلى الربع فقط، فبدلًا من أن يستمر الطريق بحالته أكثر من ١٢ عامًا فى المتوسط نجد أن الطريق بعد عامين أو ثلاثة يتحول إلى أنهار من الأخاديد ويتهالك تمامًا، ويضيف أحمد زكي، من أبناء مركز الداخلة، أن العميد محمد هارون رئيس مركز الداخلة الأسبق كان يفرض رسومًا على مرور الشاحنات على طريق العوينات، وكانت تستخدم بعد ذلك فى إصلاح الطرق، إلا أنه بعد مغادرته لرئاسة المركز، توقف تحصيل هذه الرسوم، وأغلب الحوادث التى نتلقاها لحوادث الطرق بسبب سوء حالة الطريق الذى انهار بسبب زيادة الحمولات للشاحنات التى تنتج المنتجات الزراعية من الوادى الجديد إلى وادي النيل والدلتا.
وفى الآونة الأخيرة وحرصًا على سلامة الطرق داخل المدن، أصدرت إدارة مرور الوادي الجديد، قرارًا بعدم مرور السيارات داخل المدن التي بها طريق دائري من الساعة السادسة صباحًا وحتى الثانية عشرة مساء، لتخفيف الأحمال على الطرق الداخلية، ويصبح الطريق الدائري هو الوسيلة الوحيدة للمرور لهذه السيارات.
وأكد الجرف، أن الإدارة ضبطت خلال الأسبوع الأخير فقط ١٢٥٨ شاحنة نقل عملاقة، وسيارات نقل متنوعة الأحجام بحمولات زائدة على الوزن القانوني، خاصة بخام الفوسفات والبضائع المختلفة في حملات مرورية بطريق الداخلة ـ شرق العوينات، والخارجة ـ الداخلة، وباريس ـ العوينات، والخارجة ـ أسيوط، وتم تغريم قائدي هذه المركبات بغرامات مالية.
