«إحنا مبنتهددش يا أبوالروس، بوتين عايز تواجد وفد أمنى بصفة مستمرة فى مطارات مصر عشان يرجع السياحة! وفد إيه اللى إنت جاى تقول عليه كل شوية تنطلنا بحاجة تعملوا علبة كانز وتسموها قنبلة هيكلية وقال اختبار أمنى ولجنة رايحة ووفد أمنى جاى كل ده عشان إيه؟ وأنت عارف ومتأكد مين اللى فَجَّر الطيارة وطرمخت عليه عشان مصالحك معاه مش لما تتشطر عليه الأول، والسفير بتاعك اغتالوه عندهم ع الهواء عملت إيه معاهم يا ترى؟ أنت موقفتش جنب مصر عشان سواد عينيها لكن لعودة روسيا لمنطقة الشرق الأوسط، بعد أن كانت خارج الإطار أساسًا، وفى الآخر هما كلمتين أبرك من عشرة الكلام ده عند (أم ترتر) مفيش وفد يقعد فى مطارات مصر يراقبها وسياحتك بوفدك الأمنى بسلطاتك ببابا غنوجك فى ستين داهية مصر مش بيتلوى دراعها، وإحنا مش بنتذل ولا بننكسر والله الغنى عنكم وعن سياحتكم ده إحنا ساكتين وأنت عارف أن الروسى أفقر سايح بييجى مصر، روحوا بقي ادفعوا دم قلوبكم عند قردو وغيره بعيد عننا، إحنا مبنتهددش يا أبوالروس بس يا بابا كخ كده ميصحش».
نواصل فتح ملفات المؤامرات على الشرق الأوسط ومصر
تبلورت استراتيجية إسرائيل، وبعض من مخططاتها لتفتيت وخراب الدول العربية والإسلامية والمؤامرات الصهيونية التى قد تقود العالم إلى حرب عالمية ثالثة مع احتمالية التورط فى حرب نووية تدمر العالم أجمع فى مقال جاء بتاريخ ١٤ فبراير ١٩٨٢ نشرته مجلة كيفونيم (Kivonim) النشرة الصادرة فى القدس الناطقة عن المنظمة الصهيونية العالمية فى القدس بعنوان (إسرائيل الكبري) جاء به نصًا: استرداد سيناء بمواردها الحالية هو هدفنا الأساسى، وعلينا أن نبذل الجهد المطلوب لاستردادها، إن وضع مصر الاقتصادى وطبيعة نظامها وسياستها العربية هى قنوات تصب فى نقطة واحدة تستدعى من إسرائيل مواجهتها الفورية والحتمية ومصر وبحكم أزماتها الداخلية لم تعد تمثل بالنسبة لنا مشكلة استراتيجية على الإطلاق، وسيكون بالإمكان خلال ٢٤ ساعة فقط إعادتها إلى ما كانت عليه قبل حرب يونيو ١٩٦٧، فقد انتهى تمامًا حلمها الواهم بزعامتها للعالم العربى بعد أن زرعنا بينها وبين الدول العربية الأخرى الفتن والصراعات وصنعنا فجوات كبيرة بينهم، وقد خسرت فى مواجهة إسرائيل ٥٠٪ من قوتها وإذا استطاعت أن تستفيد فى المستقبل القريب من استعادتها لسيناء فإن ذلك لن يغير فى ميزان القوى شيئًا بالإضافة إلي أنها فقدت مركزيتها وتماسكها خاصة بعد تفاقم وتوالى الأزمات التى نجحنا فى افتعالها فى قضية الفتنة الطائفية، فتزايد الاحتكاك بين مسلميها ومسيحييها، لذا ينبغى علينا بعد التسعينيات أن يكون هدفنا الرئيسى على الجبهة الغربية ويكون هو العمل على تقسيم مصر للأبد، وتفتيتها إلى أقاليم ومناطق جغرافية متفرقة صغيرة جدًا، وعندما نحقق ذلك وتصبح مصر مفتتة ومجزأة وبدون سلطة مركزية، سنعمل على تفكيك كيانات دول إسلامية أخرى مثل ليبيا وسوريا والسودان وغيرها.
فبسقوط مصر يسهل سقوط الكل خلفها، ونعمل على تكوين دولة قبطية فى الشمال الأعلى من مصر وإقامة كيانات إقليمية انفصالية ضعيفة أخرى فى كل البلدان الإسلامية بنفس التجزئة والتفتيت، مما سيبدأ به تطور تاريخى لتقسيم المنطقة بأكملها ورغم المشكلات القائمة فى الجبهة الغربية حاليًا، إلا أنها تقل كثيرًا عن مثيلاتها فى الجبهة الشرقية، فتقسيم لبنان إلى خمسة أقاليم سيكون مقدمة لما سيحدث فى مختلف أرجاء العالم العربى، ثم تفتيت العراق وسوريا إلى مناطق محددة طبقًا لمعايير عرقية ودينية (كردية، علوية، مسلمة، مسيحية، سنية، شيعية.. وهكذا) ولا بد أن يكون الهدف على المدى البعيد هو إسرائيل وأمنها وقوتها، مع العلم أن المرحلة الأولى تتمثل فى تحطيم القوة العسكرية التى تتمثل فى جيوش هاتين الدولتين، فالتكوين الطائفى لسوريا سيساعدنا ويسهل علينا تفكيكها.
على سبيل المثال دولة شيعية بطول الساحل الغربى ودولة سنية فى منطقة حلب وأخرى فى دمشق ونخلق كيانًا درزيًا يقاتل بدعمنا وتمويلنا له لتشكيل دولة انفصالية مستقلة بالجولان من حوران وشمال المملكة الأردنية، فدولة كتلك من شأنها أن تكون على المدى البعيد قوة وظهيرًا لنا، والمؤكد أن تحقيق تلك الأهداف فى متناول أيدينا، وبالنسبة للعراق المتخم والغنى بالبترول والفريسة السهلة للصراعات الداخلية، هو فى مرمى الهدف الإسرائيلى وانهياره سيكون بالنسبة لنا أهم من انهيار سوريا لأن العراق يمثل أقوى تهديد لإسرائيل حاليًا ومستقبلًا بصورة مرعبة واندلاع حرب بينه وبين سوريا سيجعل انهياره الداخلى أمرًا سهلًا وحتميًا، قبل أن يتمكن من توجيه أى رد فعل ضدنا، ومن المؤكد قطعًا أن كل مواجهة بين عرب وعرب سنكون نحن المستفيد الأول منها لأنها ستعجل ساعة الانفجار المنتظر، ومن الممكن أن تعجل الحرب الحالية مع إيران بحلول تلك الساعة، بالإضافة إلى أن شبه الجزيرة العربية مهيأة بالفعل للتقسيم والتفكيك والانهيار تحت ضغوط داخلية كما الحال فى المملكة السعودية بالذات، فاشتداد الأزمات بها سينتج عنه سقوط النظام الملكى مع منطق بنيتها السياسية الحالية، وفى الوقت الحالى تعتبر المملكة الأردنية هدفًا استراتيجيًا لنا وعلى المدى البعيد لن تشكل لنا أى تهديد بعد تفككها وانتهاء حكم الحسين وانتقال السلطة ليد الأكثرية الفلسطينية، وهو ما ينبغى على السياسة الإسرائيلية أن تعمل على تنفيذه الحتمى، هذا التغيير ستكون نتيجته حل مشكلة الضفة الغربية ذات الكثافة السكانية العربية الكبيرة، فهجرة هؤلاء العرب للشرق نحو الأردن سلمًا أو حربًا، وتوقيف وتجميد نموهم الديموغرافى والاقتصادى هو الضمانة للتحولات القادمة التى تفرضها إسرائيل، وعلينا بذل كل الجهود من أجل الإسراع بذلك المخطط واستبعاد ورفض خطة الحكم الذاتى أو أى خطة أخرى تهدف لتسوية أو مشاركة أو تعايش معًا جنبًا إلى جنب على العرب الإسرائيليين، وضمنيًا الفلسطينيين أن نجعلهم بالقوة يقتنعون أنهم سيعجزون تمامًا من إقامة دولة أو وطن إلا فى المملكة الأردنية، ولن يعرفوا الأمان إلا باعترافهم بالسيادة اليهودية بين البحر المتوسط ونهر الأردن، وفى ذلك العصر لم يعد ممكنًا القبول بتزاحم أرباع السكان اليهود داخل منطقة ساحلية مكتظة بأهلها ومعرضة للتقلبات الطبيعية، لذلك فإن إبعاد العرب وتشتيتهم من أولوياتنا وسياستنا الداخلية فيهودا والجليل والسامرة هى الضمانات الوحيدة لبقائنا، وإذا لم نصبح الأكثرية فيخشى أن نلقى نفس مصير الصليبيين الذين فقدوا هذه البلاد، ويجب أن يكون هدفنا الرئيسى إعادة التوازن على الصعيد الديموغرافى والاستراتيجى والاقتصادى، وذلك ينطوى على ضرورة السيطرة على الموارد المائية فى المنطقة كلها الواقعة بين بئر سبع والجليل الأعلى الخالية من اليهود تمامًا.