الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الزعيم .. 77 شمعة لم تحترق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل اليوم الفنان الكبير عادل إمام بعيد ميلاده الـ77، عاش معظمها متنقلاً بين أروقة الاستوديوهات ينشر البسمة والضحكة على شاشات السينما والمسرح وأخيرًا الدراما التليفزيونية التي تفرغ لها تمامًا في السنوات الأخيرة، وآخرها مسلسل "عفاريت عدلي علام" الذي يقوم حاليًا بتصويره استعدادًا لعرضه في رمضان. 
77 شمعة يضعها محبو فن الزعيم في "تورتة عيد ميلاده" ، لم تحترق منها شمعة واحدة على مدار مشواره مع الفن، فكل عام منذ أن عرف طريق بلاتوهات التصوير، وهذه الشموع تزداد واحدة تلو الأخرى لتنير الطريق ليس لعادل إمام نفسه فقط ولكن لعدد كبير ممن احترفوا هذا المجال، وتزيح من أمام معظمهم عقبات كثيرة بفضل اختياره لعدد لا بأس به من هؤلاء الشباب في أعماله، حتى أن الظهور أمام الزعيم في مشهد واحد فقط من أعماله كان كفيلاً بخروج من شاركه في هذا المشهد فائزاً بقلوب عدد لا بأس به من جمهور الزعيم.
عادل إمام الذي قارب على الانتهاء من عقده السابع ما زال يعطي للمهنة التي جعلته يتربع على قلوب الجماهير المصرية والعربية سنوات طويلة، ليظل- رغم ظهور أجيال من النجوم عبر السنوات الماضية- هو الأعلى أجراً بينهم، يعمل بانتظام ونظام، لا يبخل على مهنته، يبدع في خلق إفيهات جديدة مناسبة للعصر الذي يعيشه، يستعد للوقوف أمام الكاميرا كما لو كان يقف أمامها للمرة الأولى. 
من عادات الزعيم قبل بداية تصوير أي عمل حرصه على الاجتماع بكل الفريق من المخرج والمؤلف والممثلين وطاقم الإنتاج ومهندسي الديكور والصوت والتصوير يتعرف على من لا يعرفهم، يزيل من قلوب من لا يعرفه رهبة التعامل معه ويتقرب للجميع ويحكي لهم عن أدوارهم في الرواية الجديدة وكأنه سيجسد دور كل منهم، فهو لا يحفظ دوره فقط بل يحفظ كل الأدوار.
صادف أن حضرت إحدى الجلسات التحضيرية لأحد مسلسلاته، وجدته يستمع للجميع ويقدم لهم النصيحة تلو الأخرى في كيفية التعامل مع الشخصية التي أسندت لهم، وفي النهاية يقول لكل ممثل "أنا عارف أنك هتعمله أفضل بكتير مما تتصور"، وبنفس الاهتمام يتعامل مع فريق العمل الذي يجلس خلف الكاميرا، ورغم أن هناك جيلاً جديداً من المصورين ومساعدي الإخراج ومهندسي الديكور والصوت إلا أنه غالباً ما يكسر أي حاجز بينه وبين هذا الجيل الذي له رؤية خاصة وجديدة.
الزعيم الذي لا يعرفه البعض يعمل يومياً 8 ساعات يتخللها راحة لمدة ساعة، يحضر قبل الأوردر بساعة ويكون جاهزًا للتصوير في موعد الأوردر.
رفع عادل إمام طوال مشواره الفني شعارًا غالبًا ما ينصح المقربين منه برفعه وهو عدم الالتفات للوراء، وعدم الاهتمام بالشائعات، فهو يمنح لنفسه دائمًا فرصة التقدم للأمام، وله في ذلك مقولة يعرفها كل من يعيش في فلكه وهى "الاهتمام بالشائعات دائماً يجعلك تنظر للخلف وتحاول معرفة من حاول أن يضربك، وقتها تجد نفسك مشغولاً بالدفاع عن تهم لما ترتكبها وأفعال لم تقم بها، أما تجاهل ذلك الأمر فيجعلك دائماً تنظر أمامك وتحاول تقديم كل ما هو جديد". 
الزعيم.. ذلك اللقب الذي لم يأت من فراغ فقد قاد مسيرة الكوميديا لسنوات عديدة، وبجانب الكوميديا لم تخل أعماله من تقديم وجبة سياسية دسمة، حارب الإرهاب بالعديد من أعماله، وقدم السعادة لجمهوره علي طبق فني راقٍ، وتفرد أيضًا بتقديم الجديد بعيدًا عن المألوف، وأقرب ما قدمه في ذلك الأمر مسلسل "صاحب السعادة" الذي عرض العام قبل الماضي وسط أعمال فنية عديدة غلب عليها العنف والقتل والدماء، وكان هذا المسلسل هو الوحيد الذي خلت مشاهده من هذا العنف الذي سيطر على أعمال رمضان الماضي، فغرد "صاحب السعادة" منفردًا.
عادل إمام.. ولد في قرية شها مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية في مصر، تخرج في كلية الزراعة، بدأ حياته الفنية على مسرح الجامعة ومنها إلى عمل السينما وكانت بدايته عام 1962 بأدوار صغيرة ولكن بدأت شهرته في منتصف سبعينيات القرن العشرين.
وبدأت شهرته في مرحلة سبعينيات القرن العشرين من خلال أفلام أدى فيها دور البطولة مثل البحث عن فضيحة مع ميرفت أمين وسمير صبري، وعنتر شايل سيفه مع نورا، والبحث عن المتاعب مع محمود المليجي وناهد شريف وصفاء أبو السعود، إحنا بتوع الأتوبيس ويعتبر من أهم الأفلام السينما المصرية حيث تطرق لأمور ذات طابع سياسي حاد، وفيلم رجب فوق صفيح ساخن مع سعيد صالح وناهد شريف عام 1979.
تلت ذلك مرحلة السيطرة والتربع حيث أصبح أحد الممثلين الأكثر شراء تذاكر لأعماله السينمائية في حقبة ثمانيات القرن بشخصيات كوميدية جسد فيها دور المصري بمختلف مراحله ومستوياته، مثل الشاب المتعلم أو الريفي البسيط وتصدى لقسوة الحياة وفي نفس الفترة لعب أدوارا أكثر جدية لينافس فيه ممثلي جيله المميزين أحمد زكي ومحمود عبد العزيز ونور الشريف، ووجد ترحيبًا من النقاد من عدد من الأفلام.
واصل نجاحه التجاري في أفلام ذات طابع الأكشن وأكثر ضخامة على المستوى الإنتاجي مثل النمر والأنثى، المولد، حنفي الأبهة.
ومع بداية تسعينيات القرن العشرين أخذت أفلامه الصبغة السياسية الاجتماعية التي تعكس اهتمامات رجل الشارع العادي في المجتمع المصري والعربي بشكل كوميدي وشكل فريق عمل ناجح جداُ مع السيناريست وحيد حامد والمخرج شريف عرفة.
وحقق نجاحًا كبيرًا في السنوات الأخيرة على المستوى المحلي والعالمي في دور «زكي الدسوقي» في فيلم عمارة يعقوبيان الذي أشاد به النقاد العالميون، وعرض الفيلم في عده مهرجانات عالمية وفي مهرجان تريبيكا السينمائي الدولي في نيويورك، وتلته نجاحات في أفلام مثل «مرجان أحمد مرجان» و«حسن ومرقص» مع الفنان عمر الشريف، و«بوبوس» مع الفنانة يسرا، كما أن عرف عنه تشجيع المواهب الجديدة بمشاركتهم ببطولته أعماله حيث شاركت الممثلة نيللي كريم ببطولة فيلم زهايمر عام 2010 أمامه.