الطامة الكبرى، التي سوف يخلفها تنظيم داعش الإرهابي، والتي تعد
بمثابة قنابل موقوتة، تنفجر في وجه الجميع، هم أطفال هذا التنظيم، خاصة بعد القضاء
على التنظيم في العراق وسوريا وليبيا، سواء بقى هؤلاء الأطفال في نفس أماكنهم أم
هاجروا خارج تلك الحدود إلى دول أخرى، فهؤلاء الأطفال، هم قنابل موقوتة، وسوف تُساعد
على إحياء تنظيم «أكثر تطرفًا» في المستقبل، ويجب التنبه إلى هذه الظاهرة الخطيرة،
قبل أن تتفاقم في المستقبل؛ لأن هؤلاء تشبعوا منذ نعومة أظافرهم بأفكار التنظيم
الإرهابي، وتم عمل غسيل مخ لهم، يصعب علينا التأثير فيهم، إلا من خلال متخصصين من
أساتذة علم النفس وعلم الاجتماع.
وقد أظهر هؤلاء الأطفال، قدرات دموية ووحشية فاقت الوصف، بعد أن
استغلهم التنظيم في ارتكاب عمليات إرهابية مفزعة، سواء بقيامه بتدريبهم على عمليات
انتحارية أو باستخدامهم في تدريبات عسكرية وقتالية كبيرة، بل وتم تدريب عدد منهم
على عمليات إعدام الأسرى عن طريق الذبح أو القنص أو القتل المباشر رميًا بالرصاص،
وقد أظهرت عشرات الصور والفيديوهات، كيف يقوم هذا التنظيم بتدريب هؤلاء الصغار من
خلال ما يسمى المعاهد الدينية التابعة للتنظيم التي تقوم بتلقين الأطفال عقيدتهم
قبل نقلهم إلى معسكرات تدريب على كيفية الولاء والطاعة للقادة المحليين، والأخطر
أن هؤلاء الصغار، تم ضمهم إلى مجموعات المهاجرين الانتحاريين، مما يؤكد أن هناك
خطورة بالغة من خروج هؤلاء الأطفال من أماكنهم وبدأوا في الانتشار في دول عربية
وأوروبية.
«داعش»، تقوم بعملية غسيل مخ لهؤلاء الصغار، من خلال النظام المدرسي
التقليدي عن طريق تقديم الألعاب والحلوى لهم بمجرد حضورهم للمدرسة، ثم بعد ذلك يتم
تدريبهم على كل أنواع القتل والتفجير وعلى عمليات اغتصاب لنساء الأقليات، كما حدث
في العراق وسوريا، ويقوم التنظيم بعمليات واسعة جدًا لتجنيد الصغار الذين أصبحوا
قنابل موقوتة، سوف تنفجر في أقرب وقت والأمثلة كثيرة شاهدتها في أشرطة فيديو بثها
تنظيم داعش، وهو يصور أطفالهم وهم يقومون بعمليات إعدام للأسرى وقنص الجنود
السوريين والعراقيين، بالإضافة إلى التدريب عن طريق الاقتناع بالقيام بالعمليات
الانتحارية وحمل الأحزمة الناسفة.
«الخطر الحقيقي»، ليس في أعضاء التنظيم أنفسهم لأنه من السهل على
المدى القريب أو على المدى البعيد القضاء على هذا التنظيم الإرهابي، ولكن الخطر
الحقيقي، يكمن في هؤلاء الأطفال الأبرياء في المستقبل، فسوف يتحولون إلى قنابل
موقوتة لا يعلم أحد أين ومتى سوف تنفجر؟، فقد تشبع هؤلاء الصغار بالأفكار
الإرهابية ويحتاجون إلى سنوات طويلة لإعادة ترتيب أفكارهم وعودتهم إلى الحياة
الطبيعية، إذا أردنا أن نمحو من ذاكرتهم الأفكار الإرهابية التي زرعها فيهم هذا
التنظيم.
الإحصائيات والتقارير الواردة عن هؤلاء الأطفال والذين يطلق عليهم
أشبال الخلافة كثيرة جدًا ومفزعة لأبعد الحدود فعددهم وصل إلى الآلاف، منهم من قتل
في عمليات عسكرية بعد أن استخدمهم التنظيم في عملياته ومنهم من فجر نفسه ومنهم من
يستخدم كقاتل محترف يقطع رؤوس الأسرى ومنهم من يغتصب النساء بحجة أنهن لسن مسلمات
وغيرها من العمليات التي لا يصدقها عقل، فقد استطاع تنظيم داعش أن يقتل البراءة
داخل هؤلاء الأطفال، وأن يحولهم إلى وحوش كاسرة، لا تعرف معنى الرحمة ولا الضمير
وعلينا من الآن أن نكون مستعدين لإعادة هؤلاء الأطفال إلى طبيعتهم التي فطرهم الله
عليها قبل أن يتحولوا إلى قنابل سوف تنفجر في وجوهنا جميعًا.