لا تندهش إذا سمعت يوماً خبراً تتناقله الفضائيات ووكالات الأنباء والصحف العربية والأجنبية، بترشيح حكومة قطر للشيخ يوسف القرضاوي مندوباً دائماً لها بمقر أمانة الجامعة العربية بالقاهرة، وممثلاً لها في اجتماعات المندوبين الدائمين، ومتحدثاً بلسانها وباسمها في هذه الاجتماعات، باعتباره خير من يقوم بهذه المهمة، وأكثر من أي قطري - جنسية ومولداً - انتماء أصيلاً لدويلة قطر.
فلا تندهش من إمكانية إقدام دولة قطر على اتخاذ هذا القرار، خاصة وأنها أصدرت قراراً باختيار وتعيين أسامة القرضاوي، نجل الشيخ يوسف القرضاوي، في سفارتها بالقاهرة، وفي منصب نائب السفير، وإذا كان الابن جديراً بتولّي هذا المنصب الدبلوماسي الرفيع ليصبح خلال شهور على أبواب منصب سفير قطر بالقاهرة، فليس غريباً أن يتولّى الأب هذا المنصب لجمع شمل أسرة القرضاوي على أرض مصر من جديد، فالشيخ يوسف القرضاوي - أو بمعنى آخر الشيخ يوسف الربعاوي - بعد أن رفع إشارة رابعة العدوية في آخر اجتماع للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمتحدث الرسمي الآن باسم ولسان دولة قطر، ينتظر - بل يتحيّن - الفرصة المناسبة للعودة لأرض مصر متحصِّناً بالحصانة الدبلوماسية ومندوباً لقطر بالجامعة العربية، حتى لا يملك الشعب المصري رفض وجوده، أو تسعى السلطات الأمنية إلى ملاحقته ومحاسبته عن جرائم التحريض على العنف ضد الجيش والشرطة، فالمندوب القطري الجديد بمقر أمانة الجامعة العربية سوف يسعى فور توليه هذا المنصب، إلى تنفيذ المخطط الذي فشلت الجماعة والتنظيم الدولي في تنفيذه، من خلال طرح الأزمة المصرية على طاولة المباحثات بالجامعة العربية، وأن يطلب القرضاوي نقل مقر الجامعة العربية من مكانه الحالي في ميدان التحرير، ميدان ثورتي 25 يناير و30 يونيو، إلى ميدان رابعة العدوية، الذي دنّسه الإخوان بجرائمهم وتعذيب خصومهم وقتلهم.
فالشيخ يوسف القرضاوي - فور توليه العمل كمندوب لقطر بالجامعة العربية - سيوجّه الدعوة إلى عتاة الإرهاب في العالم للجلوس على مائدة الحوار داخل الجماعة، لإقامة حوار الإرهاب بدلاً من حوار الأديان، وسيطلب إنشاء صندوق عربي تساهم فيه الدول العربية بمبالغ مالية كبيرة لدعم عتاة وقادة الإرهاب، سواء من المقيمين بالدوحة أو بتركيا أو بغزة، أو بغيرها من دول العالم، بل إن الشيخ القرضاوي سوف يسعى إلى نسف ميثاق جامعة الدول العربية وإعداد ميثاق جديد يشارك في وضعه أعضاء التنظيم الدولي للإخوان، وتمنح بموجبه تلك الجماعة صفة مراقب بالجامعة العربية، وربّما يتولّى القيادي الهارب بالدوحة - صديق القرضاوي، الإرهابي عاصم عبد الماجد - منصب الممثل الدائم لجماعة الإخوان بالجامعة العربية، فدويلة قطر سوف تسدي صنيعاً كبيراً للشيخ القرضاوي بهذا الاختيار، نظراً لما قدّمه لها مقابل الأموال التي أغدقت بها عليه طوال سنوات إقامته حتى الآن، كما سيسعى من خلال وقوفه على منبر الجامعة العربية بدلاً من منبر مسجده بالدوحة، لرد هذا الصنيع والجميل لدويلة قطر، مطالباً بأن تصبح هي الرئيس الدائم للجامعة العربية، وإلغاء مبدأ تداول الرئاسة بين الأقطار العربية، بل ربما يطالب شيوخ الاتحاد العالمي بإصدار فتوى تؤيد هذا القرار، وتبايع قطر لهذا المنصب العربي، فالشيخ يوسف القرضاوي - الذي حصد الكثير من الألقاب بسبب دفاعه عن جماعة الإخوان وإرهابها، ومنها: شيخ الفتنة والضلال، وشيخ التحريض، وعدو نفسه، وشيخ النفاق، وشيخ الخوارج - بعد أن تطاول على الأزهر الشريف، سوف يسعى لكي يحصد ألقاب جديدة تضاف إلى رصيده بهذا المنصب القطري، ومنها مندوب الشيطان، ومندوب الشر.
فالشيخ يوسف القرضاوي استطاع أن يقدّم لقطر أوراق اعتماده كمندوب دائم لها بالجامعة العربية، ولا يحتاج لأوراق اعتماد جديدة، لأن تاريخه يشهد بذلك، ويكفيه أنه باع وطنه الأصلي "مصر"، ودينه الإسلامي، من أجل إرضاء أرباب نعمته، ومرشده الأعلى، الذي قدّم له البيعة وعهد الطاعة والولاء، فالشيخ القرضاوي - فور صدور هذا القرار من حكومة قطر، وموافقة الأمين العام للجامعة العربية - سوف يردّد الأغنية المصرية المعروفة "والنبي لنكيد العزّال"، وبالطبع "العزّال" هم أهل مصر وشعبها صناع ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بأحلام القرضاوي، حيث كان يسعى لأن يصبح إماما وشيخاً للأزهر، فوصل به الحال لكي يصبح مندوباً لدويلة قطر بالجامعة العربية، وأنقذ الله الأزهر الشريف من مكائد هذه الجماعة الإرهابية، ومن القرضاوي، شيخ الفتنة والضلال، فالأزهر أحق بمن يستحقه، وقطر أحقّ بالقرضاوي مندوباً، لأن الطيور على أشكالها تقع.