فى البداية نتقدم بتعازينا الحارة لأسر الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عنا وعن الوطن بكمين دائرى الواحة بمدينة نصر، وكذلك لقيادتنا السياسية والعسكرية وجهاز الشرطة ولأسر الشهداء الذين سبقوهم أو سيلحقون بركابهم، فمعركتنا مع الإرهاب طويلة وشاقة، الأمر الذى يتطلب حشد كل الإمكانيات وفرز صفوفنا وحسن اختيار من يتولون أى مسئولية خلال هذه الفترة حتى يتم القضاء التام على الإرهاب والإرهابيين وقياداتهم، سواء فى الداخل أو الخارج، إننا فى حرب حقيقية مع الإرهاب وأعلنت حركة حسم مسئوليتها وهى إحدى الأذرع العسكرية - عن هذه العملية بكل بجاحة ووقاحة، والتى شكلتها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، هذا بخلاف المنظمات الإرهابية الأخرى التى خرجت من أحشائها كالقاعدة وداعش كمنظمة أم وتقدم لهم كل الدعم المادى والعتاد والرجال والمعلومات فى عملياتها كتنظيم أنصار بيت المقدس (داعش سيناء).
وكشفت التحريات الأولية أن عدد العناصر الإرهابية الذين ارتكبوا الحادث قرابة ثمانية أفراد، وكانوا يستقلون سيارتين مساء أول مايو الجارى وقاموا بالاقتراب من القول الأمنى المتحرك، وأمطروه بزخات من الرصاص خلال مروره بميدان محمد زكى بطريق الواحة بتقاطعه مع الطريق الدائرى بدائرة قسم شرطة أول مدينة نصر، وباغتوه مما أدى إلى استشهاد النقيب محمد عادل وهبه السيد من قوة إدارة تأمين الطرق بمديرية أمن القاهرة، والنقيب أيمن حاتم عبدالحميد رفعت من قوة مباحث قسم عين شمس وأمين الشرطة شعبان محمد عبدالحميد من قوة إدارة تأمين الطرق بمديرية أمن القاهرة هذا بخلاف إصابة ٥ مجندين آخرين من القوة الأمنية المرافقة، وحدوث تلفيات بالسيارتين إلى جانب قيام المهاجمين بالاستيلاء على ٢ سلاح آلى وواقى من الرصاص، ولم يخف مسئولون بجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية عن سعادتهم بهذه العملية الغادرة والخسيسة نظرًا للصلة الوثيقة التى تربط حسم بالجماعة الأم باعتبارها أحد أجنحتها العسكرية، وظهر هذا بجلاء من خلال تعليقات عز الدين دويدار أحد القيادات الإعلامية بجبهة محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، والذى أشرف على تأسيس هذه اللجان كأذرع عسكرية للجماعة، والذى لقى حتفه فى تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة بإحدى شقق البساتين بالقاهرة؛ حيث نشر سلسلة تدوينات عبر حسابه الخاص؛ حيث أكد أن هذه أول عملية استهداف من قبل فرقة العمليات الخاصة بحركة حسم وقال أيضًا: «حركة حسم بتقول إن عملية استهداف القول الأمنى أمس اللى أسفرت عن ٣ قتلى وتدمير سيارتين واغتنام المهاجمين لأسلحة الكمين فى قلب القاهرة دى كانت أول عملية لفرقة العمليات الخاصة بالحركة»، ثم تدوينة أخرى «ستة بستة والبادى أظلم»، كما أن قناة «وطن» التابعة لجماعة الإخوان أفردت مساحة لبيان حركة «حسم»، وإذاعته فى نشرتها الإخبارية ووصفت شهداء الشرطة بالقتلى وعودة للوراء سنجد أن هذه اللجان النوعية قام بتشكيلها الطبيب محمد كمال عضو مكتب الإرشاد والمسئول عن اللجنة الإدارية للجماعة، كلجان مسلحة عقب عزل محمد مرسى، وتم اختيارهم بعناية فائقة من خلال مشاركتهم فى تأمين اعتصامى رابعة والنهضة؛ حيث كانوا يحملون الأسلحة البيضاء والعصى إلى جانب الأسلحة التى كانت مخبأة بمقار الاعتصام تمهيدًا لاستخدامها فى التصدى للشرطة، وهذا ما حدث لحظة فض الاعتصام، كما أنهم تلقوا تدريبات بمقر الاعتصام، ثم أسندوا لهم حماية المقار وتأمين المسيرات التى كان ينظمها تحالف دعم الشرعية كل يوم جمعة، وكانوا مسلحين بالقنابل التى يلقونها لحظة أى اشتباك مع قوات الأمن، وكانوا يطلقون على أنفسهم بالمجهولين ونجحت قوات الأمن فى القبض على ٦٤ من قادة هذه اللجان خاصة بالإسكندرية، وتم إحالتهم للقضاء العسكرى واعترفوا اعترافات تفصيلية بذلك، ومن بين الاعتراف أنهم كانوا يتلقون تدريبات عسكرية وبدنية بقرية «الأندلسية» بمرسى مطروح، والتى قامت الجامعة بإقامتها بأموال بعض النقابات المهنية، ومن خلال شركات المقاولات الإخوانجية وقطع الأرض التى تم تخصيصها لهم بالمجان على ذمة النقابات المهنية التى كانوا يسيطرون عليها، وما زالت هذه الشركات تمارس نشاطها وتتاجر فى الأراضى والشقق. ثم ظهرت «حركة المقاومة الشعبية»، وهى إحدى اللجان النوعية والتى قامت بعملياتها بمحافظتى القاهرة والفيوم، وأعلنت مسئوليتها عن بعض العمليات الإرهابية كإلقاء قنبلة أمام قسم الطالبية، واستهداف رجال الشرطة بمحافظة الفيوم. ثم حركة «لواء ثوار»، التى أعلنت مسئوليتها عن كمين السادات بالمنوفية، ثم أخيرًا حركة «حسم»، التى أشارت فى بياناتها إلى ظهورها فى يوليو ٢٠١٦، وقامت بعمليات محاولة اغتيال الشيخ على جمعة والنائب العام المساعد ونجحت فى اغتيال رئيس مباحث طامية بالفيوم، وتسعى إلى توثيق عملياتها بمجموعة من الصور ومقاطع الفيديو على غرار ما تقوم به داعش فى سيناء، ثم «لواء الثورة»، والتى نفذت عملية واحدة وهى الهجوم على كمين شرطة العجيزى بالمنوفية، والذى أسفر عن استشهاد فردى أمن، وإصابة ٤، وثم توثيق فيديو لهذه المجموعة أصدرت بيانًا عقب مقتل محمد كمال، أشارت فيه إلى ارتباطها بحركة «حسم»، وأنها ستثأر لقائدها محمد كمال، نعم لدينا دولة قوية وجيش أقوى وجهاز شرطة استرد عافيته واصطفاف شعبى خلف قيادتنا، ولكن لابد من التفكير من خلال لجنة مكافحة الإرهاب فى الاستفادة من طاقات وإمكانيات وعبقرية المواطن المصرى فى التصدى للإرهاب، وتجربة تحالف القبائل فى سيناء الذى يضم ٣٠ قبيلة لمواجهة داعش وأنصار بيت المقدس، تجربة سخية يجب الاستفادة منها من تسليمنا بالاختلاف فى ظروف نشأة هذا التحالف، والذى كان رد فعل طبيعى ومنطقى على جرائم هذه العصابات المسلحة، والتى وصلت إلى اختطاف أبنائهم ونحرهم فى الميادين العامة بتهمة التعاون مع جيشنا الوطنى، وأبسط المشاركة الشعبية ضرورة التوعية بالإبلاغ عن أى تحركات مشبوهة للعناصر الإرهابية التى ما زالت تعيش بيننا وعدم التعاون معها؛ لأنها تعتمد على بساطة المواطن فى تجميع المعلومات والاختباء... إلخ.. وبالنقاش والحوار سنصل إلى أشكال عدة للدعم الشعبى فى التصدى للإرهاب والإرهابيين، ولا يفهم أننا نطالب بشكل محدد إنما علينا التفكير، فلا يُعقل أن تترك جيشنا البطل وجهاز الشرطة وحدهما فى التصدى لهؤلاء الخونة، إنما علينا أن نتحول جميعا إلى خلية نحل، وحينما يجد الإرهابيين أنفسهم وأعوانهم وأسرهم محاصرين ومنبوذين ومقاطعين من كل فئات المجتمع، سيكون لهذا أثر بالغ فى نفوسهم، وسيتم محاصرتهم واقتلاعهم من مجتمعنا لأنهم لا يستحقون أن يعيشوا بيننا.