الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

الأزهر والأوقاف: مشاركة المرأة في الاستحقاقات الوطنية تساهم في تصحيح مسيرة الوطن

القافلة الدعوية بمحافظة
القافلة الدعوية بمحافظة الإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد علماء الأزهر والأوقاف المشاركون في القافلة الدعوية بمحافظة الإسكندرية في خطبة الجمعة التي ألقيت اليوم تحت عنوان "دور المرأة في المشاركة السياسية" أن الوطن في حاجة ماسة إلى جهود كل أبنائه وأطيافه، رجالاً ونساءً، شيوخًا وشبابًا، في تكامل وتنسيق، كلٌ يدلي بدلوه ويضرب بسهمه في خدمة الوطن وقضاياه، غير متجاهل أي فريق أو مقلل من جهده وعطائه، مهما كانت درجة هذا الجهد.
وشدد العلماء على أن الوطن يحتاج إلى خبرة الشيوخ وجهود المرأة ومشاركتها الإيجابية كما أنه لا غنى عن عطاء الرجل وتفانيه في خدمة وطنه، وقد عرف التاريخ الإسلامي والتاريخ الإنساني شخصيات نسائية كان لها دورها البارز ليس في محيطها الجغرافي أو الزمني فحسب، وإنما كانت ذات تأثير كبير في تاريخ الإنسانية.
وقال العلماء إننا عندما نتحدث عن فرض الكفاية "الوطني" وفرض الكفاية "المهني" فإننا لا يمكن أن نُقصر ذلك على الرجال دون النساء، ولفتوا الى أن دور النساء في العمل الوطني والخيري والتطوعي قد يسبق عمل الرجال، فالطبيبات إلى جانب الأطباء، والمعلمات إلى جانب المعلمين، والمهندسات إلى جانب المهندسين، والفنيات إلى جانب الفنيين يُكمل بعضهم بعضًا في أداء الرسالة والواجب المهني، إضافة إلى العاملات اللائي يقفن إلى جوار أزواجهن في المصانع والمعامل والحقول، ما يجعلنا نؤكد أن المرأة تسهم إسهامًا جيدًا في تحقيق فرض الكفاية الوطني والمهني. 
وتحدث الدكتور نادي حسن الأستاذ بجامعة الأزهر في خطبة الجمعة بمسجد (سيدي المرسي أبوالعباس) عن نماذج من النساء تحدث عنهم القرآن ومنهن (مريم ابنة عمران عليها السلام)، أو عن آسيا امرأة فرعون، أو عن ملكة سبأ، نجد أننا أمام نساء كان لهن دور بارز في التاريخ الإنساني، وكذلك عندما نقرأ في سير زوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) من أمثال السيدة عائشة رضي الله عنها والسيدة خديجة رضي الله عنها، أو نقرأ "قصص" بعض الصحابيات أو التابعيات أو من كان لهن دور عبر الكفاح الوطني في مصر أو غيرها من دول العالم.

وأكد الدكتور سيف رجب قزامل على ضرورة مشاركة المرأة في الاستحقاقات الوطنية المقبلة التي يكون في مقدمتها الاستفتاء على الدستور، ثم الانتخابات البرلمانية والرئاسية بغض النظر عن التقديم أو التأخير في ترتيبها، وتابع: "بما أن المرأة تمثل نحو نصف المجتمع بنسبة تزيد على 49% من القوة التصويتية، فإن مشاركتها أو صوتها قد يكون حاسمًا في تصحيح مسيرة الوطن وتمكينه من تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها  إلى مرحلة الأمن والاستقرار والتقدم والرخاء".
وعن عناية الإسلام بالمرأة وإكرامه لها قال الشيخ محمد عزالدين وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة: "لقد رفع الإسلام مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ مؤكدًا أن النساء في الإسلام شقائق الرجال، خُلقن من أصل واحد، خلقن من ذكر وأنثى، يَسعد كل منهما بالآخر، ويأنس به في هذه الحياة، فالنساء والرجال في الإنسانية سواء، وهي معه في جانب العبادات على قدم المساواة وعلى ذلك فالمرأة قسيمة الرجل في الأحكام الشرعية، لها ما له من الحقوق، وعليها أيضًا من الواجبات ما يلائم تكوينها وفطرتها. 

وأكد عزالدين، أن البشرية لم تعرف دينًا ولا حضارةً عنيت بالمرأة أجمل عناية وأتم رعاية كالإسلام؛ فقد تحدث عن المرأة وأكد على مكانتها وعظم منزلتها، وجعلها مرفوعة الرأس عالية القدر، لها الاعتبار الأسمى والمقام الأعلى، حيث تتمتع بشخصية محترمة وحقوق مقررة وواجبات معتبرة. 
وتابع عزالدين: "ومع هذا فقد كلّفها الله عز وجل، مثلما كلّف الرجل سواء بسواء، إلا ما كان خاصًّا بها ويتناسب مع فطرتها، رحمةً بها ومراعاة لضعفها، هي كالرجل في المطالبة بالتكاليف الشرعية، وما يترتَّب عليها من جزاءات أو عقوبات، ولقد بلغ من تكريم الإسلام للمرأة أن خصص لها سورة من القرآن سماها سورة "النساء" فدلَّ ذلك على اهتمام الإسلام بالمرأة اهتمامًا كبيرًا، بخلاف ما كان عليه أمرها في الجاهلية قبل الإسلام. 

وقال الدكتور عبدالمنعم أبوشعيشع وكيل كلية أصول الدين بطنطا، إن الإسلام حرص أشد الحرص على حفظ كرامة المرأة، واحترام شخصيتها المعنوية، وسواها بالرجل في أهلية الوجوب والأداء، وأثبت لها حقها في التصرف ومباشرة جميع الحقوق كحق البيع، وحق الشراء وغير ذلك. 
وأضاف أن المرأة في ظل تعاليم الإسلام القويمة وتوجيهاتِه الحكيمة تعيش حياةً كريمة في مجتمعها المسلم، حياةً مِلؤها الحفاوةُ والتكريم من أوَّل يوم تقدُم فيه إلى هذه الحياة، مُرورًا بكل حال من أحوال حياتها، أمًا كانت أو بنتًا أو أختًا أو زوجة.

وأشار إلى أن الإسلام جعل للمرأة حقوقًا عظيمةً على زوجها، من المعاشرة بالمعروف والإحسان والرفق والإكرام، لأنها تقوم بعمل عظيم في بيتها، ألا وهو تربية الأولاد الذين يتكوَّن منهم المجتمع، ومن المجتمع تتكون الدولة المسلمة، مؤكدًا أن صلاح المجتمع بصلاحها، وفساده بفسادها.