الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الفيس اللعين.. والمستقبل الجميل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حاولت أن أخرج عن رتابة الحياة.. طالعت بعض الرسائل التى وصلتنى فى الأيام الأخيرة.. عشت مع ذكريات الأيام من خلال موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، ووسط ذلك كله قضيت ساعاتٍ مليئة بالأمل والتفاؤل مع إبداعات شباب يتطلعون إلى المستقبل من خلال عالم مفتوح أمامهم يدعوهم للفرح والانطلاق، لكن «الفيس» أبى إلا أن ينكد على شخصى الضعيف ليفاجئنى عندما فتحته منذ أيام بما كتبته منذ أعوام.. ما رأيكم لو سمح وقتكم بجولة سريعة قد يكون فيها ما يحمل أملًا وسط صخب الحياة؟.. توكلنا على الله.
سنين ومرت.. والزلزال يزداد
لستُ ممن تفتنهم بعض العبارات، ولا أميل إلى أن أردد كما يقولون: «ما أشبه الليلة بالبارحة» لكننى ضبطتُ نفسى متورطا فى ترديدها عندما فوجئت بصفحتى على «فيسبوك» تذكرنى منذ أيام، بما نشرته على الصفحة منذ ثلاث سنوات.
«زلزال الأسعار يشعل الوطن».. هكذا كان عنوان موضوع طويل عريض كتبته على الصفحة عن خطوات جنونية أقدمت عليها الحكومة آنذاك أربكت حسابات المصريين، وكان من بين ما كتبته فقرة تقول: «دون أدنى اهتمام بالرأى العام وبالقوى الفاعلة فى المجتمع، أعلنت الحكومة أنها تتجه نحو تحرير أسعار الطاقة أو بمعنى أدق إلغاء الدعم من خلال زيادة أسعار كل أصناف البنزين والسولار، كما قررت الحكومة زيادة سعر الغاز للمنازل وبررت كل ذلك بدعوى ترشيد الطاقة، بينما قال شريف إسماعيل وزير البترول، فى حوار تليفزيونى (٢٤ إبريل ٢٠١٤): «إن القرار يستهدف توحيد سعرى أسطوانة البوتاجاز والغاز الطبيعى» وإذا أخذنا بتخريجة الوزير يمكن أن تفاجئنا الحكومة غدا برفع أسعار السكك الحديدية لتتوحد مع سعر تذكرة الطائرة مثلا!!
وانفجرت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى ترفض قرارات الحكومة التى صدرت فى توقيت غير مناسب، وفى ظل ارتفاع رهيب فى أسعار الخضراوات والسلع الرئيسية، فعلًا ما أشبه الليلة بالبارحة خاصةً فى ظل وجود بعثة الصندوق اللى منورة القاهرة العامرة واللى مشرفانا من كام يوم وتغادرنا خلال أيام.. منك لله أيها الفيس اللعين.. هو أنا نسيت علشان تفكرنى؟!
أوهام غادة والى
الوزيرة غادة والى «جابت لى الكلام».. تلقيت رسالة غاضبة من القارئ الكريم «سمير. ع. أ»، يعلق على فقرة فى مقال السبت ٨ إبريل الماضى، تضمنت تصريحًا للوزيرة، تقول فيه: «إن الحكومة لم تقترب من سعر تذكرة المترو بالنسبة لأصحاب المعاشات، وأبقت عليها بجنيه كما هى»، ولأن عم سمير من أصحاب المعاشات وبيته «خبط لزق» جنب محطة مترو منشية الصدر، توجه لزيارة ابنته وتقدم لشباك التذاكر يحمل جنيهًا فى يد وبطاقته الشخصية فى اليد الأخرى، فإذا بمحصل التذاكر يقول له: «إيه ده ياعم الحاج»، ورد عم الحاج شارحًا للمحصل كلام الوزيرة، وبصراحة كان موظف الشباك محترمًا ورد بلباقة: «أنا آسف ياحاج.. مفيش تعليمات بكدة.. التعليمات اللى عندى متعلقة قدامك ومفيهاش الكلام ده.. معلش وزرا كتير واخدين على طق الحنك».
هذا هو باختصار ما تلقيته من الحاج سمير.. فما رأى الحاج شريف إسماعيل، خاصةً أن الوزيرة أعلنت فى تصريحها آنذاك أنها «اقترحت ذلك على رئيس الوزراء الذى وافق فورًا، وما على صاحب المعاش سوى إبراز بطاقته الشخصية لموظف الشباك».. إنا لمنتظرون فماذا أنتم قائلون أيها المسئولون؟
طاقة نور وشباب واعد
ما هذا الجمال؟.. أكثر من ٤٠٠ صورة فوتوغرافية تزين جدران القاعة الرئيسية بالجامعة البريطانية، التقطتها عدسات نحو ٢٥٠ طالبًا وطالبة من أبناء كلية الإعلام بالجامعة، ولا تستطيع عندما تتأملها إلا أن تعيش لحظات من الثقة فى مستقبل الشباب وقدرتهم على التعبير بالكاميرا بهذا الشكل الجميل كما لو كنتَ تشاهد صورًا ناطقة بالحياة فعلًا.. واستحق يوم الثلاثاء الماضى، أن يكون يومًا للتفاؤل بدعوة كريمة من الصديق الدكتور محمد شومان عميد الكلية، فى الاحتفال بمهرجان الإبداع الفنى والتصوير بعنوان «وجوه من مصر»، التى أشرفت عليه الدكتورة فاطمة فهمى، ولم يتجاوز الفنان الدكتور رضا عبد السلام الحقيقة، حين قال: «إن الشباب قدموا مستوى رائعًا من التعامل مع الكاميرا، وأكدوا أنهم منافسون حقيقيون للمحترفين، لدرجة تجعلنا نطمئن على مستقبل الشباب ومستقبل فن التصوير أيضًا».
واكتمل الحفل الجميل بعرض «بانتومايم» مبهر لاثنين من شباب الكلية، إسلام عباس ومحمد سعد، وإذا كان العرض أبهرنى بالفعل كمجرد متذوق، فإنه أيضًا كان مفاجئًا لنخبة من كبار المخرجين وأساتذة فنون المسرح والسينما، بينهم المخرج الدكتور سمير سيف والفنان الدكتور أشرف زكى وعميد المصورين السينمائيين سمير فرج والمخرج التليفزيونى مسعد فودة.. جميعهم أشادوا بمستوى الأداء، خاصةً إذا علمنا أن العرض تم أمامنا بعد تدريب ذاتى وبدون مخرج.. وجميعهم أيضًا أشاد بما أعلنه رجل الصناعة ورئيس مجلس أمناء الجامعة محمد فريد خميس عن فتح استديوهات كلية الإعلام لطلاب الكلية بالمجان للقيام بكل مراحل إنتاج أفلامهم من مونتاج وخلافه، كما سيتم تنظيم استفادة الشباب من كل الجامعات والنقابات من هذه الخدمة المجانية.
●●●
كلمة أخيرة.. لسنا سوى عابرى سبيل فى هذه الحياة فلنحاول أن نجعل العابرين بعدنا يذكروننا بكل خير.. وسلامًا على الصابرين.