الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بعد العائلة المقدسة.. مصر تستقبل بابا الفاتيكان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأسبوع الماضى عاشت مصر حدثين سياسيين مهمين وناجحين على المستويين المحلى والدولى. فعلى المستوى المحلى كان المؤتمر الدورى الثالث للشباب فى الإسماعيلية، وهو بمثابة تجربة قادها الرئيس السيسى لمد الجسور العميقة بين الشباب والدولة، وكانت كلمات الرئيس كعادته صادقة ومؤثرة، وهو يقدم التحية لشعب مصر العظيم الذين صبروا وثابروا وتحملوا الكثير من التحديات والصعوبات الاقتصادية من أجل الحفاظ على مصر.
وقد أعلن الرئيس السيسى أن جميع المشروعات القومية الكبرى التى وعد بتنفيذها منذ أن تولى المسئولية، سوف يتم الانتهاء منها تمامًا فى منتصف ٢٠١٨ سواء بالنسبة لمشروع تنمية قناة السويس أو شبكة الطرق والكبارى أو مشروع استصلاح وزراعة ١.٥ مليون فدان أو شبكة الكهرباء أو مشروعات الإسكان والطرق والكبارى والأنفاق، أو تنمية سيناء أو مشروعات الأمن الغذائى مثل الثروة السمكية والحيوانية وزراعة ١٠٠ ألف صوبة بالخضر والفاكهة. وأشار الرئيس إلى أن مشروعات التنمية تستهدف تحسين معيشة المواطنين، وتوفير فرص العمل للشباب. وأكد الرئيس السيسى أن برنامج الإصلاح الاقتصادى يبشر بنتائج إيجابية، كما وعد الرئيس بطرح سلع غذائية بأسعار مخفضة فى الأسواق قبل شهر رمضان.
وقد طمأن الرئيس السيسى شعب مصر، على خير أجناد الأرض من قوات إنفاذ القانون من رجال الجيش والشرطة، وأن الوضع فى سيناء آمن وتحت السيطرة، كما أشار إلى زيادة القدرات الدفاعية لحماية مصر من التهديدات المتصاعدة، مؤكدًا دور القوات المسلحة التنموى الموازى للدولة.
أما الحدث السياسى الدولى، فكان فى الزيارة التاريخية التى قام بها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان، وقد استقبله الرئيس السيسى فى قصر الاتحادية حيث بحث البابا فرنسيس مع الرئيس أزمات الشرق الأوسط، وكيفية تحقيق السلام والتعايش السلمى المشترك ومحاربة التطرف الدينى بالحكمة والموعظة الحسنة.
ثم قام البابا فرنسيس بزيارة مشيخة الأزهر الشريف، وشارك فى الجلسة الختامية لمؤتمر السلام العالمى، كما التقى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وشارك البابا فرنسيس فى الصلاة على أرواح شهداء الإرهاب فى الكنيسة البطرسية.
وقد أكد البابا فرنسيس فى مباحثاته مع الرئيس السيسى، أن تاريخ البشرية يشهد على دور مصر فى مواجهة الإرهاب.
وقد رحب الرئيس السيسى بقداسة بابا الفاتيكان، معربًا عن تقديره لشخصه ولمواقفه الدولية المستندة إلى القيم والمبادئ الروحية والإنسانية، وأعرب البابا فرنسيس عن سعادته بزيارة مصر، مشيرًا إلى إسهاماتها القيمة فى تاريخ البشرية، وسعيها لتحقيق السلام ودور مصر فى الشرق الأوسط من أجل تسوية المشاكل المعقدة. وأشار البابا فرنسيس إلى دعمه لجهود مصر فى مواجهة العنف والإرهاب بالإضافة إلى جهود مصر فى تحقيق التنمية والازدهار والسلام.
إن استقبال مصر لقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان على أرض السلام ليس بجديد على مصر وشعبها. فقد استقبلت مصر من قبل العائلة المقدسة على أرضها الطيبة.. ورحبت مصر وشعبها بالسيد المسيح عليه السلام وأمه السيدة مريم البتول.
ولأن قداسة بابا الفاتيكان يحب شعب مصر ويحترم الإسلام قال فى بداية رسالته لشعب مصر: «السلام عليكم» وختم رسالته بـ«تحيا مصر» وكانت محل تقدير من الحضور.
وكلمات البابا جسدت تاريخ مصر وعبرت عن مكانتها فى العالم.. وكلمات البابا فرنسيس عبرت بصدق عن حبه لهذا الوطن، ولنتأمل ماذا قال البابا عن مصر المحروسة: «بقلبى فرح، سأزور وطنكم العزيز مهد الحضارة وهبة النيل وأرض الشمس والضيافة، حيث عاش الآباء البطاركة والأنبياء وحيث أسمع الله صوته لموسى عليه السلام».
«مصر التى أنقذت الشعوب من المجاعة فى زمن يوسف مدعوة لإنقاذ المنطقة من مجاعة المحبة والإخوة مشيرًا إلى أن مصر أم الدنيا».
«مصر ستظل نموذجًا للإسلام المعتدل».
«مصر كانت منذ أكثر من ألفى عام ملجأ وملاذًا للعائلة المقدسة للسيد المسيح وأمه مريم عليهما السلام».
«مصر أم الدنيا تبنى بيد السلام وبالأخرى تحارب الإرهاب».
أشاد بابا الفاتيكان بمصر وتاريخها وحضارتها وموقعها الجغرافى.
بالتأكيد إن زيارة بابا الفاتيكان للقاهرة زيارة تاريخية بمثابة أضخم حملة دعائية ترويجية للسياحة فى مصر خاصة السياحة الدينية، وأكدت الزيارة أيضًا وأثبتت للعالم أن مصر آمنة ومستقرة.
كل الشكر والتقدير لكل من ساهم فى نجاح زيارة بابا الفاتيكان لمصر بدءًا من القيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة، وانتهاء بالتنظيم الرائع والإخراج المبهر لـ«صلاة القداس الإلهى» التى أقامها البابا فرنسيس فى ستاد الدفاع الجوى، وهو انتصار جديد لإدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة على الصورة الحضارية والمشرفة التى ظهر بها شعب مصر فى ستاد الدفاع الجوى.
إن نجاح زيارة بابا الفاتيكان لمصر، هو نجاح وانتصار سياسى واقتصادى وسياحى ودينى لمصر المحروسة.