الأربعاء 09 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

الشيخ علي الأزهري في حواره لـ"البوابة نيوز": مكة لم تعرف المسيحية قبل بعثة النبي.. والحج إلى مكة فقط كما حدده القرآن.. وصيام رمضان فريضة اجتمعت عليها الأمم.. وحد الردة موجود قبل الإسلام

قال: «لا أحد يضمن لنفسه الجنة»

الدكتور عـلى محمد
الدكتور عـلى محمد الأزهرى، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور عـلى محمد الأزهرى، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أن الكفر بعقيدة الآخرين هو أمر متبع عند الجميع، مشيرا إلى أن الكنائس والمعابد دور عبادة لهم لا يجوز لنا الاعتداء عليها، ولقد رد سيدنا عمرو بن العاص الكنائس للأنبا بنيامين عندما دخل مصر، وكانت هناك حرب ضروس بين المسيحيين فيما بينهم قبل الفتح العربى، واستمرت كثيرًا فرّ على إثرها بنيامين واختفى فى كهف من كهوف العريش، فلما دخل عمرو بن العاص علم بما حدث بينهم فأرسل فى طلبه وأمنه وأكرمه ورد عليه الكنائس.
وأكد الدكتور الأزهرى أن هناك ضوابط للتكفير، كما أن هناك فارقًا بين الكفر وبين البغى والظلم، فلا يستطيع أحد أن يُكفر ما لم يكفره الله ورسوله، فالتكفير هو أن تُنكر أمرًا معلومًا من الدين بالضرورة كركن من أركان الإسلام كالشهادتين أو الصلاة أو الصيام أو الزكاة أو الحج، وهؤلاء لم ينكروا معلومًا من الدين بالضرورة، كما أن الخوارج لم يكفرهم الإمام على رغم خروجهم عليه.
الأطباء أصحاب الفصل فى مدة الحمل
وقال الأزهري: إن مدة الحمل مسألة مردها للطب، حيث قال ابن رشد: «وهذه المسألة مرجوع فيها إلى العادة، والتجربة، وقول ابن عبدالحكم، وكذلك الظاهرية: هو أقرب إلى المعتاد، والحُكم فيها أن يكون بالمعتاد، لا بالنادر، وقال ابن عبدالبر رحمه الله: «وهذه مسألة لا أصل لها إلا الاجتهاد ، والرد إلى ما عُرف من أمر النساء»، وحينئذ يمكن الاعتذار عن العلماء الذين قالوا بجواز المدة الطويلة ، بأنهم بنوا ذلك على أخبار ظنوا حينئذ ثبوتها، وبنوا الأمر على السلامة، مشددًا إذا أقر الطب جواز وقوع الحمل حتى فى عشر سنوات فلا يمكن أن أُنكر ولا أنت أيضًا لأن الأمر أصبح تجريبًا مُلاحظًا ولا دخل للحكم منا.
علينا أن نقر بما جاء فى القرآن الكريم الذى أقرت آياته بأن هناك تحريفًا قام به البعض منهم، لقوله تعالي: «ومن الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا»، وقوله أيضا: «فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلاً».
حد الردة شرع فى كتب غير المسلمين أيضًا
وتابع الأزهري: كما قلت لك قبل ذلك هل تريد وفق الشرع أم وفق هواك، الردة موجودة فى جميع الديانات ومن ذلك ما جاء فى سفر التثنية ٦: ١٣ (وإذا أغواك سرا أخوك ابن أمك أو ابنك أو ابنتك أو امرأة حضنك أو صاحبك الذى مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك أو البعيدين عنك من أقصاء الأرض إلى أقصائها . فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره . بل قتلا تقتله. يدك تكون عليه أولًا لقتله ثم أيدى جميع الشعب أخيرًا . ترجمه بالحجارة حتى يموت. لأنه التمس أن يطوّحك عن الرب إلهك الذى أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية)، كما أن العهدين القديم والجديد فيهما الكثير من حد الردة.
مصطلح أهل الذمة يسقط عن جميع المسيحيين لمشاركتهم فى الدفاع عن الوطن
الجزية لها شروط، من أبرزها أنها تؤخذ مقابل الحماية، فإن اشترك فى الخدمة الإلزامية ووقف على الحدود سقطت عنه الجزية، والذى يقول بفرضها أو إسقاطها الحاكم ولى الأمر.
لا أحد يضمن لنفسه الجنة، إلا أننا نسير وفق تعاليم القرآن والتى قالت إن القبول مرتبط بالإسلام لقوله تعالي: «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ».
مكة لم تعرف المسيحية قبل عهد النبي
لم تكن النصرانية منتشرة فى مكة، إبان عهد النبى، وما يزعمه بأن ورقة كان نصرانيًا مردود عليه بقول ورقة فى الأثر: «قدوس قدوس، والذى نفس ورقة بيده، لئن كنت صدقتينى يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذى كان يأتى موسى، وإنه لنبى هذه الأمة، فقولى له: فليثبت، فقال الناموس الذى أُنزِل على موسى ولَم يقل عيسى ، كما أن اكتفاء النبى بخديجة زوجًا لا يعنى أنهما كانا على النصرانية فلم يقل الإسلام بفرضية التعدد، كما أنه ليس من المعقول أن يقال عن المسلم الذى تزوج بواحدة أنه مسيحي.
كما أن ورقة بن نوفل، هو أحد الحنفاء فى الجاهلية، حيث ورد فى حديقة البلاغة: «وكانت فيهم – العرب - الملّة الحنيفية الإسلامية، والشريعة الإبراهيمية، ومن أهلها كان قس بن ساعدة الإيادى، وورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو من بنى عدي».
ومما يدل على اعتناقه للتوحيد قوله لبعض أصحابه الذين رفضوا عبادة الأصنام: «تعلمون، والله ما قومكم على دين ، ولقد أخطأوا الحجة ، وتركوا دين إبراهيم، ما حجر تطيفون به؟ لا يسمع، ولا يبصر، ولا ينفع، ولا يضرُّ يا قوم التمسوا لأنفسكم الدين .
القرآن هو من حدد القبلة فى الحج
وأكد الأزهرى أن مسألة تقديس جبل الطور مستمدة من المعتقد اليهودى، وقد أثار هذا الأمر لغطًا شديدًا بين أطياف اليهود بسبب تكليم الله لموسى –عليه السلام- على هذا الجبل، وهل هو موجود فى سيناء أم لا؟ وكذا اختلف الناس فى تحديد الجبل المراد فى أى مكان فى سيناء، وأيضًا معلوم أن الرحال لا تُشدُ إلا لثلاثة مساجد، ولقد جاء فى الحديث المتفق عليه عن أبى هريرة -رضى الله عنه- عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى ومسجدى هذا «مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم» ).
وبالنسبة للشبهة المثارة من أن الحج يكون لجبل الطور وليس للبيت الحرام بمكة، والتى استندت فى دعواها أن الأنبياء والمرسلين كلهم قد ذهبوا إلى جبل الطور، ليست صحيحة على الإطلاق ، فقياسًا فإن عدد الأنبياء الذين اجتمعوا فى الأقصى يوم الإسراء يفوق من ذكرهم فى أمر الطور، كما أن الله عز وجل من حدد الحج بمكة حينما قال: «وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميقٍ»، «إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركة وهدى للعالمين»، وغيرها من الآيات التى تبين تلك الفريضة.
الرسول من حرم المتعة وليس عمر
الذى حرم المتعة هو الرسول، فعن سَبُرَة الجهنى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس إنى قد كنت أذنت لكم فى الاستمتاع ألا وإن الله قد حرمها إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فَلْيُخَل سبيلها، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا)، وعن على بن أبى طالب: (أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر ، وعن أكل لحوم الحُمر الإنسية)، وهذا الحديث موجود فى كتب الشيعة عن على بن أبى طالب: «حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن خيبر لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة».
صيام رمضان فريضة اجتمعت عليها الأمم فُرض صيام شهر رمضان فى السنة الثانية من الهجرة فى شعبان، وذكرت كتب التاريخ وأسفار العهد القديم والجديد أن قُدماء اليهود كانوا لا يكتفُون فى صيامهم بالامتناع عن الطّعام والشّراب من المَساء إلى المَساء، بل كانوا يُمَضُّون الصيام مضطجعين على الحَصى والتراب فى حزن عميق، واليهود المُعاصرون يصومون ستة أيام فى السَّنة، وأتقياؤهم يصومون شهرًا كاملًا وهم الآن يُفطرون كلّ أربع وعِشرين ساعة مرّة واحدة عند ظهور النّجوم، والنصارى يَصومون فى كل سنة أربعين يومًا اقتداء بالمَسيح عليه السّلام، وكان الأصل فى صيامهم الامتناعَ عن الأكل والشرب بَتاتًا، والإفطار كل أربع وعشرين ساعة، ثم قصَروه على الامتناع عن أكل كل ذى رُوح وما يَنتج منه.