الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ترامب.. مئة يوم كوارث

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المئة يوم الأولى لدونالد ترامب فى البيت الأبيض كانت كارثة، فهو لم يحقق شيئًا سوى غارة على قاعدة حربية سورية وتهديد كوريا الشمالية.
إذا كان لى أن أبدى رأيًا فأفضل ما فى المئة يوم هو وجود ريكس تيلرسون وزيرًا للخارجية وجيمس ماتيس وزيرًا للدفاع وجون كيلى وزيرًا للأمن القومى. الصحافة أطلقت عليهم «محور البالغين» أو الراشدين.
رأى الأمريكيين فى رئيسهم الجديد أهم من رأيي، وشعبيته هبطت تدريجيًا منذ تنصيبه رئيسًا فى ٢٠ كانون الثانى (يناير)، وأعتقد أنها الآن ٣٥ فى المئة، وربما ٣٤ فى المئة. مؤسسة «جالوب» أجرت استفتاء تبين منه أن ٤٥ فى المئة من الأمريكيين يرون أن ترامب يحافظ على وعوده أو تعهداته.
كانت الثقة بترامب قبل شهرين فقط ٦٢ فى المئة، وهبطت بنسبة ١٧ فى المئة الآن. فى الفترة ذاتها هبطت ثقة الأمريكيين بقدرة ترامب على إحداث التغيير الذى تحتاج إليه البلاد من ٥٣ فى المئة إلى ٤٦ فى المئة، وهبط عدد الناس الذين يعتقدون ترامب شريفًا ويستحق الثقة من ٤٢ فى المئة إلى ٣٦ فى المئة.
كتبت مرة بعد مرة عن تغريدات لترامب هاجم فيها الرئيس باراك أوباما، فلا أعود إليها، وإنما أختار قوله فى ١٧/٨/٢٠١١ أن أرقام أوباما فى استطلاعات الرأى العام وصلت إلى رقم قياسى فى الهبوط هو ٣٩ فى المئة، وعشنا لنرى رقم ترامب هذا الشهر ٣٥ فى المئة، ولعله الآن ٣٤ أو ٣٣ فى المئة.
ترامب قال فى تغريدة له فى ٩/١٠/٢٠١٢ إن تأييد أوباما يهبط بسرعة لذلك هو يفكر فى هجوم على ليبيا أو إيران. أوباما لم يفعل، وترامب اتهمه بأنه ينفق الملايين لإخفاء سجله فهو أقل الرؤساء الأمريكيين شفافية على الإطلاق. الواقع أن أوباما كشف سجله الضريبي، وأن ترامب لا يزال يرفض كشف ما لم يدفع للضرائب، رغم أنه بليونير.
وكان ترامب قال فى تغريدة فى ٧/١١/٢٠١٢ إن الندوة الانتخابية كارثة على الديمقراطية، وفاز بالرئاسة وفاخر بأنه حصل على «أعلى» نسبة من أصوات الندوة الانتخابية منذ رونالد ريجان.
الخبراء قالوا له فورًا إن سلفيه أوباما وقبله جورج بوش الابن حصلا على أصوات فى الندوة الانتخابية تفوق كثيرًا ما نال ترامب الذى خسر الأصوات الشعبية، فمنافسته هيلارى كلينتون حصلت على نحو ثلاثة ملايين صوت أكثر منه.
أغرب تغريدة لترامب عشية المئة يوم أنه أنجز المستحيل بأعلى أصوات فى الندوة الانتخابية، والآن يتكلمون عن سجله الضريبى. هو قال إنه سيعلنه ولم يفعل.
المشكلة فى كل ما سبق ليست الحديث عن الماضي، بل التوكؤ على المئة يوم الأولى لسبر غور المستقبل. هو فشل فى نقض الرعاية الصحية التى وضعها أوباما، وهناك ألف دليل ودليل على علاقة رجال حملته الانتخابية بروسيا، ومثلها أيضًا على تدخل روسيا فى انتخابات الرئاسة الأمريكية لمصلحة ترامب ضد كلينتون.
كان ترامب امتدح روسيا وقال إنه يعرف فلاديمير بوتين وحدثه، وبعد اشتداد الحملة عليه، قال إن العلاقات مع روسيا فى الحضيض لأن روسيا تتحالف مع سوريا. بل إنه أنكر أنه يعرف بوتين ناسيًا تصريحاته السابقة.
المئة يوم الأولى انتهت وغارات أمر بها ترامب قتلت عشرات النساء والأطفال فى سوريا والعراق وأفغانستان. والديمقراطيون قالوا إنهم سيعارضون خطط الرئيس الخاصة بالضرائب طالما أنه لم يكشف بعد سجله الضريبى.
الناطق الرئاسى شون سبايسر، قال إن الرئيس لن يكشف سجله. هذا يعنى أن خطة جديدة للضرائب وعد ترامب بإصدارها فى شباط (فبراير) الماضى، وبأن تكون أسهل من الخطة الحالية وتشمل ضرائب أقل لن تكون جاهزة حتى ما بعد الصيف.
لا بد أن ترامب يعرف أنه حاول وفشل، وربما قرر لتحويل الأنظار عن فشله دخول حرب مع كوريا الشمالية، ما يفتح أبواب الشر على العالم كله لا الشرق الأقصى وحده. ولعل «محور البالغين» يمنعه من المغامرة بفشل يفوق كل فشل له حتى الآن.
نقلا عن الحياة اللندنية