"الواد ده بتاعي.. اسمه على دراعي.. الواد ده عيوني.. شطة وكموني.. أنا عيني منه مركزه.. وده شاغل قلبي بأستذة.. دوبني برمش عنيه.. وقع قلبي ابن الإيه.. بس يا حلوة يا حلولة.. أحسن أديكي بالقلة.. بس يا حلوة ياهلهولة أنا ليه من الدرجة الأولى.. وهنجرى عالمأذون ونفرق شاى بلمون هوا وبس اللى حبيبى هيكون قسمتى ونصيبى".
للوهلة الأولى التي تسمع فيها تلك الكلمات يطرأ ببالك أنها كلمات من مشهد عراك لإحدى سيدات السوق في أحد الأفلام، لكن حقيقة الأمر والذي لا يطرأ على عقل إنسان قط، إنها إحدى الأغاني التي تدعى "مهرجانات" والتي صدمت الجمهور للحظة الأولى من مشاهدة الفيديو كليب الخاص بها، لأن مؤدين تلك الأغنية شقيقتين لا تتجاوز أعمارهن العشرة سنوات، الأمر الذي شكل ثورة عارمة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورأى البعض أن الأغنية التي تدعى "الواد ده بتاعي" والتي يتبين أن باقي كلماتها تحمل في طياتها انتهاكا لبراءة الأطفال، والابتعاد عن قيم وعادات المجتمع المصري، والتي تتغنى بها كل من شهد ومريم فؤاد بمثابة إنتهاء واضح لبراءة الأطفال، والمساهمة في نقل صورة مؤسفة عن مدي التدني الأخلاقي الذي ضرب بنا في عرض الحائط، والتي ساعدت في نقلها اغاني "المهرجانات"، التي تقوم بعرضها بعض القنوات مجهولة المصدر والهوية، في ظل غياب تام لأجهزة الرقابة علي المصنفات، والتي من دورها إختيار المحتوي الذي يتم عرضه على الجمهور، خاصة الأطفال الذين تغرس في أذهانهم ما يتلقونه في صغرهم ليكونوا به جيل يتعامل حسب مفاهيمه وما تم زرعه بداخلهم.
ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يقوم منتجين "المهرجانات" بإستغلال الأطفال كدعاية لمنتجاتهم الفاسدة، كما سبق في أغنية "مفيش صاحب"، إلا أن هذا الفيديو كليب أثار غضب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لأنه يعد مؤشرا لاختفاء القيم والأخلاق من المجتمع المصري خلال السنوات المقبلة، والذي بدي ظاهرًا من طريقة أداء الطفلتين في الرقص وتعبيرات الوجه، وإيحائات الجسد التي شوهت براءة وصورة أطفال مازالت أظافرهم ناعمة.
ومنذ اللحظة الأولى لعرض تلك الكليب لم يجد قبولا أحد من متابعيه، بل أنهم وجد هجومًا لاذعًا وإنتقادات لاحصر، تنحصر معظمها على مطالبة حقوق الطفل بالتدخل لمنع تلك الانتهاكات الجسيمة التي يتلقاها جمهور الأطفال، كما يعتزم البعض رفع دعاوى قضائية ضد الشركة والقناة المنتجة للكليب.
يذكر أن إنتاج الكليب علي قناة شعبيات كان من انتاج ليلي الشبح، والتي اكتشفنا من خلال الحساب الشخصى لها علي موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، انها والدة الطفلتين شهد ومريم فؤاد اللتين قامتا بأداء الكليب.
المفأجاة الكبيرة أن ليلى الشبح منتجة الكليب، التي تخلت عن إنسانيتها وأمومتها وتركت أطفالها يقومون بأداء كليب به مثل هذه الكلمات، لم تفكر بالعواقب التي من الممكن أن تأتي من خلف هذا العمل، واتفقت المنتجة مع القناة والمخرج بإخراج الكليب مقابل تمويلها وإنتاجها له.
كانت المذيعة اسماء يوسف والمذيعة نهاوند سرى مذيعات قناة أون لايف ومقدمات برنامج صباح أون، قد طالبا بمسائلة أهل الفتاتين اللتين ظهرتا بالفيديو كليب، مؤكدين أن الأهل مسئولون مسئولية مباشرة، وأن الدولة عليها التدخل لمنع مثل هذه الأمور من الحدوث مجددا.