الجمعة 04 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

المتفرد.."ألكسندر دوما" صاحب " الكونت دي مونت كريستو"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ألكسندر دوما، الكاتب الفرنسي الأشهر برواياته التاريخية، ذات حس المغامرة العالية، الذي تُرجِمت أعماله إلى أكثر من مئة لغة، الأمر الذي جعل منه أحد أكثر الكُتاب الفرنسيين شهرة على الإطلاق في العالم أجمع.

ولد دوما ديفي دي لا بيليترا، الذي كان يعرف أيضًا بألكسندر دوما الأب في 24 يوليو 1802 وتوفي في 5 ديسمبر 1870.

صاحب الإنتاج الغزير من الروايات، أشهرها "الكونت دي مونت كريستو"، "الفرسان الثلاثة "، التي نشرت كسلسلة أدبية بعد عشرين عامًا، وتم تمثيل رواياته منذ أوائل القرن العشرين لما يقرب من 200 فيلم.

أما رواية "دوما" الأخيرة "فارس سانت هيرمين"، التي لم ينهها قبل وفاته، قد انهاها باحث، ونشُرت في عام 2005، لتُصبح من أكثر الروايات مبيعًا في العالم وتم نشرها باللغة الإنجليزية في عام 2008 كآخر أعماله.

بدأ "دوما" حياته المهنية بإنتاج غزير من خلال كتابة المسرحيات، التي أُنتجت بنجاح، كتب العديد من المقالات وكتب الرحلات، أعماله المنشورة بلغت 100،000 صفحة، أسس عام 1840 مسرح التاريخ في باريس


والده الجنرال "ألكسندر توماس ديفي دي لابيليتيرا" ولد في سانت دومينيك، من ابن نبيل وأم سوداء البشرة، فكان دوما مختلط العرق، وقد ساعده انتمائه للطبقة الأرستقراطية في حصوله على العمل مع "لويس فيليب الأول" دوق "أورليان ".

مع انتخاب "لويس نابليون بونابارت" عام 1851، وتغير نمط حياة المحاباة التي كان يعيشها، غادر فرنسا متجهًا إلي بلجيكا، حيث أقام هناك لعدة سنوات.

و لدى خروجه من بلجيكا، انتقل "دوما" إلى روسيا لبضع سنوات، قبل ذهابه إلى إيطاليا، التي أسس فيها عام 1861 صحيفة مستقلة بالإيطالية L'Indipendente، التي أيدت جهود جمع الشمل الإيطالي،ثم عاد إلى باريس عام 1864.


40علاقة نسائية لـ "دوما "

كان لـ "دوما "العديد من العلاقات النسائية غير الشرعية، وصلت إلي أربعين علاقة، وعُرف عنه أنٌ كان له أربعة أبناء على الأقل غير شرعيين أو شرعيين، بما في ذلك الفتي الذي سُمي الكسندر دوما من بعده، وأصبح هذا الابن روائي وكاتب مسرحي ناجح، وعرف باسم "الكسندر دوما الابن"، في حين أصبح والده يعرف تقليديًا في اللغة الفرنسية بالكسندر دوما (الأب).

وفي عام 1866 كان "دوما" علي علاقة غرامية مع الممثلة الأميركية "اده ايزاك منكين"، التي كانت حينها في ذروة حياتها المهنية وفي نصف عمر "دوما" تقريبًا.

وتلقى "توماس ألكسند" تعليمه في المدرسة العسكرية، وانضم إلى الجيش عندما كان شابًا، تزوج "ماري لويز اليزابيث لابوري"، ابنة صاحب نزل أقام فيه، أخذ اسم والدته "دوما" بعد أن انقطع عنه والده.

تمت ترقيت "توماس ألكسندر" لجنرال في سن الـواحد والثلاثون، وهو أول شخص من المنحدرين من أصل جزر الأنتيل الهولندية يصل إلى تلك المرتبة في الجيش الفرنسي، خدم بتميز في حروب الثورة الفرنسية، كجنرال تحت قيادة "بونابرت" في إطار الحملات علي إيطاليا ومصر، فقد "توماس الكسندر" حظوة بحلول عام 1800، وطلب العودة إلى فرنسا، وأثناء عودته أجبرت سفينته أن ترسوا في صقلية، حيث تم احتجازه هو وغيره كأسرى حرب وفي أثناء عامين من سجنه، تدهورت حالته الصحية.

في وقت ولادة "ألكسندر"، كان والده فقيرًا. بينما كان "الكسندر" في الرابعة من عمرة توفي والده جراء مرض السرطان.

ولم تتمكن أمه الأرملة أن توفر له الكثير من التعليم، ولكن" دوما" قراء كل ما كان يستطيع فقصص والدته في شجاعة أبيه خلال الحملات والحروب الثورية ألهمت خياله بالرغم من فقرهم، كانت للعائلة سمعة والدهما المميزة ورتبته الأرستقراطية،انتقل "الكسندر" ذو العشرين عامًا لباريس في 1822، بعد استعادة الملَكية، شغل وظيفة في القصر الملكي في مكتب" لويس فيليب"، دوق "أورليان"، في أثناء عمله لدي" لويس فيليب"، بدأ "دوماس" كتابة مقالات للصحف ومسرحيات، وقد أعتاد علي لقب جدته "دوما" كما كان والده أثناء بلوغه.


دوما" الثوري

" مسرحيته الأولي،هنري الثالث وبلاطه، التي أنتجت في عام 1829 عندما كان حينها 27 عام، وقوبلت بمدح كثير، وفي العام التالي كانت مسرحيته الثانية"كريستين"، وفي عام 1830 شارك "دوماس" في الثورة التي أطاحت ب "تشارلز العاشر" وعُين بدلًا منه على العرش رب عمل "دوماس" السابق، دوق "أورليان" "لويس فيليب"، حتى منتصف عام 1830، كانت الحياة مضطربة في فرنسا، مع أعمال شغب متفرقة من الجمهور والعمال الساخطين في المناطق الحضرية الفقيرة التي تسعى إلي التغيير، كانت الحياة تعود إلى طبيعتها ببطء، وبدأت الأمة في التصنيع، وتحسن الاقتصاد ونهاية الرقابة علي الصحف جعل الوقت مجزيًا لمهارات "الكسندر دوماس "الأدبية.

بعد كتابة المسرحيات الناجحة تحول "دوماس "إلى كتابة الروايات. وكذلك أنجذب إلى أسلوب حياة الإسراف، وكان ينفق أكثر مما يكسب، أثبت" دوماس" أنه مسوق مخضرم، وتم نشر سلاسل روائية كثيرة في الصحف، وفي 1838 أعاد "دوماس" كتابة واحده من مسرحياته كأول سلسلة روائية له (الكابتن بول).

أسس استوديو إنتاج، وعمل مع كتاب أخرجوا مئات القصص، في حين خضعت جميع الأمور إلي توجيهاته الشخصية من تحرير وإضافات.

"نيقولا الأول" يحظر علي "دوما "دخول البلاد بسبب روايته

قام دوماس من 1839 إلى 1841، بمساعدة العديد من الأصدقاء، بتجميع أشهر الجرائم في مجموعة من ثمانية مقالات عن المجرمين والجرائم الشهيرة من التاريخ الأوروبي.

وقد أبرز منهم " بياتريس سينسي"،" مارتن غور"،" سيزار بورجيا" و"لوكريسيا بورجيا"، فضلا عن الأحداث الأخيرة والمجرمين، بما في ذلك حالات المزعومة القتلة" كارل لودفيج" ساند أنطوان فرانسوا Desrues" الذين أعدموا.

تعاونت مع "دوماس" "أوغسطين جريسير"، سيده المبارزة، في رواية له عام 1840، "سيد المبارزة"، كتبت القصة كسرد لقصة "جريسير"، وكيف أتي حتي يصبح شاهدًا أحداث ثورة ديسمبر في روسيا.

في نهاية المطاف منعت الرواية في روسيا بأمر من القيصر "نيقولا الأول"، وحُظِر علي "دوماس" زيارة البلاد حتى بعد وفاة القيصر، أشار "دوماس" إلى "جريسير" باحترام كبير في كتابه "الكونت دي مونت كريستو"، و"الاخوة الكورسيكية"، وفي مذكراته أيضا.

على الرغم من الخلفية دوماس "الأرستقراطية والنجاح الشخصي، كان علية التعامل مع التمييز الناشئ عن أصل مختلط عرقه، في عام 1843 كتب رواية قصيرة، باسم "د جورج"، التي تناولت بعض القضايا العرق وآثار الاستعمار، وأصبح رده على رجل أهانه عن عرقة الإفريقي مشهور حيث قال "دوماس" " كان والدي أسمر، وجدي زنجي، وأجدادي كانوا قردة، تري يا سيدي عائلتي بدأت حيث انتهت عائلتك.

"دوما " في مقبرة العظماء

عند وفاته في ديسمبر 1870، دُفن "الكسند دوما "في مسقط رأسه "فيلية كوتيية" في مقاطعة" أبسن" وغطت علي فاته الحرب الفرنسية البروسية والأحداث التالية لها، وتغيير الأُسْلُوب أدي إلي انخفاض شعبيته.

في أواخر القرن العشرين أسْفَرَت أبحاث لباحثين مثل" ريجنالد هامل "و"كلود شوب "عن إعادة تقييم حاسمة وقَبُول جديد لفنه، فضلا عن إيجاد أعماله المفقودة أسهمت هذه في الاحتفال الذي أُقيم في عام 2002 بمناسبة إدخال دوما مقبرة العظماء في باريس التي تعد شرف عظيم محفوظ في الثقافة الفرنسية.

وفي 1970 سميت محطة مترو ألكسندر دوما في باريس تيمننا باسمه وتكريما له وتمت استعادة البيت الريفي خارج باريس شاتو دي مونت كريستو وافتتاحه كمتحف مفتوح للجمهور.

تمت استعادة منزله الريفي خارج باريس شاتو دي مونت كريستو وافتتاحه كمتحف مفتوح للجمهور

في عام 2002 وجد الباحث "ريجنالد هامل" خمس فصول مِن مَسرحية "لصوص الذهب"، في مكتبة فرنسا الوطنية تم نشره في فرنسا عام 2004 من قبل "أونوريه شامبيون ".

اعتذار "جاك شيراك" لدوما بعد وفاته

في عام 2002 أثناء الذِكرى المِئوِية الثانِية لميلاد دوماس، حضر الرئيس الفرنسي، "جاك شيراك"، حفل تكريم للكاتب خلال نقل رفاته إلي ضريح "البانتيون" في باريس، حيث دفن العديد من الأعلام الفرنسيين، بثت قنوات التلفزيون الإجراءات، نعش جديد تم لفة في قطعة قماش من المخمل الأزرق، وحملوا على عربة يحيط بها أربعة مشاة قوات الحرس الجمهوري بملابس فرسان وفي كلمته، قال الرئيس شيراك:

معك نجول في طرق فرنسا، ونطوف ميادين المعارك، ونزور القصور والحصون. معك استكشفنا ـ وفي أيدينا شعلة ـ دهاليز مظلمة، وممرات سرية تحت الأرض. معك راودتنا الأحلام. معك ما زلنا نحلم.

اعترف" شيراك" بالعنصرية التي كانت موجودة في فرنسا، وقال إن مجئ جثمان "دوما "إلي "البانثيون "كان وسيلة لتصحيح الخطأ الذي وقع، كما وضع جنبا إلى جنب مع زملائه من الكتاب الكبار" فيكتور هوغو" و"اميل زولا "، وأشار "شيراك "أنه رغم أن فرنسا أنجبت كتاب كُثر، لم يكن أحد يماثل دوما في كتاباته، حيث ترجمت رواياته إلى ما يقرب من 100 لغة.

نُشرت رواية "دوما" الأخيرة" فارس سانت هيرمين" في يونيو عام 2005 في فرنسا، ضمنت فيها معركة "الطرف الغار"، ووصف "دوما" فيها شخصية وهمية تقتل اللورد "هوراشيو نيلسون"، في الواقع، قتل هذا اللورد من قبل قناص مجهول كتابة، نشرت الرواية مسلسلة في عام 1869، وقد اقترب" دوما "من إنهائها قبل وفاته، كان الجزء الثالث من ثلاثية "سانت هيرمين" لاحظ "كلود شوب"، وهو باحث "دوماس"، رسالة في أرشيف عام 1990، والتي أدت به إلى اكتشاف أعمال لم تكتمل،استغرق الأمر سنوات للبحث عنه أنه وتحرير الأجزاء المكتملة، وتقرر كيفية التعامل مع الجزء غير المكتمل. كتب "شوب" أخيرا المباراة النهائية عامين وعلى فصول النصف، استنادا إلى ملاحظات مقدم البلاغ، لإكمال القصة


"دوما" يجيد فن الطهي

بيع من طبعاتها 60 ألف نسخة، مما يجعلها من أكثر الكتب مبيعا، وقد ترجم إلى اللغة الإنجليزية، إصدارها في عام 2006، وترجمت إلى لغات آخرى.

وقد نشرت له "قاموس كبيرة عن المأكولات" بعد وفاته في عام 1873، مزيج لموسوعة وكتاب طهي، غير أنه يعكس اهتمامات "دوماس "من خبرته في طهي وذوقه، وقد نشرت نسخة مختصرة منه في عام 1882.