تحية حب وتعظيم سلام للبابا تواضروس كلنا بنحبك يا وطنى يا أصيل، لما تسمع مصرية ولن أقول مسيحية بعد التفجيرات بتقول لو فجرتم الكنسية هنصلى فى الجامع ولو فجرتم الجامع هنصلى فى الشارع ومش هتكسرونا ولا تقدروا علينا كلنا إيد واحدة تعرف وتتأكد إنها مصر وشعبها أجدع وأقوى شعب فى الوجود.
وسأظل أواصل كشف المخططات والمؤامرات ضد مصر والشرق الأوسط التى جاءت على ألسنة الغرب فى تصريحاتهم ومقالاتهم وكتبهم وللأسف لم يلتفت إليها أو يقرأها الشرق الأوسط بعين الحذر والاعتبار واليوم بعد تقسيم الشرق الأوسط ونجاح المخططات ما عدا مصر بفضل الله التى قلبت عليهم الموازين وقالت كلمتها أنا مصر باقية رغم أنفكم أجمعين.
تناول الكاتب الأمريكى (بول كريج روبرتس) فى تحليل مهم وخطير لمقال تم نشره فى ٢٥ يوليو ٢٠٠٦ بعنوان (الولايات المتحدة متواطئة مع إسرائيل فى تحطيم لبنان) قائلا: شارون قد نجح فى الآونة الأخيرة فى تحقيق التطابق الكامل بين السياسة الإسرائيلية والسياسة الإمبراطورية الأمريكية بإعلان حرب لا نهاية لها ولن تنتهى أبدا ضد الإرهاب كما نجح فى الجمع بين سياسة التوسع الاستيطانى وضم الأراضى ونهج الفصل العنصرى ووافقته الولايات المتحدة على ذلك ودعمته، على سبيل المثال موقف (جيورا آيلاند) رئيس شعبة العمليات بالجيش الإسرائيلى سابقا والرئيس السابق لمجلس الأمن الوطنى المسئول عن وضع الاستراتيجية الأمنية للدولة الصهيونية فقد طرح خطته لإعادة تنظيم الشرق الأوسط وقال فى تصريح مع الصحفى (آرى شفيط) لجريدة (هاآرتس الإسرائيلية)اقترح ضم ١٢٪ من الضفة الغربية (٦٠٠ كم مربع) إلى الدولة الصهيونية و(٦٠٠ كم مربع) أخرى من مصر تضم إلى قطاع غزة ويتم فيها توطين مليون نسمة لإقامة ميناء بحرى ومطار دولى على أن تعطى مصر (١٥٠ كم مربع) فى صحراء النقب تعويضا لها ويواصل الكاتب الأمريكى (كريج) مقاله ساخرا قائلا: وقد قام عبقرى آخر- كما وصفه المحلل - وهو (جاى بخور) فى صحيفة (يديعوت إحرونوت) يوم ٢٧-٧-٢٠٠٦ بتقديم خطته لإعادة صياغة الشرق الأوسط والخطة لا تعدو أن تكون شكلا من أشكال الأحلام الوهمية المتضخمة ولكنها مع ذلك تعطينا فكرة عما يدور فى عقل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وذلك التصور للشرق الأوسط الجديد ترجمة لرؤية الصهيونية منذ بدايتها فقبل إنشاء الدولة الصهيونية بعدة أعوام قال (بن جوريون) إنه عقب نقطة الضعف فى الائتلاف العربى هى سيادة المسلمين فى لبنان فهى سيادة زائفة يمكن بسهولة قهرها وبدلا من ذلك ستقوم دولة مسيحية تكون حدودها الجنوبية على نهر الليطانى وستكون الدولة الصهيونية على استعداد لتوقيع معاهدة مع هذه الدولة وبعد أن نكسر الفيلق العربى ونضرب عمان بالقنابل سوف يكون بإمكاننا إزالة دولة الأردن، وإذا تجرأت مصر على محاربتنا والوقوف ضد مخططاتنا فسوف نقصف بورسعيد والإسكندرية والقاهرة وهكذا ننهى الحرب ونقضى قضاء نهائيا على مصر وآشور بالنيابة عن أسلافنا.
وقد حاول (شارون) وضع الجزء الخاص بلبنان فى هذا المخطط موضع التنفيذ عام ١٩٨٢ ولكن المقاومة اللبنانية اضطرته للانسحاب إلى الجنوب ثم للدولة الصهيونية ويواصل (بول كريج) تعليقه على ذلك قائلا: تلك المخططات تزعم أن هذه الحرب تدافع عن جوهر الغرب واستقراره دون أن يذكر لنا ما هو هذا الجوهر؟ وهل الهدف من هذه الحرب هو إقامة العدل وتحقيق السلام أم فرض الهيمنة على المنطقة ونهب الشعوب ودمارها؟ فكاتب المقال بدأه بالقول إنه يجب عدم العودة للشرق الأوسط القديم الذى يصفه الكاتب بأنه توجد فيه دولة ذات نظام مجنون تتسلح بسلاح ذرى وتُسلِّح الدول المجاورة لها (وبالقطع هو يقصد الدول العربية المراد تدميرها والسيطرة عليها وليس إسرائيل)، والعراق غارق فى حرب أهلية ومنظمات دينية تسيطر على حكومات ونظم حكم وهذه بدورها تمنح جماعات مخربين إرهابيين مسلحين دعما قويا وعلاقة متسامحة، ويقول الكاتب إن هناك حاجة إلى تغيير جوهرى فلم تنجح هذه الدول فى منح مواطنيها حياة ثقافية كاملة ومعظم شعوبها فقيرة وهى دول تتسم كلها بالطغيان ولا تنطق كلمة بالديمقراطية ولو فى دولة واحدة، وإذا ما تمت محاولة ديمقراطية فإن النتيجة تكون تولِّى نظم إسلامية أو فوضى لانهائية، وأعتقد أننا نلاحظ التناقض الذى يقع فيه هذا العبقرى فهو يرفض الطغيان العربى من وجهة نظره ولكنه يجد أن الديمقراطية تؤدى إلى الإرهاب الإسلامى، ولعلاج هذا الوضع اقترحه (جاى بخور) فى صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية أن يقسم العراق إلى ٣ دول بحسب مقياس طائفي (سُنيّة) فى الوسط والغرب و(شيعية) فى الجنوب و(كردية) فى الشمال كما يجب إنهاء نظام سوريا وإعادة الأكثرية السُنيّة إلى الحكم، وعلى الأردن أن يتحمل المسئولية عن الضفة الغربية وبهذا ينشأ كيان فلسطينى واحد فينتشر الفلسطينيون إلى الشرق بعيدا عن إسرائيل بطبيعة الحال لا إلى الغرب فى اتجاه الدولة الصهيونية والمطالبة بحق العودة.
أما مصر فستصبح مسئولة عن قطاع غزة وهو المخطط التى تحاول إسرائيل بكل الطرق تنفيذه ويجب إعاقة إيران بواسطة نظام عقوبات شامل ويجب أن يقوم فى لبنان نظام دولى جنوب الدولة وشرقها لمنع عودة الأصولية الشيعية وغيرها، وشعوب المنطقة سيتم اختراقهم فكريا عن طريق منظمات ونشطاء لتمهيد فكرة الحرية والديمقراطية، وبعدها سترحب الشعوب أيما ترحيب بذلك بينما سيعارضه الحكام وحدهم فسكان العراق يشتاقون، فسكان العراق سيرحبون بالفكرة كونها لمصلحتهم كما نصور لهم والأكثرية السُنيّة فى سوريا تطمح فى إنهاء سلطة الأقلية العلوية وفى الأردن ٨٠٪ فى الأصل من السكان فلسطينيون وسيفرح سكان الضفة الغربية بإنشاء دولة فلسطينية كبيرة، وفيما يتعلق بمصر من المؤكد أنها مع الأحداث التى ستقوم من تهديد لسيناء وجعلها منطقة خطرة وتهديد السياحة والاستقرار السياسى والاجتماعى كله، سوف تضطر لتنفيذ مخططنا وإذا ما رفضت فسيكون لنا وسائل ضاغطة لا تتخيلها.
ويختم (كريج) تحليله قائلا إن مخطط (بخور) وكل المخططات الأخرى للشرق الأوسط المماثلة نابعة من غطرسة القوة حين يتصور أصحاب التخطيط أنهم يمكنهم أن يفعلوا ما يشاءون ما دام أن موازين القوة فى صالحهم وما دام أن استعداداتهم العسكرية تفوق استعدادات الخصم، وهل يمكن لخمسة ملايين إسرائيلى حتى مع دعم الولايات المتحدة لهم أن ينجحوا إلى الأبد فى إذلال ملايين المسلمين الذين يستشيطون غضبا بسبب هذا الإذلال الذى لحق بهم؟ ولكن أعتقد أن هذه وصفة للصراع المستمر ولدمار إسرائيل فى نهاية الأمر وأن حرب بوش ليست حربا ضد الإرهاب وإنما هى عباءة يغطى بها خداع الإدارة الجديدة فى الولايات المتحدة فهى ليست حربا ضد الإرهاب بل هى حرب ضد الدول الإسلامية التى لا تحكمها دمى وعرائس أمريكية.