السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

البرلمان وهيئات الإعلام والصحافة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أداء رؤساء وأعضاء هيئات الإعلام والصحافة لليمين القانونية أمام مجلس النواب عقب تشكيلها وصدور القرارات الجمهورية بذلك ليس سابقة برلمانية فقط ولكنها رسالة برلمانية وإعلامية مشتركة بأن مجلس النواب سوف يتابع أداء هذه الهيئات ومدى الالتزام بهذه اليمين القانونية.
فرؤساء وأعضاء تلك الهيئات أصبحوا يتحملون مسئولية وطنية ومهنية كبرى أمام مجلس النواب ومن قبله الشعب المصري لأداء دورهم بالأمانة والصدق كما تعهدوا بذلك فى اليمين القانونية وألا يفرطوا في تلك الأمانة الملقاة على عاتقهم.
فرغم أن التشكيل لهذه الهيئات الثلاث يحوز رضاء غالبية رجال الصحافة والإعلام، فإن الرضاء الحقيقي سوف يظهر من خلال ممارسات تلك الهيئات ومدى قدرتها على تحقيق آمال وتطلعات الشعب المصري في إعلام جاد وموضوعي ومتوازن ومعبر عن التطلعات الوطنية للشعب المصري، وأن يكون بمثابة حارس أمين لحرية الصحافة والإعلام.
ورغم أن التشكيل قد ضم بعض رموز الإعلام والصحافة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك وتخوف البعض من هذا التوجه في التشكيل على مستوى الرؤساء والأعضاء إلا أن هذه الرموز استوعبت الدرس جيدًا وسوف تحرص على أداء دورها دون انحياز للماضي ولكن بنظرة جديدة نحو المستقبل.
ولعل أول اختبار حقيقي لتلك الهيئات خاصة الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة الزميل كرم جبر هو صدور قرارات تعيين رؤساء مجالس الإدارة والتحرير للصحف والمجلات القومية وهو القرار المنتظر منذ عدة شهور مضت وقدرة الهيئة الوطنية على الاختيار الصحيح للكفاءات القادرة على إنقاذ تلك المؤسسات من أزماتها المالية والإدارية والصحفية.
فهذا الاختبار هو الذي سيحدد عما إذا كانت اليمين القانونية طوقًا في رقاب هؤلاء الأعضاء أو إذا كانت مجرد كلمات ألقيت أمام نواب الشعب دون أدنى التزام من جانب رؤساء وأعضاء تلك الهيئات ووقتها سوف يشعر الوسط الصحفي والرأي العام المصري بصدمة كبرى.
فعلى رؤساء وأعضاء تلك الهيئات أن يعلموا جيدًا مدى ترقب الوسط الإعلامي والصحفي والرأي العام للقرارات الصادرة عنهم وأيضًا للاختيارات النابعة من إرادتهم الحرة دون أي إملاء عليهم من أي طرف سوى صوت ضميرهم الوطني والمهني وأن الله سبحانه وتعالى يحاسبهم قبل محاسبة الرأي العام لهم.
فبعض رؤساء وأعضاء تلك الهيئات كانوا في دائرة الظل بعيدًا عن الأضواء خلال السنوات الماضية وأنهم سوف يعودون إلى الظل مرة أخرى إذا لم يحسنوا أداء عملهم بالأمانة والصدق كما تعهدوا بذلك في اليمين القانونية وأن يستوعبوا دروس الماضي ممن سبقوهم في تلك المواقع والمقاعد.
إن مهمة اختبار رؤساء مجالس الإدارة والتحرير للصحف والمجلات القومية من جانب رئيس وأعضاء الهيئة الوطنية للصحافة والنجاح في تلك المهمة سيكون بداية الطريق الصحيح لإصلاح أحوال الصحافة القومية وعودتها للطريق الصحيح الذي ينتظره الشعب المصري قبل العاملين في تلك المؤسسات، والفشل في تلك المهمة يعني الرحيل المبكر والسريع لرئيس وأعضاء تلك الهيئة.
وعلى رئيس وأعضاء مجلس النواب الذين كانوا شهودا على أداء اليمين القانونية أن يعلموا أنهم شركاء ومسئولون عن كل قرار يصدر عن تلك الهيئات وشركاء في النجاح الذي نتمنى أن يتحقق وأيضًا شركاء في الفشل إذا حدث، وأن حسابهم سيكون عسيرًا أمام الشعب المصري وقتها.