يدخل المسيح لأول مرة أورشليم ويستقبله أهلها استقبالًا حافلًا بسعف النخل، مرحبين راغبين فى التنصير ليصبح عيد السعف عيدًا من أعياد المسيحية يحتفل به المسيحيون كل عام ٢٠١٧ العام مختلف، فعيد السعف امتزجت فيه الفرحة بالصراخ والأخضر بالأحمر فى بحر من الدماء، المسيح يبكى والمسلم يبكى والطفل ذاهل ماذا يحدث يا الله؟
الانتحارى يتراجع خطوات بعد صفير الإنذار، لم نسمع منه الله أكبر التى تغتصبها شفاه الأنجاس، وهم يذبحون بنى البشر أو يقتلونهم، ولم أره شفتاه تنطقان الشهادة، حتى الفيديو واضح فلتراجعوه بل يتراجع ثابتًا وكأنه حجر ليفجر نفسه ومن حوله بهدوء، من أى جحيم أتيتم يا الله، من أنتم؟
تحت الأرض تآمر الخادم ٩ بحرق الصليب، الصفحة لا تعدو كونها طلاسم شيطانية ورموزًا لخدام، وكأنها مملوكة لمجموعة من السحرة..الصفحه تغلق لتعود من جديد بنفس عدد متابعيها ونفس التعليقات.
الأمن يقبض على عدد من أدمن الصفحة، اعتقد أن الأمر لا يعدو كونه مزحة من شباب رأى ما أثار فضول الناس فى هذه الصفحة، فانطلق يقلدها ولا أعتقد أنهم أصحاب الصفحة الأصليون وإلا فالتحقيقات أعتقد أنها ستكشف عن مفاجآت كونهم مجرد خدام لآخرين لم يقابلوهم حتى. الصفحات التى تتحدث فى السياسة المعارضة، معظم من أدمنها يقطنون فى الخارج، فما بالك بصفحة تتحدث عن تفجير قبل وقوعه وتتوعد الآخر.
الفضول يدفع البعض للتواصل مع أصحاب الصفحة الرئيسية على الخاص، وفى التعليقات وتأتى الردود جهنمية، عبارات غير مفهومة..وكأنها طلاسم شيطانية.نعود للمشهد الأول، مشهد من جنازة شهداء الكنيسة، طفلة عيناها عالقتان بالسماء تخاطب أو تبحث عن ربها فى صمت مطبق، عينا الطفلة لا تبرحان السماء، كأنها فاقدة للوعى لا يفيقها إلا دمعة ساخنة على وجنتيها تمسحها الطفلة، وتعود بها إلى الواقع الأليم.. وفى التعليقات على المشهد تساؤلات منها أين أنت يا الله؟
انطلق السؤال فى ذهنى عمن هذا الذى عنده معركة مع الله؟ ومن يريد أن يرد البشرية عن دينها ويدفعها جميعًا إلى الإلحاد والكفر بفكرة وجود الإله؟ هم عبدة الشيطان أو الماسونيون والسحر والدجل من أعمالهم لسلب إرادة البشر، فلا تستغرب كلمة الخادم ولا الطلاسم ولا العبارات الشيطانية ولا تستهين بها أيضا ولو من باب الفضول.. فهذه من أساليبهم ليكون توجيه خدامهم أكثر سهولة.
البعض يحدث نوعًا من أنواع التداخل بين الماسونية والصهيونية، وهذا كلام عارٍ من الصحة، فالماسونية أقدم من الصهيونية، وترجع نواة تكوينها لمجموعة من البنائين المسيحيين الذين سموا أنفسهم بفرسان المعبد فى عام ١٧٧١ وكانت محافل الماسونية ترفض فى البداية انضمام اليهود إليهم، وبعد فترة طويلة جدًا، تم قبول انضمام اليهود إلى محافلهم، فكانت الماسونية فى بدايتها كنقابة مثلًا للبنائين ما لبثت أن تحورت أهدافها بعد أن كثر عدد المنضمين إليها من جميع النِّحل والملل ومن شتى بقاع العالم لتصبح أهدافًا ظاهرها الرحمة وباطنها الإلحاد والشرك بالله، وهى تهدف إلى حكم العالم وطقوسهم سرية، ومحافلهم بها كل أنواع الفسق والفجور، أما الصهيونية، فهى حركة سياسية حديثة نوعًا ما يشبهها البعض بالقومية العربية مع اختلاف الأهداف والطريقة المؤدية لتلك الأهداف، فشتان بين اغتصاب الحق، وبين من يدافع عن حقه المغتصب. فالصهيونية حركة قومية لإقامة وطن لليهود مقره فلسطين، ويمتد من النيل للفرات وقد تكون الصهيونية وجدت فى الماسونية ضالتها من حيث كون الاثنين بلا مبادئ، فالصهيونية أيضًا قد تتحالف مع الشيطان للوصول لأهدافها.
لماذا أقول كل هذا؟ الحقيقة أننى أجد اللغز مع عمق المشاهد المؤسفة التى شاهدناها مؤخرا، وضريبة تحالف قوى الشر التى يدفع ثمنها المسلمون والمسيحيون على السواء، فأخشى أن يضعف إيمان البعض وخاصة من الأجيال الصاعدة ويكفر البعض بوجود الخالق، ومع تزايد نسبة الإلحاد يجب أن نشعر بالقلق، فمن سقطوا شهداء هم فى عالم أفضل من عالمنا ومكان أفضل، قد تبقى فى مخيلاتنا كل تلك المشاهد البشعة من القتل والدمار لسنوات عدة. ولكن لنكن على يقين أن الله لا يظلم أحدًا وأوصانا بالصبر والتمسك بعبادته، وألا نطيع الشيطان والأهواء مهما بدا لنا الشر أقوى، فكل منا سيمثل بمفرده أمام الله ليسأل عن نفسه وما قدمت يداه. أرى اليأس يتملكنا وهذا من ضعف الإيمان، لا أريد للشيطان أن ينتصر علينا، فكل ما نحن فيه هو ضريبة الصراع بين الحق والباطل، ولنكن على يقين أن الحق منتصر ولو بعد حين.. رحم الله شهداء الوطن مسلمين ومسيحيين.