منذ انكشاف المستور وسقوط أوراق التوت التى كانت تستر إرهاب وعنف ووحشية واستبداد وفاشية جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والتنظيمات الإرهابية التى خرجت من أحشائها ومن يدور فى فلكها بعد أن قامت بسرقة ثورة الشعب المصرى فى ٢٥ يناير ٢٠١١ والانفراد بالسلطة وعزل ما سواهم باستخدام العنف والإرهاب والتعذيب والتصفية الجسدية كما حدث أمام قصر الاتحادية مما أثار حفيظة الشعب المصرى بكل فئاته وفى القلب منها قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة والاحتشاد فى الميادين العامة من أسوان حتى الإسكندرية فى ثورته الثانية فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ تصحيحًا لمسار ثورة ٢٥ يناير وعزل رئيسهم محمد مرسى وإسقاط سلطتهم ودعواتهم للتصالح لم تتوقف سواء كانت من بعض الدول العربية أو الأجنبية الداعمة لإرهابهم سواء كانت أمريكا أو الاتحاد الأوروبى أو تركيا أو قطر اللتين ربطتا عودة العلاقات الطبيعية بهما بعودة نشاط الجماعة والإفراج عن قيادتها وحفظ قضايا القتل والإرهاب التى ارتكبوها فى حق الشعب المصرى. وقد مورست ضغوط شديدة على قياداتنا الوطنية ووصلت لحد الحصار الاقتصادى وضرب السياحة المصرية فى مقتل إلا أن هذه القيادات رفضت ولم تستجب لهذه الضغوط الأمر الذى نسجله لها ويؤكد فهمها الجيد لمسلك هذه الجماعة من خلال تاريخها الأسود وسجلها الإرهابى.واشتدت هذه الدعوات عقب تشكيل لجنة العفو الرئاسى متخيلين أنهم سينجحون بدهائهم بإدخال الغش والتدليس عليها لكى يتم الإفراج عن قيادتها وشبابهم بحجج عديدة واهية وصدرت التعليمات لهم بكتابة إقرارات التوبة حتى يتم إدراجهم فى كشوف الإفراج وفطنت لجنة العفو الرئاسى لهذا الأمر ولم تدرج أسماؤهم فى كشوف الدفاع التى تم الإفراج عنها وبدأ بعض المتحالفين معهم وأدواتهم التى يستخدمونها فى الترويج لهذه الدعوات مع إدخال التحسينات عليها حتى يتقبلها شعبنا ويستغلوا طيبته وإنسانيته سواء بأن قادة الجماعة كبار السن ومرضى وحتى لا يلقوا حتفهم فى السجن بالرغم من أن الدولة ترعاهم وتوفر لهم كل أشكال الرعاية الصحية التى كفلها القانون والدستور ويعيشون ملوكا فى السجون. ولن نكرر التقارير التى سبق نشرها أو دعوات الإفراج عن شباب الجماعة حرصًا على مستقبلهم؛ لأنهم فى ريعان شبابهم وتناسوا ما ارتكبوه هذه العناصر من قتل وسحل وتمثيل بالجثث وقطع الرقاب بدون أى محاكمات وزرع العبوات الناسفة التى تنفجر لتخطف زهرة شباب أبطال القوات المسلحة وجهاز الشرطة مخلفة آلاف اليتامى والأرامل وما يتم عرضه من خلال ندوات الشئون المعنوية لقواتنا المسلحة التثقيفية ما هو إلا القليل!!.
والملفت للنظر أن هذه الدعوات تصدر فى وقت تشتد فيه العمليات الإرهابية لهذه الجماعة وأذرعتها العسكرية والتنظيمات الإرهابية التى خرجت من قبلها كجماعة أنصار بيت المقدس مما يؤكد التنسيق التام ما بينهم، كما أن هذه الدعوات لم تصدر من الجماعة مباشرة بل دائما ما تنفى طلبها ولم يصدر منها أية إدانة لعملياتها الإرهابية ونبذ العنف وما يردده البعض عن مراجعات هذه الجماعة ما هو إلا ذر الرماد فى العيون. ولعل آخر وثيقة للجماعة «مبادرة تقييم الأداء» والتى روج لها البعض على أنها مراجعة للجماعة.. إذا قرأناها سنجد بها عوارا كبيرا وكذبا ومخالفة للحقيقة حيث إنهم ركزوا على العمل الخدمي، واستهداف التأثير عبر الزيت والسكر مما أدى إلى إخماد مظاهراتهم سريعا وإرجاع فشلهم إلى عدم جاهزيتهم السياسية وتناسوا ما ارتكبوه من عمليات إرهابية، وهذه الوثيقة ما هى إلا دعاية للجماعة وكسب تعاطف الشعب مرة أخرى ولا يوجد فيها أى مراجعات كما يردد البعض مما يؤكد ما هو إلا نوع من التقية التى تجيدها الجماعة لحظة ضعفها، وتوجيه الضربات القوية من قبل الأجهزة الأمنية منذ تأسيسها فى عام ١٩٢٨ فحينما تشتد قبضة الدولة ضدها تضطر إلى الانزواء ودخول الكهوف والمغارات حتى تلتقط أنفاسها ويشتد عودها لتعود لذات النشاط الإرهابى الذى اشتهرت به. والتجارب السابقة خير دليل فعقب التحالف معهم بعد ثورة ١٩٥٢ انقلبوا على الجميع وحاولوا اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والقبض على قياداتهم نجحوا فى الخروج من السجون تحت دعاوى عديدة وكونوا الثروات الطائلة وعادوا بعد الاتفاق مع الرئيس الراحل أنور السادات. وخلال فترة وجيزة نجحوا فى السيطرة على اقتصاد البلاد من خلال شركات توظيف الأموال وبأموالهم سيطروا سياسيًا وحاولوا الانقلاب على الجميع والاستيلاء على السلطة باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات الذى مد يده لهم ولكن أعماهم الله وأخطأوا ولم ينجحوا فى ذلك حتى حانت لهم الفرصة مرة أخرى عقب ثورة ٢٥ يناير ونجحوا فى سرقتها بمعاونة الدول المعادية لمصر سواء أمريكا أو الاتحاد الأوروبى أو تركيا أو قطر والداعمة لإسرائيل. وهم لا يعترفون بالوطن وخير دليل حينما قال مرشدهم «طظ فى مصر» وإعلانهم بأنهم لا مانع لديهم فى حكم البلاد باكستانى أو ماليزى ما دام أنه عضو فى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين وعرضهم اقتطاع أجزاء من جسم الوطن لأتباعهم والتحالف مع الشيطان من أجل مصالحهم والاستيلاء على السلطة، ولا تخدعنا ما أدلى به أحد المحامين فى إحدى القنوات التركية لعدة حلقات عن حملة ملف المصالحة مع الإخوان أو صهر خيرت الشاطر الذى رأى ضرورة الصلح ما بين الدولة والإخوان وأن الجيش المصرى وطنى وأن الشرطة المصرية لها تاريخها الوطنى المشرف.
ولم يقتصر الأمر على هؤلاء بل حاول بعض أفراد النخبة الترويج للمصالحة بدعاوى عديدة واهية بل بعض المسئولين اعتمادًا على اجتهاداتهم الخاصة وهذا مردود عليه أن الجماعة ذاتها لم تطلب هذا رسميا وتصدر عن قياداتها التصريح ونفيه فى ذات الوقت مستغلة وسائل التزوير والتزييف، ولن نغرق فى تفاصيل الحوار المسرب من داخل السجن والمنسوب لمحمد بديع والذى رفض فيه أى تصالح أو الهجوم على تصريحات راشد الغنوشى الذى انتقد فيه مسلك جماعة الإخوان المسلمين والأخطاء القاتلة التى ارتكبتها واتهموه بالعمالة والخيانة، وإذا سمح لنا بالإدلاء برأينا فى هذا الأمر فهى توزيع أدوار وأن هذه الجماعة وقياداتها غير صادقة فيما تعلنه من تصاريح. ويكفينا أن نرد بأحدث قضية تحقق فيها النيابة بعد ضبطها من قبل أجهزة الأمن والتى تؤكد بأن الجماعة قامت بإعادة تأسيس نفسها بمصر، وأنها جزء من التنظيم الدولى ونجح الأمن فى التوصل للهيكل الجديد وجار التحقيق معهم وغالبيتهم من أصحاب شركات الصرافة والسياحة ومدارس كبيرة ومالكى سلسلة محلات كبيرة، كما أن الجماعة لم تفض تحالفها مع التنظيمات الإرهابية كأنصار بيت المقدس «داعش» مصر ولم تحل أذرعتها المسلحة وخير رد على المراجعات أو التوبة التجربة السابقة مع الجماعة نفسها وقياداتها منذ تأسيسها فى عام ١٩٢٨ أو التنظيمات الإرهابية التى خرجت من أحشائها بمجرد تغيير الظروف بعد توقيعهم وموافقتهم على مبادرة وقف العنف بالسجون مقابل الإفراج عنهم سارعوا بالعودة للإرهاب مرة أخرى؛ فعقب ثورة ٣٠ يونيو نجحوا فى الهروب عبر الدروب الحدودية ما بيننا وبين السودان ووصلوا إلى تركيا ومنها إلى سوريا والعراق ليصبحوا قادة للتنظيمات الإرهابية التى تقاتل هناك سواء داعش أو النصرة أو أحرار الشام. ولعل رحلة أبوالعلا قاتل المفكر فرج فودة خير دليل والذى لقى حتفه على الأراضى السورية عقب تحرير مدينة حلب وترتيبه السادس بعد رفاعى طه وأبوالفرج وأمين عبدالله.
وأخيرًا إنهم كاذبون فيما يقولونه.. فلا تصدقوهم