الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في الجذور الفكرية للإرهاب والتفجير!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرت البلاد مجددا بأحداث إرهابية ويتساءل العديد من الناس عن تلك الجذور الفكرية التى تجعل من شاب عادى إرهابيًا تفجيريًا يقتل من حوله ويظن أنه ذاهب إلى جنة الخلد وأن يضحى لنصرة دين الله.. 
• أحد أهم الجذور الفكرية هى التفسير الخاطئ لثلاث آيات فى القرآن 
• الأولى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ.....} آل عمران: ١٩.
• الثانية: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ منه} آل عمران: ٦٤.
• الثالثة: {وما أرسلناك إلا كافة للناس... } سبأ ٢٨.
• الأولى فهموها خطأ على أن الإسلام هو شريعة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بينما الإسلام دين جميع الرسل والأنبياء كما جاء بآيات القرآن.
• فنوح عليه السلام كان مسلمًا دعا إلى الإسلام.
{فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} يونس: ٧٢.
• إبراهيم عليه السلام كان مسلمًا دعا إلى الإسلام، {ما كان إبراهيم يهوديًا ولا نصرانيًا ولكن كان حنيفًا مسلمًا} آل عمران: ٦٧. 
• و{هو سماكم المسلمين من قبل..} الحج: ٨٧. 
• وبنو إسرائيل مسلمون.
{قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهًا واحدًا ونحن له مسلمون}البقرة: ١٣٢. • أنبياء بنى إسرائيل والربانيون والأحبار مسلمون {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار}المائدة: ٤٤.
• السيد المسيح مسلم دعا إلى الإسلام، وحواريوه أيضا مسلمون{فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون} آل عمران: ٥٢.
• يقول د. محمد عبدالله دراز من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عام ١٩٥٨: (إن الإسلام هو الدين الذى أوحى به الله إلى كل الرسل والأنبياء، وأن هذا المعنى تحول فى الاستعمال العرفى إلى معنى آخر هو شريعة محمد وحدها. حيث ينبغى التحرز من الدلالة المقصودة أصلا إلى الدلالة المفهومة عرفًا، ويتعين الوقوف عند المعنى الذى أراده التنزيل دون تحويله إلى المعنى الذى يريده الناس. ذلك لأن استعمال اللفظ يغير المعنى الوارد فى كتاب الله، والمقصود فى التنزيل الحكيم، فيحدث تغيير فى فهم كل الآيات التى ورد فيها اللفظ، كما يحدث تبديل فى الفكر الدينى كله)، {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ} الحجرات: ١٤.
• وبعد المطابقة بين (الإسلام العام) و(الإيمان الخاص بشريعة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) فى الآية السابقة يتمدد الفهم الخاطئ ويصل إلى الآية الثانية {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه}. ويفهمها الإرهابيون بأن اتباع أى شريعة ربانية أخرى غير شريعة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لن يقبله الله من عباده وهو ما يخالف ما جاء بالتنزيل الحكيم طبعًا، ويتسبب فى تكفير أهل الكتاب {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} البقرة: ٦٢. (نزلت بعد الفتح). 
• {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون} فصلت: ٣٠.
• {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}الأحقاف: ٣٠.
• {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) البقرة: ١١١.
•{بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون} البقرة: ١١٢. • الآيه الثالثة فهموها أن سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بعث كافه للناس يعنى (لهم جميعا) !!! وهذا يخالف آيات القرآن التى أكدت أن الله أرسله لغير أهل الكتاب (الأميين) ورسولا منهم يعنى (أمى هو الآخر) أى لم يسبق له أنه دخل أى شريعة، قال تعالى: {بَعَثَ فِى الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ} الجمعة: ٢ وقال تعالى: {لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون} القصص: ٤٦.
القرآن واضح ومحدد فى تحديد نطاق الرسالة المحمدية فى الآيتين المذكورتين أعلاه.. 
• ولو افترضنا أن شريعة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) نزلت لكل الناس فهذا تصور مخالف للقرآن الذى قال فيه الله تعالى:{لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} 
{ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم} المائدة: ٤٨.
{ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة} هود: ١١٨.
{ولوشاء الله لجعلكم أمة واحدة} النحل: ٩٣.
{ولوشاء الله لجعلهم أمة واحدة}الشورى: ٨.
{ولكل أمة رسول}يونس: ٤٧.
• وقال تعالى:{كيف يحكموك وعندهم التوراة فيها حكم الله}فلم يطلب الله من اليهود أن يحتكموا لشريعة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بل طلب منهم أن يحتكموا إلى شريعتهم، وقال تعالى: 
{وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}َ المائدة: ٤٧.
• وأخيرًا نقول: لم يحدث أن طلب الله من المسيحيين أو اليهود ترك شرائعهم فورًا واتباع شريعة النبى الأمى الذى بعثه للأميين ورسولا منهم يتلوا عليهم الكتاب ويعلمهم!!