الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ساعتان مع مبارك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنتُ فى بيروت لأمر خاص، ورأيتُ أن أتصل بالأخت فايزة أبوالنجا، مستشارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أملًا فى فرصة لمقابلة الرئيس المصرى فى القاهرة، إلا أننى وجدتُ أن الرئيس وصل إلى واشنطن. اتصلتُ بالأخ جمال مبارك مهنّئًا بالبراءة النهائية للرئيس حسنى مبارك وعودته إلى بيته واتفقنا على أن يدبّر لى فرصة رؤية والده الذى عرفته كبيرًا صغيرًا وأجريتُ له مقابلات صحفية عدة. كانت زيارتى القاهرة ليلة ويومًا، وعدتُ إلى بيروت ثم لندن. سرّنى كثيرًا أن الرئيس الأسبق صحته طيبة، وذاكرته «أطيب»، فقد راجعتُ معه حوادث سبق أن كلّمنى عنها، وهو حدّثنى عن صدام حسين وعن بشار الأسد وقضايا كانت مهمة فى وقتها، وكنتُ سجلتُ فى هذه الزاوية أن الرئيس مبارك، بعد تحرير الكويت، دعا صدام حسين إلى القدوم إلى مصر والإقامة فيها، إلا أنه رفض. هذه المرة زاد الرئيس على معلوماتى السابقة أنه أرسل رسالة إلى صدام حسين يحذّره فيها من المستقبل ويقول له إن أعداءه يتحيّنون الفرص للإطاحة به، إلا أن صدام حسين أهمل التحذير وكان ما كان، وانتهى العراق «مستعمرة» إيرانية. بقيتُ مع الرئيس مبارك قرابة ساعتين، ومعنا الأخ جمال مبارك. تحدّثنا عن الظروف التى تمر بها مصر منذ استقالته. هو قال إنه قضى حياته كلها فى مصر، ومرت به حروب وسلام، إلا أن همّه الأساسى سنة ٢٠١١ كان ألّا ينزلق البلد فى فوضى. قال إن مصر مرت بأزمات عنيفة وكان يريد أن تخرج منها لتعود إلى دورها وسط المجموعة العربية. كنت أعرف أن الإمارات العربية المتحدة طلبت من حكومة «الإخوان المسلمين» أن تسمح للرئيس مبارك بالانتقال إليها، إلا أن «الإخوان» رفضوا ووجّهوا إلى الرئيس المستقيل تهمًا كان يجب أن توجّه إليهم من المحاكم لأنهم أضرّوا بمصر وأهلها. الرئيس مبارك قال لى إن مصر بدأت تخرج من الصدمات ولعل ربنا يوفق الحكومة المصرية فى إنهاء الأزمات لتنعم مصر بالاستقرار، فالاستقرار فيها استقرار للمنطقة والعكس صحيح. وهو دعا إلى تنسيق عربى للخروج من الظروف الصعبة الحالية. سألتُ الرئيس مبارك لو عاد الزمن ست سنوات إلى الوراء، هل كان اتخذ القرار نفسه أو اختار قرارًا مختلفًا. قال إنه لا يحتاج إلى حصانة أو إلى أى شيء آخر، لأن «ما عنديش حاجة»، وزاد: «لو عدنا ست سنوات إلى الوراء لأخذت القرار نفسه. أعيش وأموت فى مصر». هو ذكّرنى بأنه شارك فى حروب اليمن و٦٧ و٧٣. كان قائد الطيران فى «حرب أكتوبر»، والقوات الجوية المصرية أبلت البلاء الحسن فى التصدى للسلاح الإسرائيلى. خرجتُ من دارة الرئيس مبارك سعيدًا بالجلسة معه، وراجعتُ فى الصحف المحلية أخبار زيارة الرئيس السيسى الولايات المتحدة، ووجدتُ أن كل المعلومات طيبة ويبقى التنفيذ.
الرئيس السيسى اتفق مع الرئيس دونالد ترامب على مكافحة الإرهاب، وعودة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهو قابل وزير الخارجية الأمريكى ومستشار الأمن القومى، وأعضاء الكونجرس، كما اجتمع مع رؤساء شركات كبرى لتشجيعها على العمل فى مصر. وأجمل من هذا وذاك، أن الرئيس السيسى والملك عبدالله الثانى اجتمعا فى واشنطن وأعلنا معًا دعم عملية السلام ودولة فلسطينية مستقلة، وتعهدا بمتابعة الجهود مع الإدارة الأمريكية وغيرها للسير إلى الأمام. هل يعرف القارئ أن الرئيس باراك أوباما فى ثمانى سنوات لم يستقبل رئيس مصر، وإنما دعم «الإخوان المسلمين» فى الحكم وخارجه.
أخبار الأيام الماضية كلها جميلة، ويبقى التنفيذ..