الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قمة عمان وعودة التضامن العربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استشعر العرب الخطر الداهم الذى يهدد أوطانهم بسبب التنظيمات الإرهابية التى تهدد البلدان العربية بالفوضى والخراب والدمار، ومن هنا كان حرص القادة العرب على حضور القمة العربية فى البحر الميت بالأردن الشقيق.. وهذا الحشد من الزعماء العرب يؤكد أن العرب أصبحوا فى وضع أفضل وأنهم حريصون على التضامن العربى لمواجهة الأزمات والتحديات.
وبالرغم من إجماع القمة على القضايا الرئيسية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وتوافق الجميع على حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس، وبالرغم من إدانة القادة العرب للإرهاب الذى يكاد بعض بالدول العربية الثلاث: سوريا وليبيا واليمن، واشتعال الحرب الأهلية هناك، التى نتج عنها نزوح الملايين من أوطانهم، إلا أن القادة العرب لم يحددوا آلية للقضاء على التنظيمات الإرهابية فى الدول الثلاث، سواء القاعدة أو داعش أو الإخوان، وفى ظل تدخل قوى محليًا وإقليميًا ودوليًا.
وبالتأكيد اجتماع القمة العربية بهذا الحشد الكبير من القادة العرب فى عمان لبحث التحديات والتهديدات التى تكاد تعصف بالأمة العربية، رسالة مفادها بأن العرب أصبحوا على قلب رجل واحد، وأنهم استشعروا ضرورة توحيد الصف العربى، وهو الأمل فى مواجهة الأخطار التى تواجهها الأمة العربية.
وكان الحدث الثانى والأبرز فى قمة عمان، هو لقاء الشقيقين الكبيرين: الملك سلمان العاهل السعودى والرئيس عبدالفتاح السيسى، بفضل جهود القادة العرب المخلصين فى الكويت والإمارات والبحرين والأردن، حيث أكد الزعيمان السعودى والمصرى حرصهما على دعم التنسيق والتشاور المشترك فى ظل وحدة المصير والتحديات التى تواجه البلدين.
واللافت للنظر فى القمة العربية خروج قادة مصر والسعودية والكويت من القمة أثناء إلقاء تميم قطر كلمته، وأعتقد أن هذا الموقف له دلالة عميقة تؤكد أن الزعماء الثلاثة يرفضون خطاب تميم وتوجهاته وأدبياته التى يدافع فيها عن التنظيمات الإرهابية التى يدعمها ويمولها بالسلاح والمال لتحقيق المخطط الصهيو أمريكى الحقير فى إشاعة الفوضى وتقسيم الدول العربية، وهو ما ظهر جليا فى مؤامرة الربيع العربى والتدخل القطرى السافر فى شئون مصر وليبيا وسوريا والعراق.. وقد أكد أمير قطر بكل صفاقة وبجاحة فى القمة العربية بعمان دفاعه عن التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش والإخوان، عندما أكد أن هذه التنظيمات سياسية وليست إرهابية.
وعلى العكس تماما، كانت كلمة الرئيس السيسى أمام القمة تتسم بالقوة والصراحة، وتعبر عن مصداقية مصر، عندما قال: «إننا لن نسمح لأى قوة مهما كانت بالتدخل فى الشئون العربية».
وكلمة كل من الرئيس وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان فى القمة العربية بالنسبة لملفات سوريا وليبيا والعراق واليمن، تؤكدان تطابق وجهتى نظر مصر والسعودية تجاه القضايا العربية، وهو ما يؤكد عدم وجود خلافات فى وجهتى النظر للزعيمين العربيين تجاه قضايا الأمة العربية.
وقد سادت حالة من الفرحة والبهجة فى الشعوب العربية فى مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن بعد القمة التى جمعت بين الزعيمين الكبيرين الرئيس السيسى والعاهل السعودى الملك سلمان، لأن الشعوب العربية تدرك أن مصر والسعودية هما حائط الصد للم الشمل العربى ومواجهة التحديات من أعداء الأمة العربية فى الداخل والخارج، والقادم من الأيام سوف يشهد مزيدًا من التنسيق والتشاور بين مصر والسعودية بما يعود بالخير على البلدين الشقيقين والأمة العربية.
فى اليوم التالى لاجتماع القمة العربية فى البحر الميت بالأردن، عقدت دول مجلس التعاون الخليجى على مستوى وزراء الخارجية اجتماعًا فى الرياض لمناقشة قضية الإرهاب، وكيفية مواجهته وسبل تجفيف منابع التمويل للمنظمات الإرهابية، وبالطبع كان حاضرًا الاجتماع وزير خارجية قطر، الدولة الراعية للتنظيمات الإرهابية سواء كانت القاعدة أم داعش أم الإخوان أم جبهة النصرة أم أنصار بيت المقدس فى سيناء، والسؤال الذى يفرض نفسه: إذا كانت دول مجلس التعاون الخليجى الشقيقة على يقين بأن «تميم» قطر هو الداعم الرئيسى للمنظمات الإرهابية بالمال والسلاح من أجل هدم الدول العربية، فكيف يأمن ملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجى لتميم قطر بعد أن تلطخت يداه بدماء العرب فى مصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن؟! هل نسى الملوك والأمراء موقف جلالة الملك المغفور له عبدالله بن عبدالعزيز من هذا القاتل والداعم للإرهاب أمير قطر، وكيف أنه طرده شر طردة من مجلس التعاون الخليجى بسبب دعمه للإرهاب وحقده على مصر وقائدها؟
أيها الملوك والأمراء الشرفاء فى دول مجلس التعاون الخليجى، حديث الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».
والشعوب العربية والإسلامية تنتظـر منكم يا أصحاب السمو الحفاظ على مقدرات الأمة وأولها محاكمة حاكم قطر على الجرائم التى ارتكبها بقتل الشعوب العربية وهدم مؤسسات الدول العربية وتهجير وتشريد الملايين من الشعوب العربية فى سوريا وليبيا والعراق واليمن.