أخبار مصر إما سيئة، كما تدعى منظمة العفو الدولية وجماعة حقوق الإنسان، وإما مفرحة كما فى اكتشاف كميات قياسية من الغاز فى البحر على طول الساحل المصرى.
لا أريد إطلاقًا أن يُسجَن أى نشط فى مجال حقوق الإنسان، ولكنْ بين هؤلاء «إخونجية» سريون يعملون ضد الدولة، لا مع الفقراء والمشردين.
بين الأخبار الطيبة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سيزور السعودية بدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأرجو أن تكون الزيارة فاتحة لتعاون قديم جديد بين البلدين لمصلحة الأمة كلها. ومن الأخبار الطيبة الأخرى زيارة إلى مصر سيقوم بها البابا فرنسيس قرب نهاية الشهر الجارى، فهو قبِلَ دعوة من الرئيس السيسى وشيخ الأزهر وقادة الكنيسة القبطية والكنيسة الكاثوليكية.
كانت العلاقة بين الأزهر الشريف والفاتيكان مرّت بأزمة سنة ٢٠١١ احتجاجًا على مواقف وتصريحات عن الإسلام للبابا بندكتوس السادس عشر. لا أعتقد أن هذا البابا كان صاحب موقف ضد الإسلام أو المسلمين، إلا أنه احتج بعد تفجير قُتِل فيه ٢٣ شخصًا خارج كنيسة فى الإسكندرية.
البابا فرنسيس انتصر للاجئين من سوريا ودعا إلى مساعدتهم، وله تصريحات إيجابية عن العلاقة مع الإسلام، وهو سيجد فى الرئيس السيسى والدكتور أحمد الطيب نموذجًا نادرًا للتعامل الإيجابى مع القضايا الدينية وحماية الأقليات.
كان هناك خبر طيب آخر من مصر هذا الشهر هو الحكم النهائى ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك من تهمة الأمر بقتل المتظاهرين. التهمة هذه دخول فى المستحيل، فقد عرفت الرئيس مبارك معرفة شخصية مباشرة على امتداد ثلاثة عقود، وهو لم يدخل فى حرب أو يهدد بحرب، وعمل للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. وعندى دليل واضح على حقيقة عاطفته، فهو لم يزر إسرائيل سوى مرة واحدة لحضور جنازة إسحق رابين الذى اغتاله اليمين الإسرائيلى. وكان قادة إسرائيل يأتون إليه فى شرم الشيخ ويراهم مرغمًا بسبب عملية السلام.
لا أستطيع فى سطور أن أختصر تفاصيل ما أعرف عن الرئيس مبارك، وأكتفى بقصة واحدة، فهو بعد احتلال الكويت وتحريرها، قال لى إنه لو لجأ صدام حسين إلى مصر فسيقيم فى حمى أهلها ولن تقبل حكومته تسليم صدام حسين إلى أى طرف خارجى. كتبت ما قال لى الرئيس وتلقيت مخابرات من الصحافة الغربية، وجلست فى غرفة فى مطار جنيف أتلقى اتصالات من حول العالم بعد أن اتفقت السكرتيرة فى لندن مع طالبى المعلومات على الوقت ورقم الهاتف. كانت هناك هواتف وغرف فى مطارات سويسرا قبل طغيان الهاتف المحمول.
لو أن صدام حسين قَبِل الدعوة للاستقرار فى مصر لكان جنَّب العراق كارثة مستمرة حتى اليوم. بصراحة، لا أفهم كيف أن العالم كله يحارب الإرهابيين من «داعش» منذ أسابيع فى الموصل، وهم لا يزالون فيها.
ونقطة إضافية، فقد قرأت مقالًا للأخت منى الطحاوى فى «نيويورك تايمز» تعتبر فيه خروج حسنى مبارك من السجن «إهانة». هى تعرف بلدها أكثر منى، وأنا أعرف حسنى مبارك وعمر سليمان أكثر منها، وأقول إنهما من خيرة المصريين والعرب والمسلمين.
اليوم أقبل أخذ رهان (رهان جنتلمان لا فلوس) على أن مصر مقبلة على فترة رخاء وازدهار غير مسبوقة فى تاريخها الحديث. أقول هذا وأنا أعرف أن قيمة الجنيه المصرى تراجعت كثيرًا، وأن هناك موجة غلاء يدفع ثمنها المواطن المصرى.
لست أكتب اليوم لأبيع للقارئ «سمكًا فى البحر»، وإنما أستند إلى معلومات مؤكدة عن المستقبل القريب، وأقبل أن يحكم القارئ لى أو عليّ بعد سنوات قليلة.
نقلًا عن الحياة اللندنية