الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"السياحة العلاجية" المعتلة!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مَن يصدق أن مصر تمتلك رافدًا مهمًا لزيادة دخلها القومى، إلا أن المسئولين فى الدولة لا يعتنون به بالشكل اللازم، ولم يُلتَفَت إليه بالقدر الذى يستحقه؟
هذا هو الحاصل فعلًا، والرافد الذى أشير إليه هو «السياحة العلاجية»!
فلقد كشف المؤتمر الذى عقد الأسبوع الماضى، فى قاعة المؤتمرات، بمدينة شرم الشيخ عن «السياحة العلاجية»، عن مدى قدرتنا على تحقيق عائد مالي مهم يسند خزينة الدولة، فهذا النوع من العلاج قائم على ذوى الدخول المرتفعة والمقتدرين على الإنفاق من الأجانب، الذين يأتون إلينا بهدف الاستشفاء فى الأماكن المخصصة لذلك، والمنتشرة فى ربوع مصر.
لقد أفصح المؤتمر عن كنوز مدفونة فى مصر، يمكن أن تجذب إليها آلاف، بل ملايين السائحين العرب والأجانب، هذه الكنوز هى «السياحة العلاجية الطبيعية»، التى أهملناها طويلًا إلى أن أصابها الاعتلال.
فمصر بها أماكن ساحرة يمكن للإنسان أن يعالج فيها عبر الطبيعة، كالعلاج بالرمال والعلاج بالأعشاب، وغيرها من العلاجات المنتشرة فى الواحات والمحافظات المصرية عمومًا.
ففى سيوة، على سبيل المثال، توجد رمال جبل الدكرور أو جبل الدفن ـ كما يطلق عليه أهل سيوة ـ هذه المنطقة لو استغلت بشكل سليم، سوف تجذب آلاف، بل ملايين السائحين، خاصة أن هذه المنطقة قد حباها الله بطبيعة ساحرة، وجو مشمس طوال السنة، وبها فنادق مميزة يطلق عليها «فنادق صديقة للبيئة» منها فندق يعد من أهم خمسة فنادق صديقة للبيئة فى العالم.
ليس ذلك فحسب، بل هناك مراكز استشفاء طبيعية، موجودة فى مناطق الطور، وسفاجا، والوادى الجديد، وغيرها من الأماكن، هذا إلى جانب وجود مستشفيات ودور رعاية على مستوى عالٍ من حيث التجهيزات والأطباء المهرة، فى جميع التخصصات، مثل العظام، والقلب المفتوح، وزراعة الأعضاء، وغيرها من الأقسام المهمة. فمصر فى السنوات الأخيرة تميزت فى تخصصات الإنجاب وأطفال الأنابيب، وأصبحت مقصدًا لهذا النوع من العلاجات التى يأتى إليها المرضى من كل الدول العربية والإفريقية، وغيرها من دول العالم.
إذًا فالسياحة العلاجية يمكن أن تكون عامل جذب قويًا لمصر، إذا ما توافرت له عوامل النجاح الحقيقية، مثل حسن الاستقبال، وسهولة التنقل، وتوافر أماكن المعيشة، وجودة المنتج المقدم، والضيافة الطيبة، هذه المُقبّلات يعضدها استقرار سياسى وأمنى تتميز به مصر، والذى أصبح أهم عامل من عوامل الجذب السياحى فى هذا الزمان.
فالتقديرات تقول، إن مصر يمكن أن تجنى ملياري دولار، سنويًا، إذا ما زاد اهتمامها بالسياحة العلاجية، وذلك بحسب تأكيد دكتور عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، مقرر مؤتمر «السياحة العلاجية»، مضيفًا أن هذا الرقم هو جزء من أصل ٢٧ مليار دولار ينفقها الأشقاء العرب على السياحة العلاجية فى دول أخرى، فالعالم كله يتشوق لقيمة السياحة العلاجية فى مصر، وكثيرًا ما سلطت وسائل الإعلام العالمية الضوء على السياحة العلاجية فى بلادنا، فى حين يعانى هذا الرافد إهمالًا شديدًا من المصريين بصورة محزنة.
فقد صدم الحاضرون فى مؤتمر السياحة العلاجية من تغيب وزيرى «السياحة» و«التعليم العالى» عن حضور المؤتمر، رغم أن كثيرًا من المسئولين فى دول العالم جاءوا خصيصًا لحضور هذا المؤتمر، الذى لم يحضره من المسئولين المصريين سوى وزير الصحة وعدد قليل من المحافظين، من أجل مناقشة هذا المشروع الضخم.
لقد تأخرنا كثيرًا فى الاهتمام بمجال السياحة العلاجية، وقد آن الأوان أن نتدارك هذا التأخير، وتتضافر كل الجهود، لوضع السياحة العلاجية المصرية على خريطة السياحة العالمية، نتمنى أن نكون جادين ونتدارك ما فاتنا من أجل مستقبل أفضل.