بدأت دول أوروبا معاقبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على لسانه السليط وتصريحاته العدائية تجاهها، إذ أفشى مسئول ألماني أن أنقرة طلبت من برلين التجسس على 300 من مؤيدي المعارض التركي فتح الله جولن، بينما سمحت سويسرا لأنصار منظمة "بي كا كا"، بالتظاهر ورفع لافتة تحرِّض على قتل " أردوغان"، وهو ما أدانته الخارجية التركية في بيان، أمس.
ووجّه وزير الداخلية الألماني، أمس الثلاثاء، اتهامات لتركيا بممارسة التجسس، واصفًا إياه بأنه "تجسس لا يُحتمل وغير مقبول" على مؤيدي الداعية فتح الله جولن.
وقال وزير داخلية مقاطعة ساكسونيا السفلى، بوريس بيستوريوس: "بالنسبة إلى سلوك السلطات التركية، علينا أن نقول بوضوح تام إنه ينمّ عن خوف من المؤامرة يمكن وصفه بأنه مرَضيّ".
وكشف بيستوريوس، في تصريحات صحفية، أن أنقرة طلبت من برلين مساعدتها في التجسس على 300 شخص ومنظمة مقرَّبين من حركة "جولن" التي يتهمها النظام التركي بتدبير الانقلاب الفاشل.
في سياق متصل سمحت السلطات السويسرية لأنصار منظمة "بي كا كا"، بتنظيم تظاهرة تستهدف الاستفتاء الذي تشهده تركيا في 16 أبريل المقبل، ورفع لافتة تحرِّض على قتل الرئيس التركى.
واستنكرت وزارة الخارجية التركية، في بيانٍ أصدرته أمس، موقف السلطات السويسرية، ودعتها إلى إجراء تحقيق قضائي، كما استدعت القائم بالأعمال السويسري "نتاليا جيرماين كاثرين مارتي".
وشهدت العلاقات التركية الأوروبية توترات شديدة، في أعقاب منع السلطات في عدد من الدول الأوروبية مسئولين أتراكًا من دخول أراضيها، للترويج للتعديلات الدستورية الأخيرة، التي تمنح "أردوغان" مزيدًا من الصلاحيات.
وقال "أردوغان"، مساء الإثنين، خلال خطاب ألقاه بمنطقة "بيلك دوزو" في اسطنبول: "لا يملك أحد إطالة أجلي أو إنهاءه سوى الله، فنحن بدأنا مسيرتنا اعتمادًا على هذا النهج وسنستمر كذلك".
وانتقد أردوغان ما وصفه بـ"ازدواجية المعايير الأوروبية"، ووجّه خطابه للأوروبيين قائلًا: "غدًا ستحتاجون قيمًا انتهكتموها، طمعًا في عدد من الأصوات الانتخابية". وأضاف: "المواقف الفاشية والمنافقة التي أظهرتموها ضد تركيا، تعيد الغرب إلى أيامه المظلمة في عيون العالم. لا داعي لأن ينزعج أحد عندما نسمي الأسماء بمسمياتها ونصف كل ما هو فاشي بالفاشية".
