التفتيش فى أسباب تغيير تركيبة الشخصية المصرية أصبح أمرًا ملحًا وضروريًّا يجب على خبراء علم النفس والاجتماع الاعتكاف على دراسته جيدًا.
وأعتقد أن هذا الأمر لا يقل أهمية أبدًا عن الاهتمام بتجديد الخطاب الدينى، ولعل الحوادث البشعة التى وقعت فى الفترة الأخيرة يعجل بهذا الأمر، وهذه أبرز الجرائم التى وقعت موخرا.
عامل بمدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية يعتدى جنسيًا على طفلة تبلغ من العمر عام ونصف كانت ترتدي "بامبرز"، ونزعه عنها قبل اغتصابها، مما أدى إلى إصابتها بنزيف حاد في المهبل بعد اغتصابها.
وفى أبريل الماضى وقع حادث اغتصاب الأطفال فى مدرسة future british الدولية بعدما تلقى قسم شرطة أول مدينة نصر، بلاغًا من ولي أمر تلميذ تتهم فيه فرد أمن بالمدرسة، بهتك عرضه باستدراجه أعلى سطح المدرسة، والاعتداء عليه جنسيًا، وعقب القبض عليه اتهمته والدة تلميذة بنفس المدرسة بهتك عرض طفلتها، وأنه كان يستدرجها ويتحسس أجزاء من جسدها، حتى توصلت التحقيقات إلى أنه اغتصب 5 أطفال في عمر 3 سنوات بنفس الطريقة.
وفي فبراير 2016، شهدت منطقة العجمي بالإسكندرية، جريمة بشعة، حيث وُجدت طفلة في عمر الأربع سنوات ملقاة عارية في الشارع بعد أن تم اغتصابها وقتلها.
وعثر أهالي منطقة الهانوفيل على جثة طفلة صغيرة في ربيعها الرابع، عارية، بشارع مكة، وعليها آثار اعتداء جنسي وضرب، وتبين قيام "توك توك" بإلقاء الفتاة وفرّ هاربًا.
ولا تقتصر حالات اغتصاب الأطفال على تلاميذ المدارس أو الأطفال الذين يتم خطفهم لهذا الغرض، بل وصلت البشاعة إلى أن أباء يغتصبون أبناءهم أو أمهات يساعدن فى اغتصاب أبنائهن، في أكتوبر 2015 تجرد أب من الإنسانية، واعتدى جنسيًا على ابنته البالغة من العمر 11 عامًا، وظّل يعتدي عليها قرابة الـ6 أشهر، حتى اكتشفت والدتها الواقعة.
وشهدت مدينة كفر صقر بمحافظة الشرقية جريمة بشعة بعد قيام أب 30 سنة ويعمل ميكانيكي باغتصاب أطفاله الثلاثة بنتين وولد، وهم "أ" 6 سنوات، و"أ" 11 سنة، و"ع" 13 سنة طالبة، وذلك بعد تعاطيه عقار "التامول" الذي غيّب عقله، وحكم عليه بالحبس ثلاث سنوات فقط.
وفي أبريل 2015، شهدت القاهرة واحدة من أغرب الجرائم، حيث سلمت أم ابنتها "ميادة.ز.ع"، 4 سنوات، لعشيقها ليغتصبها، وتم حبس المتهم على ذمة التحقيق.
وفي آخر إحصائية أجراها المجلس القومي للأمومة والطفولة، تم رصد 1000 حالة اغتصاب تعرض لها الأطفال في الفترة من يناير إلى أكتوبر 2014، وقُدرت الحالات غير المسجلة بـ 3000 حالة سنويًا.
قد تكون جرائم اغتصاب الأطفال الأخطر والأبشع فى حياة المصريين فى الفترة الأخيرة ولكنها ليست الدلائل الوحيدة التى تكشف تغيير تركيبة المصريين، فلا يفوتنا حادث جريمة قتيل المهندسين بعد اختطاف مجموعة من المسلحين رجلا وأثناء عبورهم شارع شهاب بمنطقة المهندسين استغاث الرجل بالمواطنين لإنقاذه، ولم يلب أحد نداءه.
وكذلك حوادث القتل التي تكررت فى الفترة الأخيرة بين أبناء العائلة الواحدة مثل فتاة تذبح أمها وشقيقها المعاق بمساعدة عشيقها لتستولى على ذهبها، ومدرس وشقيقه يقتلان عمهما بسبب الميراث.
ولا ننسى الحوادث اليومية الأخرى والتى اعتاد عليها المصريون مثل عمليات غش الدواء والطعام، واستخدام لحوم منتهية الصلاحية فى المطاعم، وحالات الفساد.
كل ذلك يجعلنا أمام مجتمع تغيرت صفاته تماما، وأصبح الحديث عن وجود صفات الشهامة والأخلاق والجدعنة فى الشعب المصري من المضحكات، والأمور التى تثير السخرية، والسؤال الآن هل من الممكن أن نجد أحدًا من المسئولين فى الدولة ينتبه إلى هذه القضية، ويدعو إلى مناقشة الأسباب وراءها، وينقذ ما تبقى من صفات الشعب أم حان الوقت لنقول كنا مصريين.