مأساة حقيقية تعرضت لها سيدة سودانية تقيم بمدينة الخرطوم، بعد أن وقعت فى براثن نصاب قطرى يرتبط بعلاقات واسعة مع المسئولين فى السودان.
السيدة «عايدة الحاج أحمد» والتى تحمل بطاقة شخصية رقم KHOM٠٧٠٩١٢٠١٤، تعانى الأمرين بعد أن توفى زوجها وترك لها أعباء الحياة وتربية الأبناء، وكانت تنفق عليهم عن طريق مزرعة ٣٢ فدانا ملك زوجها المتوفى.
التقت السيدة عايدة مع النصاب القطرى ويدعى «محمد بن فهد راشد الرمزانى النعيمى» والذى عرف نفسه لها بأنه شيخ وداعية إسلامى، جاء إلى السودان مستثمرًا ليعين الإسلام والمسلمين، وقالت إنه اتضح لها أن هذا المخلوق ليس بشيخ وليس داعية ولا تظنه بشرا لأنه يخفى تحت هيئته الإسلامية ولحيته شيطانًا رجيمًا.
وقالت السيدة عايدة، إنها أنفقت كل ما تملك على المزرعة، وأفنت عمرها هى وأبناؤها الذين كانت تتركهم وتختلس من وقتهم لرؤية المزرعة، وذلك حتى لا تمد يدها لغير الله كما عودها زوجها.
وقالت إن «الرمزانى» عرض عليها شراء المزرعة، ورفضت فعرض عليها أن يشاركها بعد أن قدم لها عرضا مغريا، بأن تشاركه بالمزرعة ويشاركها بالتشغيل والأرباح، فحاولت أن تستغل العرض حتى تتفرغ لتربية أبنائها، ظنا منها أن هذا الرجل قد أرسله الله لها ليفرج به عنها، وأن الدنيا ابتسمت لها وحان وقت قطف ثمار مجهودها، لذلك توسمت فيه خيرًا، ووقعا على عقد المشاركة وسلمته المزرعة وبها أعداد كبيرة من الأشجار المثمرة مثل النخيل والليمون والمانجو وغيرها.
وما هى إلى أيام قليلة إلا وجاء هذا الرجل بأشخاص لا علاقة لهم بالمزرعة ولا تدرى لماذا؟ وكانت تذهب كل حين وآخر للمزرعة وترى أنها فى تدهور مستمر، وعندما كانت تحدثه فى أحوال المزرعة يقول لها لا دخل لك أنا أعرف ما أصنعه، كما أنه لم يدفع لها ما اتفقا عليه وضاق بها الحال ولا تدرى كيف تتصرف لإنقاذ مزرعتها من المحتال القطرى.
وأكدت عايدة أنها أصبحت بدون مورد وليس لها عمل آخر تطعم منه أبناءها، وتلبى احتياجاتهم وليس لها المقدرة أو المعرفة حتى تدخل مع النصاب فى قضايا لأنه ليس لديها ما تنفقه على تلك القضايا وأتعاب المحامين.
«البوابة» تواصلت مع صاحبة المزرعة من خلال الوثائق «الحاجة عايدة» والتى أوصلتنا بمحاميتها «نهى عباس طه» بالخرطوم، وأكدت «نهى» أن النصاب القطرى تم القبض عليه بالسودان لكن أمير قطر شخصيا أفرج عنه بضمانته.
وأضافت أن النصاب القطرى حاليا متواجد فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو رئيس الجالية القطرية هناك بأمريكا مؤكدة أنها علمت أنه فى أعقاب زيارة الشيخة موزة الأخيرة للسودان، أن النصاب الرمزانى يستعد لنزول السودان للقيام بمشاريع استثمارية بناء على توجيهات الحكومة القطرية.
وقالت إنها نجحت خلال الدعوى القضائية التى أقامتها ضد «الرمزانى» بعد النصب على عايدة عام ٢٠١٢ فى الحصول على حكم ابتدائى بفسخ العقد وفض الشراكة، وذلك بعد أن تم تعيين لجنة لمعاينة المزرعة، وجاء فى تقريرها أنه تم إتلاف عدد من أشجار الموالح والنخيل والمانجو، وبها موت كامل نتيجة أثر حريق وتعطيش كامل وزراعة محصول علف بين الأشجار، وتلفيات المزرعة جاءت بقيمة ٤ ملايين و٧٦٢ ألف جنيه سودانى، وهذا التقرير قدمه المهندس الزراعى «رضا عبدالمنعم أحمد» المفتش بإدارة البساتين وإكثار البذور.
إلا أن الرمزانى قام بالاستئناف على الحكم فى ٢٩ أكتوبر ٢٠١٤ عن طريق محاميه «محمد صالح عبدالغفور فقراى» لكن تم رفض الاستئناف، لأنه خارج القيد الزمنى المحدد طبقا لقانون الإجراءات المدنية لسنة ١٩٨٣، وأصبح الحكم الصادر ضده واجب النفاذ ولا يجوز الطعن عليه.
وطالبت المحامية السودانية بضرورة إعادة أموال أبناء السودان المنهوبة وتدخل السلطات السودانية والقطرية معا لحل أزمة ضحايا أبناء السودان الذين وقعوا فريسة لأعمال النصاب القطرى، قائلة إنها تقدر بالمليارات وإن هناك ضحايا كثيرين من أصحاب الشركات ورؤس الأموال فى السودان وقعوا فريسة لخداع محمد فهد الرمزانى.