«عين حورس».. الدولة المصرية العميقة التى حافظت وتحافظ على مصر، جذورها راسخة لا تتزعزع ولا يرهبها أى تحركات أو مناورات أو مكائد، قادرة أن تضرب فى العمق وتحت الحزام، كاشفة للمؤامرات والمخططات وتحركها يكون بمنتهى الدقة وفى اللحظة المناسبة لا تتصرف بردود أفعال وقتية أو بناء على انفعالات، لذا تكون ضرباتها دائما ناجحة ومؤثرة وموجعة، مصر تلاعب أجهزة استخبارات العالم بمنتهى الحرفية والمهارة والدهاء، ومؤكد ليس كل ما يُعْرف يقال، وليس كل ما يحدث يتم الإعلان عنه، ولكن إذا رأيت رؤساء وزراء ورجال استخبارات ومسئولين دو ل أجنبية وأوروبية فى زيارات مكوكية، ووجهتهم هى مصر تتأكد تماما أنها تلعب بقوة وندِّية وتؤثر على الجميع، فالدولة العميقة المصرية ليست استعراضية، ولكنها تراقب وترصد وتحلل وتتحرك، وتنتصر فى صمت وتقول أنا مصر بالفعل، وليس بالقول وستظل مصر إلى أبد الآبدين، عاش الصقور، عاش رجال الظل، عاش رجال الصمت، عاش أعظم الرجال.
وما زلت أواصل كشف الخديعة والمؤامرات التى غيَّرت خريطة العالم والشرق الأوسط، وأذكركم بنبذة عن الكتاب الذى بدأنا الحديث عنه فى المقال السابق، ونستكمل الجزء الخامس منه هو كتاب «الخديعة الكبرى» مؤلفه تيرى ميسان، الصحفى الفرنسى، وأواصل الجزء الرابع من أحد لقاءاته، وهو يجيب على كل الأسئلة ويتحدث عن تفاصيل الكتاب، المذيع: أنت بكلامك تبرئ أسامة بن لادن، وكل نظرياتك تؤكد أن العملية بأكملها عبارة عن مسرحية مركبة منظمة مبرمجة، هل تعتقد ذلك؟ بمعنى انظر ما حدث فى أمريكا، ذلك البلد بأكمله يعيش فى حالة توتر ناهيك عن الخسارة الكبيرة جدا فى الأموال، لماذا ذهبت بكل قوتها لأفغانستان؟ يعنى جيشت جيوشا واتصلت بكل دول العالم من أجل ملاحقة من تتهمهم بأنهم وراء أحداث نيويورك، كل هذا لا يقنعك بأن هناك أسبابا حقيقية وراء ذلك؟ رد ميسان: الجميع رأى أن الولايات المتحدة انطلقت نحو أفغانستان للقبض على بن لادن، لكنها لم تلق القبض على أحد، بل العكس قلبت بلدًا ونظامًا، وجاءت مكانه بالسيد كرازى الذى يحمل جنسية وجواز سفر أمريكيين، كما أنه كان موظفا فى شركة مينوكال للبترول التى كانت تنوى مد أنبوب نفط عبر أفغانستان، لربط ثروات آسيا الوسطى وبحر قزوين بالمحيط الهندى. إذن حملة أفغانستان كان غرضها البترول ومكافحة الإرهاب، لم تكن سوى مبرر لما يمكن تسميته بعملية كولونيالية وضيعة وعدد آخر من الأشياء. فالولايات المتحدة قالت لنا من خلال خطاب بوش الشهير عن محور الشر إنها هى الخير وما سواها هو الشر بالطبع، وهذا ما أعطاها الحق على ما يبدو لضرب العراق وإيران وغيرهما ليس هذا فقط، لكن بوش قام بقبول مخطط يسمى قالب الهجوم العالمى، والذى كشفت عنه واشنطن بوست وحسب «سى آى إيه» التى عرضته عليه إن لها الحق فى قتل ورشوة وقلب ٨٠دولة فى العالم، المذيع: إذا كان ظنك صحيحا وإنك تبرئ بن لادن وأتباعه وتقول إنهم ليس باستطاعتهم أن يقوموا بمثل هذا العمل، وإنه تدبير أمريكى، لكن كيف ترد على بن لادن نفسه بعد أن شاهدناه يظهر على شاشات التليفزيون بين الحين والآخر بعد سقوط البرجين، ويتبنى العملية وهو من تحدث عن ١٩ استشهاديًا قاموا بالعملية، واعترف بالقائمة التى أصدرتها الـ«إف بى آي»، ناهيك عن أن هناك سوابق له مثل تدمير المدمرة الأمريكية «كول» فى اليمن وأحداث الخُبَر فى السعودية وتدمير السفارتين الأمريكيتين فى شرق إفريقيا. لدينا الكثير من الدلائل والسوابق تؤكد ضلوع بن لادن، وقد اعترف بنفسه فكيف تبرئه؟ رد ميسان: بن لادن يقول فى الأشرطة التى توزعها وزارة الدفاع الأمريكية ما تريد الوزارة أن يقوله بالضبط، لقد ذهب بن لادن بكلامه لحد القول إنه أرسل طائرة بوينج٧٥٧ لضرب البنتاجون فى حين أننا نعرف أن ذلك خطأ ولم يحدث مطلقا بل هو مجرد دعاية أمريكية محضة، وأنا أراه بوقًا لهذه الدعاية. إنه أخطر عدو للعالم العربى والإسلامى لأنه يساهم فى تشويهه وتوجيه أصابع الإتهام إليه على أنه مجرم وجانٍ، وأتساءل عن زعم الإدارة الأمريكية فى القبض على بن لادن، وقد علمنا من صحيفة «الفيجارو» الفرنسية أن بن لادن كان فى المستشفى الأمريكى فى دبى للعلاج فى شهر يوليو، وفى تلك الفترة كان هناك أمر دولى للقبض عليه ومكافأة ٥ ملايين دولار لمن يوقفه أو يساعد فى القبض عليه ونعرف عن طريق الـ«جى بى إس» أنه دخل مستشفى «راول آباندى» من أجل غسيل كلى تحت حماية الجيش الباكستانى الذى لم يفعل شيئا للقبض عليه، ثم إن زميلنا ميشيل برار من مجلة «برى ماتش» والذى وقع أسير حركة طالبان خلال حرب أفغانستان شهد أنه رأى بن لادن وجماعته يعيشون حياة عادية فى جلال آباد، على رأس قافلة من١٥٠ سيارة والمدينة كلها تراه وبالطبع الأقمار الصناعية الأمريكية تستطيع العثور عليه، وتضاعفت المكافأة من ٥ إلى ٢٥ مليون دولار، وفى أثناء ذلك كان باقى أفغانستان يتعرض للقصف، ولم يقبض أحد عليه، إذن بن لادن حليفها وليس عدوها، المذيع: لكن فى الوقت نفسه الإستخبارات الأمريكية تقول إن ثلاثة من الـ ١٩ الانتحاريين لهم علاقة بالقاعدة، وإن أحدهم لعب دورا رئيسيا فى عمليتى تفجير السفارتين فى شرق إفريقيا والهجوم على السفينة «كول» فى اليمن؟ رد ميسان: إذا تمعنا فى عمليتى نيروبى ودار السلام، فيجب أن نتذكر أن رد الولايات المتحدة كان بقصف مصنع الشفاء للأدوية فى السودان. كان ذلك المصنع ملكية مشتركة بين بن لادن وشريك آخر أعلن أنه ممول الإرهاب العالمى ووضع على قائمة الأشخاص الذين يجب القبض عليهم. ذلك الشخص مستمر فى ممارسة أنشطة مالية عالمية، ويمتلك شركتين الأولى تقوم بتوفير المراقبة المصورة للبرلمان البريطانى والحكومة أيضا والثانية تقوم بالمراقبة للمنشآت النووية البريطانية. إذن هل حقا يقال لنا إن ممول الإرهاب هو من يضمن أمن مؤسسات بريطانيا؟، المذيع: باختصار ما دور بن لادن فى كل تلك الضجة؟ رد ميسان: سأخبرك.. وللحديث بقية.