الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"تآكل الإخوانية وصعود السلفية" في "مراصد" ببيت السناري

مراصد ببيت السناري
"مراصد" ببيت السناري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدر عن وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، العدد الأول من سلسلة "مراصد"، وهى كراسات علمية محكّمة، تُعنَى برصد أهم الظواهر الاجتماعية الجديدة، لا سيّما في الاجتماع الديني: العربي والإسلامي، ويرأس تحريرها حسام تمام، الصحفي والباحث ورئيس وحدة الدراسات المستقبلية، ويشرف عليها الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بالمكتبة، وسكرتارية التحرير، عبد الوهاب شاكر وأمنية الجميل. 

ويقدم العدد الأول من سلسلة "مراصد"، دراسة حديثة عنوانها "تسلّف الإخوان: تآكل الأطروحة الإخوانية وصعود السلفية في جماعة الإخوان المسلمين" للباحث حسام تمام، ويرصد الباحث في دراسته مسألة التحوّلات الأخيرة التي عرفتها جماعة الإخوان المسلمين - كبرى الحركات الاجتماعية الإسلامية - مبيّنًا أن الإرباك الذي ظهر مؤخّرًا في مواقف الإخوان، هو نتاج نموّ توجّهات سلفية كامنة في جسم الجماعة تخرج بها عن نطاق الحركة الجامعة ذات الرؤية التوفيقية التي عُرِفت بها في مرحلة التأسيس، نحو حالة من "التسلف" أو التحول إلى السلفية.

ويؤكد "تمام" أن هذه التوجهات تعكس تحولات داخلية تتعرّض لها التركيبة الإخوانية منذ فترة ليست بالقصيرة، بحيث صارت السلفية تيارًا فاعلًا، بل وأكثر التيارات فاعلية وتأثيرًا داخل الإخوان، ممّا يستدعى بحثًا معمّقًا عن جذور المكوّن السلفي "الكامن" في جماعة الإخوان، والعوامل التي تقف وراء تطوره ثم أبرز تجلياته الحالية، ويشير الباحث إلى أن الحركة التي تشهد منذ شهور زخمًا سياسيًّا وإعلاميًّا كبيرًا، كانت قد تعرّضت لأكبر هزّة تنظيمية في داخلها منذ تلك التي عرفتها في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، خلال إجرائها انتخاباتها الداخلية نهاية 2009 وبداية 2010، والتي أسفرت عن تصدّر رموز التيار التنظيمي المحافظ لنتائجها، ولا تتمظهر التحولات الجارية في سيطرة الاتجاه المحافظ على مؤسسات الإخوان فحسب، فيلاحظ الباحث أن الحركة تتّجه إلى إعادة النظر في العديد من القضايا الخلافية التي تتعلّق - في جوانب منها - بمسائل فقهية لم يُحسم فيها الخلاف بعد، إنها على نحو ما تحوّلات تطال أيديولوجية الحركة أيضًا.

ويوضّح "تمّام" أن الجماعة قد مرّت بحالة من التحوّل إلى السلفية الوهابية منذ أوائل الخمسينيات، وتعزّزت مع اشتداد الحملة الناصرية على الجماعة وفرار عدد من كبار قادتها واستقرارهم بدول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، محضن التيار السلفي الوهابي، ثم تأكّدت تمامًا في حقبة السبعينيات التي شهدت أقوى انطلاقة للتيار الوهابي خارج حدود السعودية، وقد دعمها مشروع التحديث الذي انطلقت فيه المملكة آنذاك، ويقول الباحث إن رؤية حسن البنا لهوية الجماعة توضح أن سلفية الجماعة الإسلامية الأمّ في مرحلة التأسيس كانت مختلفة عن ما هو متعارف عليه فى السلفية اليوم، من حيث إنها تضمّ كل المكونات الثقافية للمجتمع، ولقد كانت روح التصوف حاضرة في البناء التنظيمي للجماعة، واحتلت جزءًا مهمًّا من مقرّرات التأطير والتربية في الحركة.

وتبين الدراسة أن جماعة الإخوان بدت في سنوات التأسيس الأولى وريثة للسلفية الإصلاحية، التي كان الشيخ رشيد رضا أبرز رموزها قبل تلك الفترة، لكنها سلفية جامعة وتجميعية تقع في أقصى مناطق المرونة، كما أن ظروف البيئة المحيطة لعبت دورًا مهمًّا في بلورة اتجاه السلفية الإخوانية نحو طابع عروبي إسلامي جامع، لا ينفي أن في الأمة مكونات مختلفة قابلة للاستيعاب، وهذا ما كان البنا يدركه جيدًا.