"تل اليهودية" ذلك الكنز الأثري
المفقود، يعد من التلال الأثرية وكان يُعرف في العصر الفرعونى باسم تاى تا حوت يقع بشبين
القناطر بمحافظة القليوبية، وما زال يحتفظ بملامحه الأثرية التى تعود إلى حقبة زمنية
واسعة، ولكن لم يعد تل اليهودية يتميز بملامحه الأثرية فقط إلا أن خرافات الأحجار المتواجدة
به وجلبها للحظ وعلاج العقم أصبحت أغرب الطقوس السائدة بالتل، كما أصبحت مأوى لتجار
المخدرات والبلطجية.
يقع تل اليهودية على مساحة 40 فدانًا، يحيطه
العديد من النباتات الجبلية وعلى أعلاه تتواجد بقايا الجدران الحجرية الضخمة التى تدل
على أثرية المكان وعودته للعصور القديمة، تنتشر في قرية الشوبك الكائن بها التل المباني
الطينية القديمة، وتتميز القرية بالمساحات الزراعية الشاسعة، وتعتبر خليطًا من السهول
الزراعية والأطلال الفرعونية والعشش والبيوت القديمة.
ورغم انتشار المساجد بها إلا أن سكان القرية
تأثروا بخرافات الدجل والشعوذة، وتحول تل اليهودية لمزار حيث اعتقد الأهالى أنه يحتوى
على أحجار كريمة مبروكة تساعد على فك السحر وجلب الحظ وكذلك معالجة المشكلات الخاصة
بالإنجاب والزواج والنحس، وغيرها من المشكلات.
وتقول سيدة سبعينية تعيش بالقرية:
"أحجار التل مبروكة فبعض الفلاحين يقومون بالطواف بمواشيهم حولها لإدرار اللبن
بكثافة، كما أن العديد من نساء القرية يتوجهن للتل للصعود والهبوط منه 7 مرات للإنجاب،
وتعالج تلك الأحجار العديد من الأمراض."
وأكد محمد أحمد، 34 عامًا، أن أهالى القرية
لا يعلمون شيئًا عن أثرية المكان وأهميته التاريخية، مشيرًا إلى أنه بالنسبة لأهالى القرية
مجرد تل، مؤكدًا أن الكثيرين من أهالى القرية كونوا ثرواتهم من التنقيب عن الآثار بتلك
المنطقة.
ويقول "أشرف.ص": إن طبيعة القرية الفقيرة
بسبب الإهمال الذي تتعرض له المنطقة ورغم الاكتشافات الأثرية التى تطالها من فترة إلى أخرى إلا أن المنطقة لم تحظ باهتمام من قبل الآثار ولا توجد على الخريطة السياحية رغم
أنها يمكن ان تجلب العديد من السائحيين وتشكل دعمًا كبيرًا للسياحة، كما أن هناك تعديات
كبيرة على المساحة المقام عليها التل، مطالبًا بوجود متحف خاص لتل اليهوديدية ."
مشيرا الى هناك العديد ممن ينقبون عن الآثار
بأنفسهم وظهرت فئة من لصوص الجبل وحققوا كسبًا غير مشروع وأصبحت وكرًا للصوص والبلطجية.
يقول محمد هاني، رغم مرور سنوات طويلة على
هذه المنطقة فلم يتم التنقيب بها لمعرفة ما بها من آثار مما جعلها مصدر خطر مشيرًا ان
هذه المنطقة منطقة اثرية مهمة وكانت جزءًا من مدينة مصرية قديمة ولكنها مهملة ولم يشملها
أي تطوير وقد تحولت إلى مراعي للأغنام ومأوى للبلطجية وقطاع الطرق، ففى السابق كنا نسميها
بتل اليهودية لكن الآن وبعد حالات البلطجة والسرقات التى يتعرض لها المواطن أمامها أصبحنا نسميها بتل البلطجية.
وأوضح علي فرغلي، أنه تم إنشاء مبنى بجوار
تل اليهودية لكي يصبح متحفًا ورغم إنشائه منذ سنوات لم يتم عمل أي شيء وتحول المبنى
إلى مكان إداري وبه عدد قليل من الموظفين التابعين لهيئة الآثار.
ويضيف هادي سمير، إنه لم يتم التنقيب بتلك
المنطقة وما يجاورها حتى الآن حيث اصبحت تمثل مشكلة كبرى لأهالي القرى المجاورة والواقعة
بمركز شبين القناطر والخانكة، حيث لا يتم عمل شيء بهذه القرى إلا بعد موافقة الآثار خاصة
عند عمليات الهدم والبناء والحفر حيث يتطلب ذلك موافقة الآثار بعد تقديم طلب مما يصعب
الاستفادة من هذه المساحات الكبيرة التي تحولت إلى أرض فضاء.
ورغم أن المحافظة قد أعدت أكثر من
خطة للنهوض بهذه الآثار وتم تشكيل لجان لهذا الغرض لتقوم بإعداد الكتب عن آثار القليوبية
واتخاذ خطوات لإنشاء متحف يحتوى على العديد من القطع الأثرية الثمينة التى لها تاريخ
منذ أقدم العصور وكذلك حصر الأماكن السياحية والبدء في إصلاحها وترميمها وتم إعداد
دراسات ومؤتمرات ولكن الحال ما زال كما هو دون أن يتقدم خطوة واحدة للأمام منذ عام
2002 وحتى الآن ولكن واقع الحال يؤكد أن كل هذه الدراسات مجرد حبر على ورق.