«سهير»: على الدولة إقامة معارض.. و«أسماء»: نحتاج لقروض ميسرة
«كاملة»: رفضت عرضًا خليجيًا لأن بلدى أولى بى.. و«سمية»: تحسبنا أغنياء من التعفف
مع بداية عام المرأة ناشدت رائدات الصناعات اليدوية والتراثية الرئيس عبدالفتاح السيسى، رعايتهن فى تسويق منتجاتهن وإقامة معارض دائمة بمختلف المحافظات، ومعارض موسمية بالخارج، وأكدن، أن تمكين المرأة اقتصاديا يبدأ من دعم عاملات الإنتاج اليدوى، فهن لا تكلفن الدولة عبئا وتحافظن من خلال منتجاتهن على التراث الشعبى المصرى.
«البوابة» تحدثت مع رائدات الأعمال من المحافظات المختلفة، اللاتى أكدن سعيهن للوصول بالمنتج المصرى المحلى بالتصدير إلى الخارج ومنافسة الأسواق العالمية المشابهة، خاصة أن المنتجات المحلية تميزت بالجودة وتداخل التراث بالعصر الحديث، مما يجعل هذه المنتجات ذات طابع مميز، وقالت الرائدات إنهن يأملن أن يكون عام المرأة هو عام تمكين اقتصادى للرائدات الريفيات فى مختلف المحافظات.
وقالت سهير محمد عبدالحفيظ من محافظة أسوان، إن المرأة فى الصعيد تصنع منتجات مميزة، وتستطيع توفير المواد الخام من الطبيعة مثل سعف النخيل والأصباغ الملونة الطبيعية، وتصنع بعض المنتجات من خلال التراث النوبى، وصناعة المنتجات اليدوية تم توارثها من الأجيال السابقة فهو أمر سهل ويسير بالنسبة للسيدات، وتابعت: «نعلم الفتيات الصغيرات أيضا على صناعة المنتجات التراثية واليدوية حتى لا تندثر هذه المنتجات، ونحتاج دعم الدولة فى إقامة المعارض لتغطية التكاليف».
أما فى محافظة السويس، فاتجهت أسماء محمد التى تبلغ من العمر ٢٤ سنة، منذ تخرجها فى كلية التربية الفنية، إلى العمل الحرفى وحاولت تمويل مشروعها من خلال وزارة التضامن فى صناعة منتجات من الخزف المرسوم يدويًا، وأباجورات بإضاءة الشموع، ولجأت إلى الاشتراك فى المعارض الداخلية لتغطية مصروفات إنتاجها، وتطالب الدولة بتبنى تقديم قروض ميسرة للصناعات متناهية الصغر دون قيود.
أما الحاجة «كاملة أحمد حامد» من قرية الإعلام بمحافظة الفيوم فتبلغ من العمر ٦٠ سنة، توارثت صناعة المنتجات المنزلية المعتمدة على الخوص منذ أن كانت طفلة.
وأضافت «كاملة»، أن ظروف العمل أصبحت صعبة فى ظل عدم وجود تسويق للمنتجات، ووجود اشتراكات فى المعارض الداخلية ما يتسبب فى عبء إضافى على المرأة المنتجة، وطالبت الدولة بتيسير القروض للمرأة المنتجة وإمدادها بمهلة مسبقة قبل البدء فى تقسيط القروض، حتى يمكنها الشعور بالنجاح وبالعائد المادى الذى تخرجه من الصناعات اليدوية والحرفية. وذكرت «كاملة» أنه على الرغم من تلك الظروف، إلا أنها رفضت عرضًا قدمه لها أحد المصنعين من دول الخليج، قائلة: «بلدى أولا بيا وعايزين دعمك يا ريس عشان نستمر».
واستطاعت الحاجة «سمية أحمد محمد» من محافظة أسيوط على مدار ٢٠ عامًا مضت إعالة أبنائها وتزويج ٤ منهم من خلال إنتاج الحرف اليدوية، فلم يكن معاش زوجها الذى يبلغ ٤٠٠ جنيه كافيًا لإعالتهم، فاتجهت للعمل الحرفى اليدوى لمساعدة الأسرة وسد احتياجاتهم، وتسوق منتجاتها الريفية من مأكولات ومفارش من خلال السمعة الطيبة سواء بالطلب أو من خلال التسويق داخل السوبر ماركت.
وناشدت «سمية»، الرئيس عبد الفتاح السيسى، الاهتمام بالمرأة الصعيدية وتمكينها اقتصاديًا خاصة أن المرأة الصعيدية المعيلة تمر بظروف صعبة وينطبق عليها قول الله تعالي: «تحسبهم أغنياء من التعفف» على حسب قولها.
أما إيناس عبدالوهاب، من محافظة مرسى مطروح، وهى إحدى المعيلات حيث ترعى أبناءها بعد وفاة زوجها، عرضت بعض المنتجات الصوفية من «كلايم» التى تنتجها من صوف الأغنام بعد تجهيزها قالت: إنها تتمنى دعم المرأة المنتجة فى مصر بقروض ميسرة دون فوائد، فهى تحتاج ماكينة خياطة أوفر، حتى تستطيع مواكبة العصر فى إنتاج صناعة المنسوجات المختلفة.
أما رباب ربيع صلاح، من محافظة بنى سويف، قالت إنها تحاول أن تطور صناعة المنتجات اليدوية لتنافس المصنوع من المكن الآلى الحديث، مضيفة، أنه على الرغم من رخص أسعار المنتجات، إلا أن التسويق يظل عائقا أمام امتداد وانتشار الأعمال اليدوية، ومن رائدات الإنتاج بمحافظة الغربية قالت نيفين شعبان، إنها اتجهت إلى صناعة المنسوجات، والأعمال اليدوية كالتطريز والكروشيه عليها بما يضفى مزيدًا من الجمال وإبراز الألوان بتداخلات مختلفة، وأرجعت نيفين أكثر الصعوبات التى تواجه المرأة المنتجة ليس فى توفير موارد الصناعة بل فى تسويق المنتج النهائى ليصل إلى سوق المستهلك بما يزيد الربحية وقابلية الإنتاج من جديد. من جانبها طالبت خضرة عبدالعزيز، رائدة المرأة المعيلة فى بورسعيد، بتخصيص مقرات ثابت لإقامة معارض المرأة المنتجة بالمحافظات من خلال الحدائق العامة، إضافة إلى عمل مشغل للسيدات المعيلات وعمل ورش ودورات تدريبية للفتيات على المنتجات اليدوية والحرفية فى فروع مجالس القومى للمرأة.