"ليا الشرف والدى الشهيد اللي افتخر بإنجازاته.. في عز ليلة كان بينزل للدفاع عن كل شبر في الوطن وباستماته.. عرض حياته ألف مرة للضياع ما يستاهلش كره أبدًا أو شماتة.. وأحب أفكركم جميعًا لو نسيتوا.. اللى اتحرم دلوقتى منه أهل بيته.. وعشان آمنا بالقدر وبالشهادة.. قلنا العمل لأجل الوطن أفضل عبادة.. أيوه العمل لأجل الوطن أفضل عبادة.. اللهم لا اعتراض أكيد حاجة مكتوباله.. أنا هبقى زيه موش هخاف وهكمل المشوار بداله".
سيدي الرئيس، بدون مقدمات، هذه هي رسالة الطفل اليتيم "آسر"، ابن الشهيد أيمن كتات، الذي لم ير والده، ولم ينعم أبوه بإلقاء نظرة واحدة عليه، حتى تظل صورته محفورة في وجدانه، وترفرف بها روحه، بعد استشهاده في 28 يناير الماضي، فهل تجفف دموعه؟
سيدي الرئيس، أجزم أنك تعرف قصته، وأجزم أيضًا أن القيادة العامة للقوات المسلحة قامت بواجبها تجاه هذه الأسرة المكلومة، ولكني أرى أن لقاءك بـ "آسر اليتيم"، سيعوضه كثيرًا، وسيشعر فيه بلمسة أبيه الذي لم تصل يداه إليه، ولم تتحس أطراف أنامله ملامحه الملائكية.
آسر أيمن كتات، يجب أن يكون ابنًا لنا جميعًا، هذا اليتيم يجسد مأساة كثُر من أمثاله، ممن تيتموا على يد الإرهاب الغادر، وكُتب عليهم أن يكون أبناءً لأبطال نفخر بهم، ونتشرف أننا رأيناهم في يوم من الأيام، بل الأكثر من ذلك نتمنى لو كنا معهم الآن.
سيدي الرئيس، الشهيد أيمن كتات، لم يمهله القدر أن يفرح في الدنيا، وكتب الله سبحانه وتعالى له أن يسعد مع أقرانه في جنات الخلد، فقد جمعه يوم 18 مارس 2013 لأول مرة بزوجته، وتم خطبتهما في 27 فبراير 2014، ثم عقد قرانهما في 27 فبراير عام 2016 ثم تحقق حلمهما الأكبر بأن رُزقا بـ"آسر" في 7 ديسمبر الماضي، بعد أقل من عام لزواجهما.
تلك الفرحة التي لم تدم طويلًا، ولم تستمر سوى شهرين حتى كان 28 يناير 2017، ليقوض سعادة أسرة كانت تحلم بغد أفضل، ورسمت لنفسها خطوات واسعة في طريق الحياة .
جميعنا لا يستطيع أن يصف مشاعر تلك الزوجة، وقلوبنا لو وضعت في قبل واحد لن تشعر بألمها، فقد فارقها زوجها ابن الثلاثين عامًا، الذي كان لا هم له سوى إسعادها، والبحث عن كل ما من شأنه أن يرسم البسمة على وجه كل من ينتمي لهذه الأسرة السعيدة.
وليعرف الجميع أن آخر ما قاله الشهيد أيمن كتات لزوجته: "خايف أموت وأسيبك.. هتعملي إيه إنت وآسر من غيري"، وقد كان وها هما يعيشان بمفرديهما كما يرى البعض، لكني على يقين بأنهما لن يستمرا على ذلك الوضع طويلًا، وسنكون جميعًا ضمن أفراد هذه الأسرة ،ولنا الشرف إن وافقوا على ذلك.