قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى افتتاحيتها: إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان صعَّد من حرب تلاسن قبيحة ضد حلفاء تركيا الأعضاء بالحلف الأطلسى، ألمانيا وهولندا.
وأشارت الصحيفة إلى أن السبب واضح وهو أن الرئيس أردوغان يأمل أن اختلاق معركة مع أوروبا ربما يزيد دعم الناخبين الأتراك المؤيدين للتيار القومى للتصويت فى الاستفتاء المقرر عقده فى 16 أبريل، والذى إذا مر فإن من شأنه أن يوسع سلطاته الاستبدادية.
يوم 5 مارس، اتهم أردوغان ألمانيا بارتكاب "ممارسات نازية" بعد أن اضطر وزيرين تركيين لإلغاء ظهورهما فى حملة مؤيدة للرئيس التركى بعدما قالت الحكومة الألمانية إنها لا يمكنها أن تضمن سلامة التجمع ببرلين.
بينما الآن، صب أردوغان غضبه على هولندا، واصفًا الدولة بأنها "بقايا النازية" بعد منع طائرة وزير الخارجية التركى من الهبوط يوم السبت الماضى حيث كان من المقرر أن يشارك فى مظاهرة لدعم أردوغان، كما أمرت أمستردام وزيرة الأسرة التركية بمغادرة البلاد فى اليوم التالى.
وتابعت الصحيفة قائلة: إن أردوغان حذر هولندا من أنها ستدفع الثمن لمعاملتها الوقحة مع وزير الخارجية التركى، كما نصحت تركيا السفير الهولندى لديها، والذى كان خارج البلاد، بعدم العودة إلى منصبه بأنقرة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن سلوك أردوغان العدائى ربما يستفيد منه المرشحون المعادون للمسلمين فى هولندا، حيث يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع اليوم الأربعاء، وتليها الانتخابات فى فرنسا فى أبريل ومايو، ثم الانتخابات فى ألمانيا فى سبتمبر.
هناك 3 ملايين شخص من أصل تركى يعيشون فى ألمانيا، ويعيش نحو 400 ألف من المواطنين الأتراك فى هولندا. ويعتبر الاتحاد الأوروبى هو أكبر شريك تجارى لتركيا، كما تحتاج الأخيرة إلى حلف شمال الأطلسى (الناتو).
وأصدر الاتحاد الأوروبى بيانًا - يوم الإثنين الماضى - قائلًا: "من الضرورى لتجنب المزيد من التصعيد البحث عن سبل لتهدئة الوضع"، كما صرح ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف الناتو، بأنه سيشجع جميع حلفائه لإظهار الاحترام المتبادل، والتزام الهدوء.