البداية كانت محضر حمل رقم «٢٤٣» لسنة ٢٠١٧ إدارى زايد.. كشف قصة جديدة من مسلسل إهمال الأطباء فى مصر «البوابة» التقت أسرة الطفل إبراهيم محمد، محررة المحضر لتكشف تفاصيل القضية.
على باب غرفة العمليات وقف «محمد» والد «إبراهيم» شارد الذهن، ينتظر خروج ابنه.. طال الانتظار.. ٣ ساعات.. وما زال إبراهيم البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما فى غرفة العمليات بين أيدى الأطباء.. وبعد طول انتظار خرج الطفل على «الترولى».. انتظر والده.. كان الطفل تحت تأثير المخدر.. مرت ساعات.. ولم يفق إبراهيم... طال الانتظار يومين كاملين والطفل ما زال فى غيبوبة!.
تملك القلق من قلب «محمد».. وسألته زوجته «إبراهيم هيفوق إمتى يامحمد»، ونزل السؤال على قلب الأب كألف سهم من سهام الخوف على مصير ذلك الطفل الراقد بلا حراك، وبدأ الأب رحلة البحث عن سبب عدم عودة ابنه لوعيه.
يقول «محمد» بدأت أبحث فى أروقة مستشفى الشيخ زايد التخصصى، بحثت عن أطباء المستشفى، وسألتهم: «إبراهيم ما فقش ليه لحد لدوقتي؟!».. يضيف وعلامات الحزن والأسى تبدو على وجهه، الإجابة كانت صاعقة: أخبرونى أن «ابنك محتاج أوكسجين لأن قلبه توقف أثناء العملية، ولازم تذهب به إلى مستشفى خاص، يكون فيه رعاية مركزة، وبسرعة قبل الولد ما يضيع منك».
أظلمت الدنيا فى عينى الأب، تساؤلات عديدة قفزت إلى ذهنه، دون أن يجد لها إجابة محددة.. كيف سيواجه والدته، وتوأمته التى تكاد تنهار خوفا على شقيقها، بتلك الكارثة؟!.. كيف سيخبرهما أن «إبراهيم» يوشك أن يضيع منهم؟، وأنه بحاجة إلى الانتقال لغرفة رعاية مركزة بمستشفى خاص، وهم لا يملكون إلا القليل من المال.
استجمع الأب ما تبقى من قواه، وعاد يخبر زوجته بحال ابنهما، انهارت الأم، وأجهشت بالبكاء، بينما انتحبت الفتاة الصغيرة حزنا على شقيقها.
يكمل الأب حديثه عن تفاصيل تلك اللحظات العصيبة، فيقول بصوت يخنقه البكاء، والشعور العميق بالعجز: «أنا موظف بالقطاع الخاص، ولا أملك من المال غير القليل، وضعته بين يدى أطباء مستشفى «جلوبال الخاص»، عقب نقل ابنى لديهم لعلاجه من كارثة الجراحة الخاطئة التى أجراها له أطباء مستشفى الشيخ زايد، وطالبتنى إدارة المستشفى بسداد ٣٠٠٠ جنيه، يوميا، بعد أن أخبرونى أن حالة نجلى تستدعى البقاء بالرعاية المركزة مدة غير معلومة، حتى تتحسن وظائفه الحيوية، ويفيق من غيبوبته».
وأضاف الأب: «لم يكف كل ما أملك، من مال إلا لثلاثة أيام فقط، ولم يعد بإمكانى مواصلة الطريق، ولا أعلم ماذا أفعل لأسترد نور عينى إللى راح».
وتابع وهو يغالب دموع القهر واللوعة: «إبراهيم هو أول أبنائى، ولا أدرى كيف يمكن أن نعيش بدونه، وأخشى أن نفقد توأمته، التى تمر بحالة نفسية سيئة للغاية، بعد أن شعرت بأنها أصبحت وحدها فى الحياة، وأمه التى تواجه الموقف بالبكاء، والصمت انتظارا للحظة تعلم فيها بفقد ابنها إلى الأبد».